أنقرة / الأناضول

قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن الشعب التركي ليس ضيفا ولا محتلا في المنطقة، مؤكدا أنه "صاحب الدار" وسيظل فيها "حتى قيام الساعة".

جاء ذلك في كلمة ألقاها الخميس خلال حفل أقيم بالعاصمة أنقرة، بشأن توظيف أفراد من عائلات الشهداء والمحاربين القدامى في المؤسسات الحكومية.

ولفت الرئيس أردوغان إلى أن المنطقة تمر بأيام عصيبة من الاختبار تطغى فيها أصوات القنابل والرصاص على صرخات المظلومين، لا سيما في فلسطين.

وقال إن "الشبكة الإجرامية التي يقودها سفاح غزة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، لا تعرف حدودًا في وحشيتها وظلمها، فهي تهاجم بلداً جديداً كل يوم".

وأكد أن أقوى رد فعل على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل أمام أعين البشرية منذ 23 شهرا في قطاع غزة، "يصدر مجددا بصوت عال من تركيا وشعبها".

وذكر أن هذا الموقف الإنساني الذي يغرس الأمل في قلوب المظلومين، يثير انزعاج الظالمين وداعميهم بشكل واضح.

وشدد الرئيس التركي على أن هؤلاء الأشخاص "لم يعودوا يرون حاجة لإخفاء انزعاجهم هذا".

وأردف: "يكشفون عن نواياهم وانزعاجهم وامتعاضهم، تارة عبر مرتزقتهم في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتارة أخرى عبر دماهم المتخفية في هيئة سياسيين، وأحيانًا عبر التطاول بألسنتهم على مقدساتنا التي نفديها بأرواحنا، وأحيانًا أخرى بحقدهم الذي ينم عن غيظ لم يخمد منذ سبع سنوات".

وبيّن أردوغان أن تركيا ليست دولة حديثة النشأة خرجت للتو إلى مسرح التاريخ، وإنما هي دولة عريقة تحمل في ذاكرتها خبرة وتجربة ومكتسبات تزيد على ألفي عام.

وأوضح أن كل نجمة على شعار الرئاسة التركية ما هي إلا رموز لهذا التقليد العريق.

وتابع: "اليوم نرى البعض يخرجون ويتطاولون علينا بالكلام ويحاولون إعطاءنا درسا في التاريخ".

وأردف: "حكمنا طوال قرون أراضي لم يطأها من يهاجموننا اليوم إلا قبل جيلين أو ثلاثة، وأرسينا النظام في العالم كله، وكنا سيفا للعدالة".

وقال أردوغان: "لسنا ضيوفا ولا محتلين في هذه المنطقة، وإنما نحن أصحاب الدار وموجودون عليها منذ ألف عام وسنظل فيها حتى قيام الساعة".

وأضاف: "نعرف السيناريو وكاتبه جيدا، وبإذن الله لن تنجح المخططات الرامية إلى حبس منطقتنا في الاضطراب".

كما شدد على أن "سفّاكي الدماء من الإمبرياليين والصهاينة لن يستطيعوا تحقيق أطماعهم الخبيثة في منطقتنا".

وذكر الرئيس التركي أن بلاده تملك القوة والقدرة والإمكانات والحكمة لإفشال كل المؤامرات وتمزيق كل أشكال السيناريوهات.

وتابع: "سنواصل مسيرتنا المباركة بحذر وحزم، دون الانجرار وراء الاستفزازات، وبحكمة وهدوء، وسنفشل المؤامرات من جديد بفضل أخوّتنا الأبدية ووحدتنا وتعاضدنا".

وزاد: "رغما عن الذين يحاولون تقسيمنا على أساس العِرق أو المذهب أو أسلوب الحياة، سنتمسك ببعضنا، وسنقف متعاضدين واثقين ببعضنا، ونتحدث بلغة التسامح والتفهم".

وتعهّد الرئيس أردوغان بحماية الوحدة والتماسك بين أفراد شعبه، أتراكا وأكرادا وعربا وشركسا.