أردوغان: كمسلمين لن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا بالقدس الشرقية
كلمة خلال مشاركته في وضع حجر الأساس لمشروع مبنى جديد لوزارة الخارجية بالعاصمة أنقرة..

أنقرة / الأناضول
صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن المسلمين لن يتراجعوا قيد أنملة عن حقوقهم في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل.
جاء ذلك في كلمة الأربعاء، خلال مشاركته في وضع حجر الأساس لمشروع مبنى جديد لوزارة الخارجية بالعاصمة أنقرة.
وأوضح أن السياسة الدولية باتت متغيرة واكتسبت حالة من الغموض وعصية على التكهنات يوما بعد يوم.
وأشار إلى أن المنطقة تشهد مع كل صباح أزمات جديدة، مشددا على أن الحكومة التركية تسعى للتعامل مع هذه الأزمات والصراعات والغموض بنجاح دون المساس بالمصلحة العليا للشعب.
وأكد أن تركيا تبذل جهودا صادقة من أجل تعميق الاستقرار والتعاون في منطقة جغرافية واسعة بدءا بالبلقان إلى الشرق الأوسط، ومن إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية، ومن أوروبا إلى آسيا والمحيط الهادئ.
وقال: "نرفع صوتنا عاليا ونصدح بالحق عند اللزوم، كما نجمع أطراف الصراع على طاولة واحدة عند الضرورة، ونعمل على حل الأزمات قبل أن تكبر من خلال بذل جهود دبلوماسية مكثفة".
وتابع: "أحيانا نستخدم قوتنا الناعمة، وأحيانا أخرى قدراتنا الصلبة لتوجيه التطورات لصالح بلدنا، وفي نهاية المطاف نقف دائما بجانب الحق والقانون والعدالة والرفاه".
وأضاف أن الجميع بات يدرك بأن "تركيا تؤمن بعالم يكون فيه المحق قويا وليس القوي محقا"، وإنها تكافح من أجل إقامة عالم هكذا.
وشدد الرئيس التركي على أن شعاره أن "العالم أكبر من 5" أصبح رمز هذا النضال على مستوى العالم.
ولفت إلى أن تركيا تقف بجانب أصدقائها وحلفائها في أيامها العصيبة، مثل الكوارث الطبيعية من زلازل وسيول، والتصرفات التي تنتهك سيادة الدول الشقيقة.
وأشار إلى أن تركيا تمد يد العون لأشقائها وأصدقائها في كل أوقات الضيق، وتساعدهم في تعزيز قدراتهم بمجال الصناعات الدفاعية، وتدعم التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز مجالات التعاون الثنائي، وتساندهم في كافة المحافل لحماية حقوقهم ومصالحهم.
وأكد أن تركيا تقوم بكل هذا بما يقتضيه سلوك الدولة العظمى، وأنها ستواصل موقفها المبدئي بعد ذلك أيضا.
وأفاد أن تركيا تمنح الأولوية في سياستها الخارجية للحفاظ على الاستقرار، وتعزيز الرفاه، وضمان السلام، وتقوية روابط الأخوة.
وأوضح أن تركيا باتت اليوم دولة تلعب دورا فاعلا بالمنطقة، مضيفا "كما يفعل لاعب الشطرنج الماهر، نخطط لكل خطوة بأدق تفاصيلها ثم ننفذها بهدوء".
وشدد على أنه "لن يثنينا أي استفزاز عن بلوغ أهدافنا. وبإذن الله لن نقع في الفخ ولن ننجر إلى الاستفزازات".
ولفت أردوغان إلى أن لغة الدبلوماسية هي اللباقة وأن تركيا تركز بسياستها الخارجية على السلام، لكنه حذر من أن ذلك "لا يعني أننا سنصمت أمام تجاوزات الآخرين".
وأضاف: "سنقف شامخين في وجه من يريدون تحويل منطقتنا إلى بحر من الدماء ومن يؤججون عدم الاستقرار".
وأوضح أنه لا يمكن لأحد منع تركيا من الوقوف بجانب المضطهدين في قطاع غزة الذين يخوضون صراع بقاء بمواجهة الوحشية الإسرائيلية.
وأردف: "سنواصل تضامننا التام مع أشقائنا في سوريا واليمن ولبنان وقطر بمواجهة همجية إسرائيل وعدوانيتها".
وزاد قائلا: "سواءً كان الجاني تنظيما أو دولة فالإرهاب والمجازر يُشكلان انغلاقا ذهنيا وهذه الأغلال الدموية التي تقيد منطقتنا ستتكسر في نهاية المطاف".
وأكد أن "من يعتقدون أن بإمكانهم بناء مستقبل آمن بالقمع وبإبادة الأطفال الأبرياء من خلال القمع والإبادة الجماعية والوحشية وعلى حساب أرواح الأطفال الأبرياء، سيخسرون بالتأكيد، مثل كثيرين غيرهم عبر التاريخ، ويغرقون في الدماء التي أراقوها".
وقال: "باعتبارنا أبناء أمة حملت لواء الإسلام لقرون، كان لنا شرف خدمة القدس لمدة 400 عام".
وأضاف أن "(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لا يعرف هذه الأمور، لكنني سأرفع صوتي من هنا مرة أخرى اليوم، ربما يتعلم".
وتابع: "بكل ما تحمله عبارة "لا إله إلا الله إبراهيم خليل الله" من معاني الاحترام والحكمة والتسامح، جعلنا هذه المدينة المباركة، التي يُمدح بها، موطنا للسلام والطمأنينة لجميع أتباع الأديان على مدى قرون".
وقال: "لقد احترمنا حقوق المسيحيين واليهود كما نحترم حقوق المسلمين. واليوم، كما قال الشاعر، نصف قلبنا مكة والنصف الآخر المدينة المنورة، وفوقهما القدس وكأنها ستارة رقيقة".
وأكد أن القدس هي قضية مشتركة للعالم الإسلامي الذي يبلغ تعداده 2 مليار.
وشدد الرئيس التركي على أنه "لا يمكننا السماح للغرباء بتدنيس القدس الشريف، التي نراها راية شامخة وشجرة باسقة مهيبة على وجه الأرض".
وتابع: "كما أعلم أن غيظ الساعين للتشبه بهتلر قد لا يزول أبدا، قد لا ينسون أبدا الموقف الذي اتخذناه قبل 27 عامًا خلال فترة رئاستي لبلدية إسطنبول الكبرى، فليواصلوا نوبات غضبهم".
وأضاف قائلا: "نحن المسلمين لن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا في القدس الشرقية، وليغضبوا كما يشاؤون".
وأفاد: "نضالنا سيستمر إن شاء الله بعزيمة لا تتزعزع، دون توقف أو تراجع أو فتور من أجل أن تعود القدس مدينةً للسلام والطمأنينة والأمان، والتي تعتبر مقدسة في نظر جميع الديانات السماوية".
وقال: "كما سنواصل العمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.