تركيا

أردوغان: باقون في إسطنبول إلى يوم القيامة ولن تعود القسطنطينية أبدا

قال أردوغان: أجدادكم جاؤوا ورأوا أننا هنا، وبعدها عاد بعضهم على قدميه والبعض الأخر داخل التوابيت

18.03.2019 - محدث : 19.03.2019
أردوغان: باقون في إسطنبول إلى يوم القيامة ولن تعود القسطنطينية أبدا

Ankara

جناق قلعة / صفا شاهين / الأناضول

قال أردوغان: 

- أجدادكم جاؤوا ورأوا أننا هنا، وبعدها عاد بعضهم على قدميه والبعض الأخر داخل التوابيت.
- إذا كنتم تريدون المجيء بالنيّة ذاتها فإنّا لمنتظرون.. ثقوا تمامًا أننا سنودّعكم مثلما فعلنا مع أجدادكم.
- جناق قلعة هي رمز للجيل الذي لم ولن يسمح على الإطلاق بانتهاك عرضه.
- هذا الجيل سيستضيفكم إذا جئتم بطريقة وديّة.. أمّا إذا جئتم بعدوانية فإنه سيتعامل معكم بطريقة أخرى. 
- سوف يدفنونكم جميعًا في المكان الذي تضعون قدمكم فيه تمامًا مثل ما فعلنا للإرهابيين.
- هذا الأمر لا يكون عبر كتابة أسماء وتواريخ بالدهان على مقبض السلاح الذي تطلقون منه الرصاص بغدرٍ صوب الأبرياء.

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، أن الأمة التركية باقية في إسطنبول، ولن يتمكن أحد من تحويل هذه المدينة إلى "قسطنطينية" مجددا.

جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في احتفالات الذكرى السنوية الـ 104 للانتصار البحري للدولة العثمانية في معركة جناق قلعة عام 1915، ويوم الشهداء.

وقال أردوغان في هذا السياق: "سنبقى هنا إلى يوم القيامة، ولن تجعلوا من إسطنبول قسطنطينية".

وأضاف أنه حال استهداف تركيا، فإن شعبها لن يتردد في جعل جناق قلعة مقبرة للأعداء كما فعلت قبل 104 أعوام.

ولفت أردوغان أن الأمة التركية سطرت بدمائها تاريخا مجيدا في معارك جناق قلعة، مشيدا بالدور القيادي لباني تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.

وأكد أنّ الشعب التركي واصل كتابة اسمه في التاريخ بنضاله، ضد إرهابيي "بي كا كا" في جنوب شرقي البلاد وشمالي العراق، قائلاً : "كتبنا تاريخنا بشرف وكرامة، وسنسطر اسمنا في منبج وشرق الفرات وسنكتب اسمنا في التاريخ بوقوفنا ضد الظلم الواقع في فلسطين، وضد الانتهاكات التي تطال حرمة القدس".

وأشار إلى أنّهم مستعدون لتسطير تاريخ جديد ضد الأيادي التي تمتد للأبرياء في العالم وضد المسلمين والأتراك".

وعن تصريحات نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال أردوغان: "عبارات نجل الشخص الذي على رأس السلطة بإسرائيل تشبه عبارات الإرهابي في نيوزيلندا، إذ يتغذون من المصدر ذاته".

كما تطرق أردوغان إلى الهجوم الإرهابي الأخير في نيوزيلندا، والرسائل المعادية للأتراك والمسلمين التي بعثها منفذ الهجوم.

وأردف قائلاً: "يمتحنوننا عبر الرسالة التي بعثوها لنا من نيوزيلندا التي تبعد عنّا 16 ألف و500 كم، ويواصلون اختبار صبر وعزم تركيا منذ نحو قرن من الزمن".

واستطرد بالقول: "لدينا تاريخ سنسطره ضد كل يد ترفع في وجه المسلمين والأتراك والأبرياء في كافة أنحاء العالم، ولدينا ما ندوّنه للتاريخ ضد الذين يحاولون عرقلة مسيرتنا عبر الاقتصاد والإرهابيين والتهديد بالعقوبات".

وتابع: "إنهم يختبروننا من خلال تنفيذ مئات الهجمات سنويًا على مساجدنا وجمعياتنا ومواطنينا في أوروبا، وخاصة ألمانيا وفرنسا.. يختبروننا بإحداث الفوضى في بلادنا والقيام بمحاولات انقلاب وتشكيل تحالفات ظلامية. يختبروننا باستهداف اقتصادنا ورغيف أمتنا".

وأضاف: "نخاطبكم مجددًا من جناق قلعة، وبعد 104 أعوام، ونقول إننا استلمنا رسالتكم! وأدركنا مشاعركم ونواياكم، وإن حقدكم وكراهيتكم لا يزالان ينبضان بالحياة. وكذلك أدركنا أنكم تستكثرون علينا حتى النفَس الذي نستنشقه والأرض التي نعيش عليها".

وبيّن الرئيس التركي أنهم أدركوا أيضًا طبيعة الإرهابي الذي عبّر عن تهديده للشعب التركي في بيانه بالقول: "لن تستطيعوا العبور من ضفة الأناضول إلى الضفة الأوروبية".

وشدّد أردوغان على أن "هذه الحادثة ليست فردية، بل هي منظّمة".

وقال متحديًا: "نحن موجودون هنا، نحن في جناق قلعة وفي تركيا.. أتراك وأكراد وعرب وشركس وبوسنيون وغجر.. نحن هنا منذ ألف عام وسنبقى إلى يوم القيامة إن شاء الله.. لن تتمكنوا من جعل إسطنبول القسطنطينية".

ومضى مخاطبًا القوى المعادية: "أجدادكم جاؤوا ورأوا أننا هنا، وبعدها عاد بعضهم على قدميه والبعض الآخر داخل توابيت.. فإذا كنتم تريديون المجيء بالنيّة ذاتها فإنّنا لمنتظرون.. ثقوا تمامًا أننا سنودّعكم مثلما فعلنا مع أجدادكم".

أردوغان أشار إلى أن جناق قلعة هي رمز للجيل الذي لم ولن يسمح على الإطلاق بانتهاك عرضه، وأن "هذا الجيل سيستضيفكم إذا جئتم بطريقة وديّة.. أمّا إذا جئتم بعدوانية فإنه سيتعامل معكم بطريقة أخرى..".

وأضاف: "سوف يدفنونكم جميعًا في المكان الذي تضعون قدمكم فيه، تمامًا مثل ما فعلنا بالإرهابيين الذين حاولوا أن يتحدّوا بلادنا بعمليات الخنادق، ومثل ما فعلنا بمجرمي (داعش) و(بي كا كا / ب ي د) الذين تسلطوا على حدودنا مع سوريا".

وختم قائلًا: "هذا الأمر لا يكون عبر كتابة أسماء وتواريخ بالدهان على مقبض السلاح الذي تطلقون منه الرصاص بغدرٍ صوب الأبرياء"، في إشارة إلى الكتابات التي كانت موجودة على سلاح الإرهابي الذي نفّذ المجزرة في نيوزيلندا أثاء صلاة الجمعة.

والجمعة، شهدت مدينة كرايست تشيرتش، هجوما إرهابيا بالأسلحة النارية والمتفجرات استهدف مسجدي "النور" و"لينوود"؛ ما خلف 50 قتيلا ومثلهم من الجرحى.

منفذ الهجوم الإرهابي "برينتون هاريسون تارانت"، وهو أسترالي الجنسية عمره 28 عاما، كان قد كتب عبارات عنصرية على سلاحه، هاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك، حسب ما أظهر مقطع الفيديو الذي بثه بنفسه عبر الإنترنت، وأطلع عليه مراسل "الأناضول". 

ومن بين العبارات العنصرية التي كتبها منفذ المذبحة، الذي يدعى برينتون تارانت، وهو أسترالي الجنسية عمره 28 عاما، على سلاحه "Turcofagos" وتعني باليونانية "آكلي الأتراك"، وهي عصابات نشطت باليونان في القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت تشن هجمات دموية ضد الأتراك. 

وكتب مخاطبا الأتراك: "يمكنكم العيش في سلام في أراضيكم.. في الضفة الشرقية للبوسفور، لكن إذا حاولتم العيش في الأراضي الأوروبية، في أي مكان غربي البوسفور، سنقتلكم وسنطردكم (تعبير بذئ) من أراضينا".

وأضاف: "نحن قادمون إلى القسطنطينية (إسطنبول) وسنهدم كل المساجد والمآذن في المدينة. آيا صوفيا ستتحرر من المآذن وستكون القسطنطينية بحق ملكا مسيحيا من جديد. ارحلوا إلى أراضيكم طالما لا تزال لديكم الفرصة لذلك". 

وتحيي تركيا في 18 مارس / آذار من كل عام الذكرى السنوية لانتصار الدولة العثمانية في معارك جناق قلعة عام 1915، ضد الحلفاء، حيث حاولت قوات بريطانية وفرنسية ونيوزلندية وأسترالية احتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت المحاولة بالفشل. 

وكانت المعركة التي وقعت بمنطقة "غاليبولي" في جناق قلعة، بمثابة تحول لصالح الأتراك حيث انتصروا فيها على القوات المتحالفة خلال الحرب العالمية الأولى.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.