باحث: الاحتباس الحراري يهدد مستقبل سلاحف "كاريتا كاريتا" في تركيا (مقابلة)
قال مدير "مركز أبحاث السلاحف البحرية وإنقاذها وإعادة تأهيلها" في ولاية موغلا التركية يعقوب كاسكا إن الاحتباس الحراري يؤثر بصورة مباشرة في تحديد جنس السلاحف البحرية "كاريتا كاريتا" المهددة بالانقراض.
Muğla
موغلا/ الأناضول
* مدير مركز أبحاث السلاحف البحرية بموغلا قال للأناضول: ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة نسبة الإناث بين مواليد السلاحف البحرية المهددة بالانقراض* درجة الحرارة داخل العش تحدد جنس الصغار أثناء فترة التطور في الرمال
* يجب ألا نسمح بانقراض نوع من السلاحف البحرية بسبب انعدام الذكور القادرة على التكاثر
* سلحفاة فقط من بين 1000 سلحفاة كاريتا كاريتا تتمكن من البقاء حتى مرحلة البلوغ
قال مدير "مركز أبحاث السلاحف البحرية وإنقاذها وإعادة تأهيلها" في ولاية موغلا التركية يعقوب كاسكا إن الاحتباس الحراري يؤثر بصورة مباشرة في تحديد جنس السلاحف البحرية "كاريتا كاريتا" المهددة بالانقراض.
وفي حديث للأناضول، أوضح كاسكا أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة نسبة الإناث بين المواليد، وأن البيانات الحديثة أظهرت أن 90 في المئة من السلاحف الصغيرة الخارجة من الأعشاش في السنوات الأخيرة إناث.
ولفت إلى أن الاحتباس الحراري العالمي لا يهدد السلاحف فقط، بل جميع الكائنات الحية.
حرارة العش تحدد الجنس
وأشار كاسكا إلى أن فريق المركز الذي يترأسه يتابع عن كثب تأثيرات الاحتباس الحراري على أعشاش السلاحف، وأن درجة الحرارة داخل العش تحدد جنس الصغار أثناء فترة التطور في الرمال.
وأضاف: "عندما تتطور البيوض في درجات حرارة مرتفعة، تتحرك خلايا البيض المسؤولة عن تكوين الجنس نحو المبايض، مما ينتج إناثا أكثر. أما في درجات الحرارة المنخفضة، فتتشكل بروتينات مختلفة تؤدي إلى تكوين ذكور".
وأردف: "لكن يجب ألا نسمح بانقراض نوع من السلاحف البحرية بسبب انعدام الذكور القادرة على التكاثر، كما حدث مع الديناصورات. وبفضل التكنولوجيا الحديثة، نعرف أن وضع البيض في أماكن مظللة أو باردة يمكن أن يساعد في ولادة ذكور".
ولفت إلى أن جنس السلحفاة الصغيرة يتحدد خلال 15 إلى 30 يوما من مرحلة التطور داخل الرمال التي تمتد نحو 45 يوما، مؤكدا أن "الأبحاث الحديثة تحقق تقدما كبيرا في فهم هذه العملية".
ارتفاع بأعداد الأعشاش
وذكر كاسكا أن عدد الأعشاش شهد هذا العام زيادة كبيرة، وأنه تم تأمين 770 عشا تحتوي على نحو 58 ألف بيضة، خرج منها ما يقرب من 40 ألف سلحفاة صغيرة وصلت إلى البحر.
وأكمل: "منذ عام 1988، نواصل أعمال الحماية دون انقطاع. في السنوات الأولى كان لدينا من 200 إلى 300 عش فقط، واليوم وصل العدد إلى 770-800 عشا، ما يجعل شاطئنا أحد أوضح الأمثلة على نجاح برامج الحماية في أوروبا".
وأوضح أن سلحفاة فقط من بين 1000 سلحفاة صغيرة تتمكن من البقاء حتى مرحلة البلوغ.
وذكر أنه من بين 630 سلحفاة مصابة استقبلها مركزهم حتى الآن، تم إعادة 380 منها إلى البحر، وبعضها يتم تتبعه بالأقمار الصناعية.
وأردف: "تتبعنا لهذه السلاحف في البحر دليل على نجاح جهودنا في حمايتها".
شاطئ إزطوزو الأفضل لكاريتا كاريتا في أوروبا
في شاطئ إزطوزو ببلدة أورتاجا في ولاية موغلا، خرج هذا الموسم نحو 40 ألف سلحفاة صغيرة من 770 عشا للسلاحف المهددة بالانقراض، واتجهت نحو البحر.
ويُعد هذا الشاطئ من أفضل مناطق حماية وتعشيش السلاحف "كاريتا كاريتا" في أوروبا، ويقع بالقرب منه مركز "أبحاث السلاحف البحرية وإنقاذها وإعادة تأهيلها" الذي يعمل منذ عام 2008 على حماية السلاحف، إضافة إلى علاج السلاحف المصابة في بيئة شبيهة بالمستشفى.
ويتخذ موظفو المركز إجراءات حماية صارمة خلال فترة وضع البيض وفقس الصغار، ويقومون بحراسة الشاطئ ليلا طوال موسم التعشيش لحماية الأعشاش من التهديدات.
جدير بالذكر أن سلاحف "كارتيا كارتيا" مدرجة على اللائحة الحمراء للسلاحف المهددة بالانقراض لدى الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
