تركيا

أردوغان: عدم معاقبة إسرائيل على أفعالها يقوض القانون الدولي

الرئيس التركي في مقال نشر على موقع الجزيرة بعنوان "اختبار ضمير الإنسانية في غزة ": المأساة في قطاع غزة ليست مجرد صراع محصور في منطقة جغرافية ضيقة، بل ينبغي النظر إليها على أنها كارثة إنسانية تجرح ضمير البشرية جمعاء

Orhan Onur Gemici, Sami Sohta, Aladdin Mustafaoğlu  | 15.08.2025 - محدث : 16.08.2025
أردوغان: عدم معاقبة إسرائيل على أفعالها يقوض القانون الدولي

Ankara

أنقرة / الأناضول

** الرئيس التركي في مقال نشر على موقع الجزيرة بعنوان "اختبار ضمير الإنسانية في غزة ":
- المأساة في قطاع غزة ليست مجرد صراع محصور في منطقة جغرافية ضيقة، بل ينبغي النظر إليها على أنها كارثة إنسانية تجرح ضمير البشرية جمعاء
- صمت العالم أو ردود فعله الضعيفة تجاه هذا الوضع المزري لا يؤدي إلا إلى تعميق الألم ويمهد الطريق لاستمرار القمع
- الأزمة في غزة تشكل اختبارا حقيقيا لمدى قدرة المجتمع الدولي على الدفاع عن القيم الإنسانية الأساسية
- تركيا ومنذ البداية أبدت موقفا ثابتا ومتماسكا وحازما لإنهاء المذابح والكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن عدم فرض عقوبات على إسرائيل نتيجة أفعالها يؤدي إلى تقويض القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.

جاء ذلك في مقال للرئيس أردوغان نشر على موقع "الجزيرة نت" حمل عنوان "اختبار ضمير الإنسانية في غزة"، بحسب ما صرح به رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية برهان الدين دوران على منصة "نيكست سوسيال" التركية.

وأوضح دوران أن المقال نشر باللغتين الإنجليزية والعربية، مشيرا إلى أن الرئيس أردوغان دعا العالم في مقاله إلى التحرك ضد الوحشية في غزة.

وفي مقاله الذي نشر أيضا على موقع دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أكد أردوغان أن المأساة في قطاع غزة ليست مجرد صراع محصور في منطقة جغرافية ضيقة، بل ينبغي النظر إليها على أنها كارثة إنسانية تجرح ضمير البشرية جمعاء، وتتفاقم يوما بعد يوم.

وأوضح أن القصف الإسرائيلي المتواصل منذ أشهر استهدف النساء والأطفال وكبار السن، ما جعل المدن غير صالحة للسكن، مضيفا أن المنازل والمستشفيات والمدارس وأماكن العبادة دمرت، كما انهارت الخدمات الأساسية مثل الغذاء والمياه والرعاية الصحية والكهرباء.

وأشار إلى أن الجوع والعطش وخطر الأوبئة تجر غزة إلى انهيار إنساني كامل، وذكر أن أكثر من 61 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا في الهجمات الإسرائيلية.

وشدد في هذا الإطار على أن هذا المشهد إشارة واضحة ليس إلى الحرب فحسب، بل أيضا إلى سياسة التدمير الممنهج.

وأكد الرئيس أردوغان أن أزمة غزة تشكل اختبارا حقيقيا لمدى قدرة المجتمع الدولي على الدفاع عن القيم الإنسانية الأساسية.

وأضاف أن عدم فرض عقوبات على إسرائيل نتيجة أفعالها يؤدي إلى تقويض القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.

** صمت العالم يمهد الطريق لاستمرار القمع

الرئيس التركي أكد أن صمت العالم أو ردود فعله الضعيفة تجاه هذا الوضع المزري لا يؤدي إلا إلى تعميق الألم، ويمهد الطريق لاستمرار القمع.

وأضاف: "بينما يتحرك العالم الغربي بسرعة في أزمات أخرى، فإن موقفه المتردد تجاه غزة يقوض مصداقية النظام الدولي، الذي يزعم أنه يقوم على المبادئ وقواعد العدالة".

وأكد أنه لو تم إعطاء غزة الاهتمام السريع والشامل الذي حظيت به أزمة أوكرانيا، لكنا اليوم أمام مشهد مختلف تماما.

وشدد على أن تصرفات إسرائيل دون فرض أي عقوبات عليها تؤدي إلى تقويض القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.

وأضاف أن الأزمة في غزة تشكل اختبارا حقيقيا لمدى قدرة المجتمع الدولي على الدفاع عن القيم الإنسانية الأساسية.

وأوضح أردوغان أن تركيا ومنذ البداية أبدت موقفا ثابتا ومتماسكا وحازما لإنهاء المذابح والكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

وبيّن أن رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، والهلال الأحمر التركي، والمنظمات التركية غير الحكومية تعمل بشكل نشط في الميدان.

وشدد على أنه "رغم كل العقبات، يتم إيصال الأغذية والأدوية والإمدادات الطبية إلى المنطقة بدعم من الدول الشقيقة في المنطقة، حيث يتم إجلاء الجرحى من غزة ويتلقون العلاج في تركيا".

الرئيس التركي أكد أن المساعدات لا تلبي الاحتياجات العاجلة لفلسطينيي غزة فحسب، بل تتيح للعالم أن يعلم أن شعب غزة ليس بمفرده.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تتواصل دعوات تركيا لوقف إطلاق النار مع الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، كما تتواصل جهود الوساطة التي تبذلها أنقرة بين الفصائل الفلسطينية، وفق الرئيس أردوغان.

وفي هذا الإطار أشار إلى تأكيده في قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" التي عقدت في لاهاي يوم 25 يونيو/ حزيران الماضي، ضرورة تحويل وقف إطلاق النار الهش إلى سلام دائم، وأنه حذّر من أن "غزة ليس لديها وقت لتضيعه".

وأشار أردوغان إلى أنه وصف صراحة هجمات إسرائيل وسياساتها في العقاب الجماعي، والتي تتجاهل القانون الدولي، بأنها إبادة جماعية.

وأكد أن تركيا تتعاون بشكل وثيق مع الدول الإقليمية، وخاصة قطر، بشأن وصول المساعدات الإنسانية، ومفاوضات وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار.

** تركيا مستعدة لأن تكون الجهة المنظمة لهذه العملية

وأشاد أردوغان بدور قطر القيادي في تقديم المساعدات الإنسانية وجهودها الدبلوماسية لوقف المذابح في غزة.

ولفت إلى أن العنف في غزة لا يهدد استقرار الشعب الفلسطيني فحسب، بل يهدد استقرار المنطقة بأسرها.

كما أشار إلى أن التوتر بين إسرائيل وإيران يزيد من خطر اندلاع صراع واسع النطاق.

وتابع: "قد يؤدي هذا الوضع إلى زعزعة التوازن الأمني في المنطقة بأسرها، من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي، ويشكل تفاقم الأزمة تهديدات خطيرة لموجات جديدة من الهجرة والتطرف وأمن الطاقة. إن قضية غزة ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أيضا قضية استراتيجية للأمن والسلام العالميين".

وأوضح أردوغان أن "الحلول واضحة بشكل عام، فأولا، يجب إعلان وقف إطلاق النار على الفور ووقف جميع الهجمات دون قيد أو شرط، ويجب فتح الممرات الإنسانية لضمان وصول الغذاء والمياه والمساعدات الطبية دون عوائق، كما ينبغي إنشاء آليات دولية لحماية المدنيين".

وأكد الرئيس التركي استعداد بلاده لأن تكون الجهة المنظمة لهذه العملية.

وأردف: "يجب التحقيق في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ويجب محاسبة مرتكبيها أمام القانون. ينبغي توفير موارد مستدامة لمنظمات الإغاثة، وخاصة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تتعرض للضغط من جانب إسرائيل".

وشدد أردوغان على أن إعادة إعمار غزة لا ينبغي أن تقتصر على إعادة بناء المباني المهدمة فحسب، بل يجب أن تصبح عملية شاملة تضمن التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية والتنمية الاقتصادية والتمثيل السياسي أيضا.

واستطرد: "ينبغي أن تتم هذه العملية بمشاركة مباشرة من السكان المحليين وتحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية".

ونوه إلى أن أساس السلام الدائم هو الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وتتمتع بوحدة جغرافية، مبينا أن حل الدولتين هو المفتاح الوحيد للسلام والاستقرار في المنطقة.

وأردف: "ما يحدث في غزة يظهر مرة أخرى أن الحرب تستهدف حتى أولئك الذين يسعون وراء الحقيقة. في الأشهر الأخيرة، قُتل العديد من الصحفيين لمجرد قيامهم بعملهم أثناء سعيهم لنقل الحقيقة من مناطق الصراع إلى العالم".

وأوضح أن الخسائر التي تحملتها قناة الجزيرة على وجه الخصوص تُعد من بين أشد الهجمات وحشية على حرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومة.

** قضية فلسطين وغزة هي الاختبار المشترك للبشرية جمعاء

وأكد الرئيس أردوغان أن استشهاد هؤلاء الشجعان الذين عملوا على إعلان الحقيقة للعالم ورفع الستار عن أكاذيب الحرب ودعايتها هو خسارة كبيرة لنا جميعا.

وتابع: "ستظل ذكراهم رمزا للبحث عن العدالة. وأتقدم بأحر التعازي لأسر الضحايا ولزملائهم وللمجتمع الإعلامي بأسره".

والأحد الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي 6 صحفيين فلسطينيين بينهم مراسلا قناة "الجزيرة" أنس الشريف ومحمد قريقع، بقصف خيمة كانوا يقيمون فيها بمحيط "مستشفى الشفاء" غربي مدينة غزة.

وبمقتلهم ارتفع عدد الصحفيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي إلى 238 صحفيا منذ بدئه حرب الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق مكتب الإعلام الحكومي بغزة.

أردوغان شدد على أن قضية فلسطين وغزة هي الاختبار المشترك للبشرية جمعاء، مضيفا: "يجب ألا ننسى الثمن الباهظ الذي دفعته الإنسانية من أجل كرامتها، عندما تم التغاضي عما حدث في البوسنة ورواندا".

وتابع: "لهذا السبب، فإن موقف تركيا الثابت بشأن غزة يمثل مسؤولية أخلاقية وضرورة استراتيجية. سنواصل جهودنا من أجل سلام دائم وعادل وكريم، مع جميع الأطراف التي تؤمن بالدبلوماسية الإنسانية، وفي مقدمتها دولة قطر. نؤمن بأن السلام ليس مستحيلا، بل هو ضرورة متأخرة. ونبذل قصارى جهدنا لتحقيقه، وسنواصل ذلك".

وأكد الرئيس التركي أن "التاريخ يسجل من تحرك وقدم يد العون ومن تجاهل الظلم في غزة".

وأردف: "غزة ليس لديها وقت لتضيعه، وعلى المجتمع الدولي أن يستمع إلى صوت الضمير العالمي ويتحرك من أجل إحلال السلام في غزة. مستقبل البشرية سيتشكل بفضل الشجاعة التي نبديها اليوم في اتخاذ الخطوات اللازمة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın