تركيا, دولي, اقتصاد, archive, الدول العربية

دول آسيا تستهوي دفة النفط العربي

استهداف دول آسيا لمعدلات نمو اقتصادية مرتفعة، وتوجه دول صناعية كبرى مثل الولايات المتحدة لتحقيق اكتفاء ذاتي من النفط، يغيّر مسار ناقلات النفط العربية عن أسواقها المعتادة وهي أمريكا وأوروبا.

20.02.2013 - محدث : 20.02.2013
دول آسيا تستهوي دفة النفط العربي

ابراهيم سعيد

القاهرة - الأناضول  

قال عدد من خبراء البترول العرب إن تجارة النفط ،خاصة الخليجى، تشهد فى الوقت الجارى تحولا فى حركتها التقليدية من الدول الغربية والولايات المتحدة إلى دول آسيا، والتي رفعت حصتها فى السوق العالمية للنفط مع رغبتها الجامحة فى تحقيق معدلات نمو اقتصادية مرتفعة.

وقال الدكتور رمضان أبوالعلا استاذ هندسة البترول بجامعة فاروس بالإسكندرية فى مكالمة هاتفية مع وكالة الاناضول للأنباء إن حركة تجارة البترول المتوجهة للدول الآسيوية خلال السنوات الخمس الماضية فى تزايد كما تظهر الارقام الصادرة عن وكالات الطاقة المتخصصة .

ورأى إن استهدف حكومات هذه الدول تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة وراء هذا التحويل الملحوظ.

وأكد "تحقيق معدلات نمو في أي منطقة يستلزم زيادة فى استهلاك الطاقة سواء كانت منتجة بشكل محلى أو مستوردة من الخارج".

وقال " إنه فى المقابل نجد الدول الغربية تكافح بضراوة للخروج من الأزمة الاقتصادية التى تشلها منذ خمس سنوات وتحديدا منذ أغسطس 2008".

وأضاف أبوالعلا إن الدول الأسيوية استغلت الازمات المتلاحقة فى الدول الغربية والولايات المتحدة فى رفع معدلات التصنيع وصادراتها مما رفع من استهلاكها للطاقة بمختلف أنواعها .

وكشف تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الأمريكية أن السعودية أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، صدّرت 54% من نفطها الخام إلى دول شرق آسيا مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية، فيما بلغت واردات الولايات المتحدة من السعودية 1.4 مليون برميل يومياً خلال العام 2012، بما يعادل 16% من الاستهلاك الأمريكي، و 12% من صادرات السعودية النفطية.

وتظهر الإحصائيات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية أن ثلاثة من أكبر الدول استهلاكا للبترول فى 2011 يرتكزون فى قارة آسيا حيث تحتل الصين المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، إذ استهلكت 8.9 مليون برميل يومياً، تلتها اليابان بواقع 4.5 مليون برميل يومياً، ثم الهند التي تستهلك 3.4 مليون برميل يومياً.

وقال رمضان أبو العلا إنه رغم هذا الطلب المرتفع من دول جنوب شرق آسيا على واردات الخام الا إن طلب الدول الصناعية والولايات المتحدة سيظل مؤثرا فى سوق تجارة البترول والغاز فى العالم بسبب ضخامة حجم الاستهلاك فى هذه الدول.

لكن أبوالعلا أكد " بعض الدول الاسيوية استغلت تراجع الدول الغربية والولايات المتحدة على النفط وأبرمت اتفاقيات طويلة الأجل مع دول خليجية منتجة للنفط لتأمين احتياجاتها المستقبلية".

وحسب بيانات منشورة في تقرير عن التطورات البترولية فى الأسواق العالمية والاقطار العربية " أوابك"  فقد انخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام في شهر نوفمبر 2012 بنحو 3.7% لتصل الى 8.0 مليون برميل يوميا ، كما انخفضت وارداتها من المنتجات بنحو 2.8 % لتصل إلى نحو 2.1 مليون ب/ي.

بينما تراجع طلب بقية دول العالم الأخرى خلال الشهر بحوالي 0.2 مليون ب/ي، أي بنسبة 0.4 % ليصل إلى 45.7 مليون ب/ي، وهو مستوى مرتفع بحوالي 2.0 مليون ب/ي مقارنة بالشهر المناظر من العام الماضي.

وقال عباس النقى أمين عام منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) إن دول آسيا وبصفة خاصة جنوب شرق اسيا متهلفة للطاقة.

وأضاف النقى في تصريحات خاصة لوكالة الاناضول للأنباء أدلى بها على هامش مؤتمر خيارات تكرير البترول الثقيل والذى نظمته أوابك بالقاهرة الأسبوع الماضى إن هذه الدول حققت ارتفاعا فى حجم استيراد الخام الثقيل بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية.

وقال "اليابان ودول جنوب شرق اسيا تجد فرصا متنامية فى الحصول على منتجات متعددة من تكرير الخام الثقيل الذى تستورده بشكل رئيسى من الدول العربية.

وأبرمت المملكة العربية السعودية اتفاقاً مع اليابان لتخزين كميات كبيرة من نفطها في جزيرة "أوكيناو" اليابانية، واصبح نحو 16% من صادرات النفط السعودي يتم تخزينها هناك، على مقربة من أكبر مستهلكي النفط في العالم.

وأرجع الدكتور أحمد الصباغ رئيس معهد بحوب البترول بالقاهرة انخفاض طلب الولايات المتحدة على النفط الوارد من منطقة الشرق الأوسط إلى تزايد الولايات المتحدة على الغاز سواء كان طبيعيا أو صخريا مع تقدم تقنيات استخراجه او حتى الحفر فى مناطق لم تكن معتادة من قبل مثل القارة القطبية.

وأضاف أن الصين تشهد نمو اقتصاديا ضخماً سيحولها الى أكبر مستورد للنفط في العالم قريباً، كما أن الحال ذاته في الهند، إضافة الى أن اليابان يزداد طلبها على النفط، وإن كان بوتيرة أقل من الصين والهند.

وارتفعت واردات الصين من النفط الخام خلال شهر نوفمبر 2012 بحوالي 111 ألف ب/ي، أي بنسبة 2% بالمقارنة مع الشهر السابق لتبلغ 5.7 مليون ب/ي ، بينما ارتفعت الواردات الصين  من المنتجات النفطية بحوالي 13 % لتصل 888 ألف ب/ي حسب تقرير منظمة الأوابك.

يشار إلى أن الولايات المتحدة لا زالت أكبر مستهلك للنفط في العالم، حيث تقول احصاءات العام 2011 ان الأمريكيين يستهلكون 18.9 مليون برميل نفط يومياً .

وقال الصباغ انه "رغم كل ما يتعلق بطلب الدول الاسيوية للبترول ..فستظل الدول الصناعية خاصة فى أوروبا المهيمنة على تجارة البترول مع قوة البنية الاقتصادية بها".

وذكر تقرير صدر عن التطورات البترولية فى الأسواق العالمية والأقطار العربية أوابك" إن طلب مجموعة الدول الصناعية ارتفع خلال شهر ديسمبر 2012 بمقدار 0.9 مليون ب/ي أي بنسبة 1.9 % مقارنة بمستويات الشهر السابق ليصل إلى 47.1 مليون ب/ي ، مستقراً عند نفس مستويات الشهر المناظر من العام الماضي.


عا - مصع

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın