تركيا

أردوغان: اليوم يبزغ فجر تركيا العظيمة والقوية

الرئيس التركي خلال اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية: مشروع تركيا خالية من الإرهاب الذي ننتهجه مؤخراً ليس نتيجة تفاوض أو مساومة أو عملية أخذ وعطاء

Yusuf Soykan Bal, Ahmet Kartal  | 12.07.2025 - محدث : 13.07.2025
أردوغان: اليوم يبزغ فجر تركيا العظيمة والقوية

Ankara

أنقرة / الأناضول

الرئيس التركي خلال اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية:
- مشروع تركيا خالية من الإرهاب الذي ننتهجه مؤخراً ليس نتيجة تفاوض أو مساومة أو عملية أخذ وعطاء
- كنا منذ البداية في غاية الحذر، واليوم أكثر حذراً، ونتابع عن كثب كل خطوة توقف الدماء ودموع الأمهات، وتخفف الآلام، وتعزز الأخوة
- الأتراك موجودون على مسرح التاريخ منذ القرن الثامن قبل الميلاد
- بعد مكة والمدينة المنورة، أصبحت سمرقند وبخارى والري ومرو وأصفهان وتبريز وهرات وديار بكر وقونية وبورصة وإسطنبول، وأنقرة، وغيرها الكثير، مراكز حضارة وعلم وفنً وحكم للأتراك والمسلمين
- أفراد جيوش السلاجقة اختلطوا بإخوانهم الأكراد والعرب عند وصولهم إلى بغداد ودمشق ومنطقة ملاذكرد
- انتصار ملاذكرد وفتح القدس وإسطنبول والدفاع عن تشاناق قلعة وحرب الاستقلال، كلها حروب وانتصارات مشتركة للأتراك والأكراد والعرب والعديد من الشعوب الإسلامية الأخرى
- أنشئت في بغداد حكايات ألف ليلة وليلة على يد الأتراك والأكراد والعرب، وفتحت القدس على أيديهم بقيادة صلاح الدين
- دمشق مدينتنا المشتركة. ديار بكر مدينتنا المشتركة. وماردين والموصل وكركوك والسليمانية وأربيل وحلب وهطاي وإسطنبول وأنقرة مدننا المشتركة
- عندما تحالفنا نحن الأتراك والأكراد والعرب نشرت رياح خيولنا النسمات الباردة من بحر الصين إلى البحر الأدرياتيكي
- افتحوا صفحات التاريخ واطلعوا عليها عندما تحالفنا لم يستطع أحد الوقوف أمام صهوات جيادنا وسيوفنا ودروعنا وتكبيراتنا
- عندما كنا حلفاء لم يستطع أحد مقارعة حضارتنا وفنا وعلمنا ومستوى ازدهارنا
- عندما اتحد الأتراك والأكراد والعرب تحقق وجودهم جميعا وعندما تفرقوا وتباعدوا عن بعضهم حلت عليهم الهزيمة والحزن
- دمرت جيوش المغول البلدات الإسلامية بلا رحمة عندما كان يسود التفكك بين الأتراك والأكراد والعرب
- الصليبيون اعتدوا على البلدات الإسلامية لأن الأتراك والأكراد والعرب كانوا متباعدين عن بعضهم البعض
- خسرنا الحرب العالمية الأولى، ورُسمت الحدود بيننا، وبُنيت الجدران، كما أننا فقدنا القدس بسبب التفرقة
- اليوم نفسد هذه اللعبة القذرة، وهذا المخطط الخبيث، وحركة الفتنة هذه ونقلبها رأسا على عقب
- التاريخ يعيد نفسه. اليوم يتعانق الأتراك والأكراد بمحبة دون حواجز. اليوم تتشكل من جديد روح ملاذكرد، وتحالف القدس، ونواة حرب الاستقلال
- لا تنسوا أن قضية أشقائنا الأكراد في العراق وسوريا هي أيضًا قضيتنا، وليس فقط قضية مواطنينا الأكراد

أنقرة/ الأناضول

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن فجر تركيا "العظيمة والقوية" يبزغ اليوم، وأضاف: "الآن سنجلس ونتحدث ليس بالسلاح ولا بالعنف، ولا من أجل الشجار، بل من أجل المحبة والأخوة، سنرفع عائق الإرهاب من بيننا ونتحدث وجهاً لوجه، من القلب إلى القلب."

جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة، السبت، تطرق خلالها إلى بدء تنظيم "بي كي كي" الإرهابي عملية إلقاء سلاحه، وأعرب عن سروره لوجوده إلى جانب رفاق قضيته ودربه.

وتمنى أردوغان من الله أن يحمل هذا الاجتماع الاستشاري الخير للبلاد والشعب والديمقراطية، موجهًا تحياته إلى جميع رفاق دربه الذين يبذلون جهودًا في كل ولايات تركيا الـ81 و922 قضاءً فيها "حتى يكبر حزب العدالة والتنمية، ويقوى ويحافظ على مكانه في القمة".

كما حيا أردوغان أعضاء الحرب ومناصريه الذين يمثلونه بفخر في الخارج.

وأضاف: "أحيي بكل تقدير جميع إخوتي وأعضاء حزبنا ومنتسبي الجناحين النسائي والشبابي في الحزب وكل رفاق الدرب والقضية الذين يؤدون مهامهم بتفانٍ في كل مستوى من المستويات، من مركز الحزب العام حتى مكاتب التمثيل في الأحياء، ممن يرون في ’قرن تركيا’ فجراً مباركاً، وأقدم امتناني لكل أخ آمن من قلبه بهذه القضية وأسأل الله أن يديم محبتنا".

- "وفاة يغيت بولوط"

وتطرق الرئيس أردوغان إلى وفاة رفيق قضيتهم ودربهم ومستشاره السابق يغيت بولوط الجمعة.

وأشار أردوغان إلى أن بولوط سيدفن في مقبرة قراجا أحمد بعد صلاة الجنازة التي ستقام عقب صلاة العصر في كلية الشريعة بجامعة مرمرة في إسطنبول.

وأردف: "بسبب اجتماعنا التشاوري هنا في قزلجه حمام لن نتمكن من حضور مراسم (الدفن)، لكن كوادرنا هناك ستشارك، لقد مر بمرض شديد، وعندما زرته في المستشفى كان حقاً في وضع صعب للغاية، لكننا نقول دائماً إن هناك قدر فوق كل قدر، فقد كان متماسكًا ومتقبلًا. أسأل الله أن يبدل تقصيره حسنات وأن يجعل مأواه الجنة بإذن الله."

وعقب ذلك، قرأ أردوغان مع الحضور سورة الفاتحة على روح بولوط.

- الدعاء بالرحمة للشهداء

ودعا أردوغان الله أن يرحم من فقدوهم خلال مسيرتهم، قائلًا: "كما تعلمون، فقدنا قبل 6 أيام 12 من أبناء الوطن، 12 بطلاً استشهدوا، فجعت قلوبنا جميعاً كشعب عليهم، لذا أسأل الله الرحمة لعساكرنا الذين استشهدوا جراء تعرضهم لغاز الميثان أثناء عمليات البحث في منطقة عملية ’ مخلب القفل’ (شمال العراق)، وأدعو بالصبر الجميل لذويهم وشعبنا العزيز".

وأضاف: "شرفهم الله بمقام الشهادة، الذي يأتي بعد النبوة في مكانته عند ربنا. أسأل الله أن ينالوا بشرى الحياة الأبدية، فجزاهم الله خيراً جميعاً، ورحمهم الله برحمته، وأسأل الله أن يكون مأواهم الجنة."

- "مجزرة سربرنيتسا"

وتطرق الرئيس التركي إلى الذكرى الـ30 للإبادة الجماعية في سربرنيتسا، التي تُعد "أحد أكثر أحداث المخزية للتاريخ الإنساني في العصر الحديث".

وتعد مجزرة سربرنيتسا، الأسوأ في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لجأ مدنيون بوسنيون في 11 يوليو/ تموز 1995 إلى جنود هولنديين لحمايتهم، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة.

غير أن القوات الهولندية التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم إلى القوات الصربية لتقترف الأخيرة مجزرة قتل فيها أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان.

وأكد أردوغان أن الشعب التركي يشارك اليوم كما الأمس الألم الذي لا يوصف الذي عاشه أشقاؤهم البوسنيين قبل 30 عامًا.

وأشار إلى أن كل مقبرة جماعية تكتشف، وكل شهيد يودع إلى مثواه الأبدي، يذكرهم مجددًا بتلك الأيام المظلمة قبل ثلاثين عاماً بصفتهم شهداء تلك الحقبة.

وشدد على أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب البوسنة والهرسك وأشقائها البوسنيين في كل ظرف وفي أي لحظة كانوا بحاجة، حتى لا تتكرر مثل هذه الآلام مجدداً.

وأكد أن تركيا ما تزال حتى الآن وفية للوعد الذي قطعته للرئيس البوسني الراحل علي عزت بيغوفيتش، ولن تنقض الأمانة مستقبلا أيضًا.

وقال أردوغان: "عندما زرته قال لي ’هذه الأرض أمانة لديكم، هذه أرض أبنائكم الفاتحين، وبوصفكم أبناء فاتحين ستقفون إلى جانب هؤلاء الناس’، ومنذ ذلك اليوم، ونحن نقوم بواجبنا، وأغتنم هذه المناسبة في اجتماع حزبنا المهم لأترحم مرة أخرى على 8372 شهيداً قتلوا بخسة أمام أعين الغرب"

وأضاف: "ومن هنا أيضاً، نرسل دعواتنا لشعب غزة المظلوم، الذي يتعرض منذ 22 شهراً لإبادة جماعية أمام أعين العالم المتحضر مثلما حصل لإخوتنا البوسنيين، ونؤكد أننا إلى جانبهم وسنظل كذلك في نضالهم الشريف ضد الظلم والاحتلال".

ولفت أردوغان إلى أن حزب العدالة والتنمية يعقد الاجتماع التشاوري الـ32، الذي أصبح علامة فارقة في السياسة التركية، مبينًا أنه ينظمه تحت شعار "القيادة التي تتجاوز الحدود بقوة الشعب".

وأوضح أن الجلسات التي ستعقد في إطار الاجتماع ستشهد مشاورات حول مواضيع متعددة من الأمن إلى التنمية ومن الاقتصاد إلى السياسة.

وقال: "على مدار يومين سنناقش القضايا على أجندة البلد والشعب والعالم، والمسائل المهمة لحزبنا ومستقبلنا، والسمة المميزة لاجتماعاتنا التشاورية هي إفساح المجال للرأي الجماعي، حيث سيعرض جميع أصدقائنا المشاركين آراءهم في جو ديمقراطي يسوده الصدق والمودة، وسيطرحون أفكارهم، وسيشاركون انتقاداتهم واقتراحاتهم مع الحضور، وهكذا سيشرق نور الحقيقة."

وأكد أردوغان أن حزب العدالة والتنمية هو "حركة سياسية رسخت ثقافة التشاور"، مشيرًا إلى أنه منذ تأسيس الحزب كان يتم تنفيذ الأمور دائمًا بالقرار الجماعي والتشاور والاستماع إلى الشعب والتشاور معه.

- "خدمة الشعب بأفضل شكل"

وأشار أردوغان إلى أنهم اتخذوا مبدأ "محاسبة النفس قبل محاسبة الغير منهجًا"، مشددًا على أنهم كانوا دائمًا في سعي لما هو أفضل وللعمل بفاعلية وكفاءة أكبر ولخدمة الشعب بأفضل وجه.

ولفت إلى أنهم اعتبروا "الأفكار المختلفة ثراءً"، ورأوا في النقد البنّاء "مصباحًا" ينير طريقهم، مبينًا أن "التشاور لا يؤدي إلى الفكر الجماعي فقط، بل يزيد البركة ويعمق البصيرة ويقوي الفراسة ويوسع الأفق ويعزز الأخوة والتضامن بين الكوادر".

وأوضح أنهم يعقدون اجتماعهم هذا وفق هذا الفهم، مضيفًا: "اجتماعنا التشاوري كما الاجتماعات السابقة سيكون بمثابة مرآة لحزبنا نلقي نظرة فاحصة على أنفسنا فيه ونأخذ صورة دقيقة لكل القضايا المتعلقة بسياسة البلد".

ودعا أردوغان الجميع إلى مشاركة ما يدور في قلوبهم وعقولهم بصراحة تامة، معربًا عن شكره المسبق لجميع المشاركين على آرائهم القيمة واقتراحاتهم ونقدهم البنّاء.

- "شهداؤنا تاج رؤوسنا"

وذكر أردوغان أن تنظيم "بي كي كي" الإرهابي الانفصالي نفذ أولى عملياته قبل 41 عاماً، في 14 أغسطس/ آب عام 1984 في قضاء إروه بولاية سيرت وقضاء شمندلي بولاية هكاري (شرق)، أسفر عن استشهاد جنديين وإصابة 9 مدنيين.

وبيّن أن التنظيم الانفصالي ومنذ ذلك التاريخ، نفذ هجمات على قوات الأمن والمدنيين، مضيفا: "استشهد نحو 10 آلاف من رجال أمننا خلال مكافحة الإرهاب، ونحو 50 ألفاً من مواطنينا أيضاً فقدوا حياتهم جراء أعمال إرهابية".

وأردف: "أسأل الله الرحمة لشهدائنا ومواطنينا الذين فقدناهم، ولن ننساهم، ولن نسمح بأن يُنسوا. وطننا إن شاء الله سيبقى أبد الدهر وعلمنا ذو الهلال والنجمة سيظل يرفرف بحرية في سمائنا إلى الأبد، فشهداؤنا الذين رووا أرض الوطن بدمائهم ولونوا رايتنا الحمراء بدمائهم الطاهرة سيظلون دوماً تاج رؤوسنا".

- "المكافحة غير القانونية أججت الإرهاب"

لفت أردوغان إلى أن الإرهاب تصاعد في تركيا يوماً بعد يوم منذ أول عملية في 1984، مبينًا أن العديد من الحكومات التركية تعاقبت بعد ذلك.

وأوضح أن كل حكومة منها تعهدت باجتثاث جذور الإرهاب، إلا أنه "لم ينته لا في أراضينا ولا في الأراضي الأجنبية التي اتخذ منها قواعد له".

وتابع: "كان لبعض ممارسات الدولة الخاطئة دور في ذلك مثل السيارات البيضاء (مشهورة بعمليات الخطف)، والجرائم مجهولة الفاعل، وسجن ديار بكر، والقرى التي أُحرقت والناس الذين أُجبروا على النزوح ليلاً والأمهات اللائي لم يستطعن التحدث بالكردية مع أبنائهن في السجن، كلها ممارسات خاطئة".

وتابع: "أساليب المكافحة غير القانونية وغير الشرعية لم تنهِ الإرهاب بل على العكس أججته وضخمته، ووفرت للتنظيم الإرهابي أرضية خصبة ليستغلها".

وشدد أردوغان على أن الجميع دفع ثمن تلك الأخطاء، قائلاً: "لم يقتصر الأمر على فقدان عناصر من قواتنا الأمنية أرواحهم، ولم يُقتل المدنيون فقط، بل أصبحت تركيا غير مستقرة بسبب هذه الهجمات الإرهابية".

وأردف: "تكبدنا خسائر اقتصادية تقارب تريليوني دولار، وفوق كل ذلك، ألحق التنظيم أضرارا بالغة بسلام وطننا ووحدته وتماسكه وأخوته".

وأكد أردوغان على أنه عندما تولى حزب العدالة والتنمية الحكم بعد انتخابات 3 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2002 تعامل مع مسألة الإرهاب بشكل "متعدد الأبعاد".

وزاد: "بينما كنا نكافح الإرهاب من جهة، خضنا أيضاً معركة لتجفيف المستنقع الذي يهيئ الذرائع للإرهاب، واتخذنا تدابير لمنع التنظيم الإرهابي من إيقاع إخوتنا الأكراد في الفخ، وإبعادهم عن الدولة والشعب، واتخذنا خطوات تاريخية لإرساء حقوق العيش المشترك والأخوة".

وأكمل: "في الداخل أجرينا إصلاحات بمثابة ’ ثورة صامتة’ فيما يخص الديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي الخارج مارسنا حراكاً دبلوماسياً مكثفاً، وبجانب كل هذا طورنا صناعاتنا الدفاعية، وأنتجنا أسلحتنا لمكافحة الإرهاب دون أن نبقى معتمدين على الخارج".

وقال: "بعملياتنا خارج الحدود بسطنا سيطرنا تماماً على حدودنا، وبعد محاولة الانقلاب الخائنة في 15 يوليو/ تموز 2016، طهرنا جميع مؤسساتنا على رأسها قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية من تنظيم غولن الإرهابي".

وأضاف: "في السنوات الأخيرة قضينا تماماً تقريباً على قدرة التنظيم الإرهابي (بي كي كي) على تنفيذ عمليات، ومنعنا أي ضرر للعمليات الإرهابية على الجانب الرسمي أو مدني".

وشدد على أن عمليات تركيا في العراق وثورة 8 ديسمبر/ كانون الاول في سوريا عززت يدها أكثر في مكافحة الإرهاب.

- "آفة الإرهاب في مرحلة النهاية"

وأكد أردوغان أن العدالة والتنمية اتخذ سلسلة خطوات مع حلفائه في تحالف الجمهور (حزبا الحركة القومية والوحدة الكبرى)، بدعوة تاريخية من رئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، من أجل تحقيق مشروع "تركيا خالية من الإرهاب".

وأوضح على أن الأجهزة الأمنية عملت في تنسيق كامل، وأنهم أداروا "مرحلة حساسة وبحذر بالغ لاغتنام هذه الفرصة التاريخية" التي فُتحت أمام البلاد.

وأشار أردوغان إلى أن تنظيم "بي كي كي" عقد مؤتمره بدعوة من زعيمه عبد الله أوجلان المسجون في جزيرة إمرالي (قرب إسطنبول)، وأعلن عن حل نفسه.

وأردف: "نفذ التنظيم أمس قراره الذي اتخذه وتخلى عن سلاحه عبر مراسم خاصة نظمها لذلك، واعتباراً من الأمس دخلت آفة الإرهاب الممتدة لـ47 عاماً إن شاء الله مرحلة النهاية، وبدأت تركيا منذ الأمس بإغلاق صفحة طويلة مؤلمة مليئة بالمعاناة والدموع".

وأضاف: "لا تنسوا فاليوم يوم جديد، اليوم فُتحت صفحة جديدة في التاريخ، اليوم فُتحت أبواب تركيا الكبيرة والقوية وأبواب "قرن تركيا" على مصراعيها".

وذكر أردوغان أن تركيا بعد أول عملية للتنظيم في 1984 جربت كل الطرق والأساليب لإنهاء الإرهاب، مبينًا أنه تم تجربة صيغ تتجاوز المكافحة المسلحة من أجل إنهاء الإرهاب بالنظر إلى أمثلة حول العالم، دون تحقيق أي نجاح في أي منها.

وتابع: "مشروع تركيا خالية من الإرهاب الذي ننتهجه مؤخراً ليس نتيجة تفاوض أو مساومة أو عملية أخذ وعطاء، لذلك كنا منذ البداية في غاية الحذر، واليوم أكثر حذراً، ونتابع عن كثب كل خطوة توقف الدماء ودموع الأمهات، وتخفف الآلام، وتعزز الأخوة".

وتابع: "ليطمئن الجميع؛ لن نسمح أبداً بدوس كرامة وشرف تركيا، ولن نسمح بأن تحني تركيا رأسها أبدًا، وننتهج مشروع تركيا خالية من الإرهاب وفق هذا الفهم".

وأضاف: "بداية أريد أن يعرف كل الشعب التركي أنه ليس لأحد الحق في التشكيك بوطنية زعيم حليفنا حزب الحركة القومية دولت باهتشلي وطاقمه، ولا في محبتهم لتركيا، وبالمثل، لا يحق لأحد أن يشكك في وطنية وحب كل من حضر هنا أو لم يحضر من كوادر حزبنا العدالة والتنمية، فهذا ليس من حق أو شان أحد".

- "كل ما نفعله لأجل تركيا"

أكد أردوغان أنه هو ورئيس حزب الحركة القومية باهتشلي وطاقميهما قد بذلوا الأرواح والدماء وكرسوا خبراتهم وحياتهم من أجل "تركيا خالية من الإرهاب"، مؤكداً أنهم لم يشاركوا في أي عمل لا يصب في مصلحة تركيا.

وأضاف أن رؤيتهم وسياساتهم واتجاههم وجهودهم اليوم هي فقط لمصلحة تركيا، وقال: "ستجدوننا في الصفوف الأمامية في كل مبادرة تصب في صالح تركيا. وستجدوننا أيضاً في الصفوف الأمامية ضد أي مساع لا تخدم مصلحة تركيا".

وزاد: "نعلم جيداً ما نفعله. لا داعي للخوف أو القلق أو الذعر. لا تتركوا مجالاً لعلامات استفهام في أذهانكم. كل ما نفعله هو من أجل تركيا. كل ما نفعله هو لأجل شعبنا. من أجل استقلالنا. من أجل مستقبلنا".

وأوضح أنه مضطر اليوم للحديث بصراحة عن بعض الحقائق، مشيرا أن الإرهاب شكل لنفسه منذ البداية قطاعا ومنظومة يواجه بهما من يكافحونه.

- "المستفيدون من الإرهاب"

وأشار أردوغان إلى أن بعض الذين يتظاهرون بمعاداة الإرهاب استفادوا من العمليات الإرهابية بقدر ما استفاد منها أنصار الإرهاب أنفسهم، وقال: "لقد استغلوا الشعب، وأججوا حالة عدم الاستقرار. وحاولوا تحقيق مكاسب من الهجمات الإرهابية لأغراضهم الخبيثة. وها هم اليوم يظهرون أنفسهم".

وأضاف: "إن انتهاء الإرهاب يزعجهم أكثر من غيرهم. لأن أبواب مكاسبهم تغلق. لأن مصالحهم تتضرر. لأن مخططاتهم تنهار. لأنهم يفقدون ألعابهم. إنهم يبذلون جهوداً مكثفة لخلق الفوضى وتشويش الأذهان. فليرهم شعبي، وليتذكروا أننا سنصبح أقوى كلما رآهم شعبي".

وتابع: "يقولون إنهم 'قوميون' أليس كذلك؟ يقولون إنهم 'وطنيون' أليس كذلك؟ الإرهاب ينتهي، هيا افرحوا، لماذا لا يفرحون؟ إنهم يحاولون قراءة النوايا ونسج الأحلام ونظريات المؤامرة ونشر الخوف والكذب الصريح ليفسدوا فرحة الشعب ويحطموا آماله التي بدأت تنتعش. مهما فعلوا، سينتهي الإرهاب، وستجدونهم جميعاً عاطلين عن العمل."

وأكد أن انتهاء الإرهاب يعني أيضاً انتهاء استغلاله، مضيفا: "رؤية شعبي لهؤلاء الأبطال المزيفين أصبحت اليوم أكبر أمنياتنا. لا تتركوا مجالاً لعلامات استفهام في أذهانكم".

وأردف: "كفاحنا في الحكومة، وفي كوادر حزب العدالة والتنمية، على مدى السنوات الـ23 الماضية، وضغوطنا وجهودنا داخلياً وخارجياً، بدأت تؤتي ثمارها. لقد انتصرت تركيا، وانتصر شعبي. انتصر مواطنونا الـ 86 مليونا أتراكا وأكرادا وعربا".

ومضى قائلا: "نحن لا نشارك أبداً في أي مساع تهدد وحدتنا وتماسكنا ووطننا ودولتنا وأمتنا وسلامنا وكرامة وعزة دولتنا، ولا نسمح أبداً بمثل هذه المساعي. دولة الجمهورية التركية تقف شامخة، بل إنها اليوم أقوى وأعظم وأكثر فخراً وكرامة من الأمس، والأهم من ذلك كله، أكثر أملاً تجاه مستقبلها".

"يجري إغلاق مسألة مستمرة منذ 41 عاماً. يتم هدم جدار الإرهاب الذي بني بين أفراد أمتنا. بدلاً من القلق، يجب على كل فرد من أمتنا العزيزة أن يفرح بهذا المشهد، ويحتفل، ويجب أن تزين كل شوارع تركيا وأحيائها بأعلامنا الموشحة بالهلال والنجمة". أضاف أردوغان.

- "الأتراك والإسلام"

وقال الرئيس التركي: "عندما يذكر الأتراك يتبادر إلى الأذهان المسلمون، وعندما يذكر المسلمون يخطر على البال غالبا الأتراك".

وأشار إلى أنّ الأتراك ليسوا شعبا ظهر على مسرح التاريخ بالأمس القريب وبين أنهم موجودون في التاريخ تحت اسمي "السكوثيون" و"الساكا" منذ القرن الثامن قبل الميلاد.

أوضح أردوغان أن الأتراك دخلوا الإسلام بأعداد كبيرة في معركة "طلاس" عام 751 ميلادية، ونالوا شرف اعتناقه.

ووقعت معركة طلاس عام 751 ميلادية واستمرت 5 أيام بين قوات من العباسيين والأتراك من جهة والإمبراطورية الصينية من جهة أخرى بالقرب من نهر طلاس داخل حدود قيرغيزيا الحالية.

ومثلت المعركة انتهاء النفوذ الصيني على آسيا الوسطى وفتحت الباب أمام تقارب عربي تركي وأدت إلى انتشار الإسلام بوتيرة أسرع بين شعوب آسيا الوسطى.

وقال الرئيس التركي: "بعد مكة والمدينة، أصبحت سمرقند وبخارى والري ومرو وأصفهان وتبريز وهرات وديار بكر وقونية وبورصة وإسطنبول، وأنقرة، وغيرها الكثير، مراكز حضارة وعلم وفنً وحكم للأتراك والمسلمين".

وصرح أردوغان بأن أفراد جيوش السلاجقة اختلطوا بإخوانهم الأكراد والعرب عند وصولهم إلى بغداد ودمشق ومنطقة ملاذكرد.

وقال: "إن انتصار ملاذكرد وفتح القدس وفتح إسطنبول والدفاع عن تشاناق قلعة وحرب الاستقلال، كلها حروب وانتصارات مشتركة للأتراك والأكراد والعرب والعديد من الشعوب الإسلامية الأخرى".

وأضاف :"أنشئت في بغداد حكايات ألف ليلة وليلة على يد الأتراك والأكراد والعرب. وفتحت القدس على يد الأتراك والأكراد والعرب بقيادة صلاح الدين. دمشق مدينتنا المشتركة. ديار بكر مدينتنا المشتركة. وماردين والموصل وكركوك والسليمانية وأربيل وحلب وهطاي وإسطنبول وأنقرة مدننا المشتركة".

- "خيولنا وسيوفنا حملت السلام"

ولفت أردوغان إلى أنه عندما تحالف الأتراك والأكراد والعرب معا "نشرت رياح خيولهم النسمات الباردة من بحر الصين إلى البحر الأدرياتيكي".

وأضاف: "من صهيل خيولنا ساد السلام في المنطقة وصوت مقارعة سيفونا جلب السلام إلى هذه المنطقة. كنا نشهر سيوفنا عند الحاجة ونقاتل جنبا إلى جنب".

وأردف: "وعندما تقتضي الضرورة كنا نقسم الخبز إلى ثلاث قطع، وعند الحاجة أيضا كنا نغمد سيوفنا وخناجرنا ونخرج أقلامنا وننقش سويا عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله على وجه الأرض والسماء وفي قلوبنا".

وأوضح أردوغان في هذا الإطار أنه "عندما تحالف الأتراك والأكراد والعرب لم يستطع أحد الوقوف أمام صهوات خيولهم وسيوفهم ودروعهم وتكبيراتهم".

"كما أنه لم يستطع أحد مقارعة حضارة وفن وعلم ومستوى ازدهار الأتراك والأكراد والعرب عندما شكلوا تحالفهم"، وفق أردوغان.

وشدد على أنه إذا اجتمع الأتراك والأكراد والعرب على قلب رجل واحد، فحينها يتحقق الوجود للأتراك والأكراد والعرب، قائلاً :"إذا تعاضد الأتراك والأكراد والعرب فحينها التركي موجود والكردي موجود والعربي موجود".

وبين أنه عندما يتفرقون ويتباعدون عن بعضهم البعض تحل بهم الهزيمة.

** خسرنا حين تفرقنا

وقدم الرئيس أردوغان أمثلة من التاريخ، عن تدمير جيوش المغول البلدات الإسلامية بلا رحمة عندما كان يسود التفكك بين الأتراك والأكراد والعرب.

وأضاف أن الصليبيين اعتدوا على البلدات الإسلامية لأن الأتراك والأكراد والعرب كانوا متباعدين عن بعضهم البعض.

وتابع: "لقد خسرنا الحرب العالمية الأولى، ورُسمت الحدود بيننا، وبُنيت الجدران، كما أننا فقدنا القدس بسبب التفرقة. حينما انفصلنا، خسرنا وهُزمنا، وعندما أقمنا تحالفا، حددنا مسار التاريخ".

وشدد على أن غزة وفلسطين عموما تشهد أبشع وأفظع عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ".

واستدرك الرئيس التركي قائلاً :"لماذا؟ لأن الأتراك والأكراد والعرب لا يستطيعون أن يتحدوا ويشكلوا تحالفا كما اتحدوا على مر التاريخ".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 196 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

- "اليوم يبزغ فجر تركيا العظيمة"

وقال أردوغان: "لا أحد يقدر على تقسيم تركيا. لكنهم شغلونا، وأضاعوا وقتنا، وتسببوا في خسائر اقتصادية، واستنزفوا طاقتنا. والأهم من ذلك، حاولوا إثارة الفتنة بين التركي والكردي".

وأضاف: "من ربح خلال الـ41 عاماً؟ ربح بارونات الإرهاب، وقطاع الإرهاب، ومن يتغذى على الدماء. ربح من لديهم حسابات قذرة ضد الأتراك والأكراد والعرب. واليوم نحن نفسد هذه اللعبة القذرة، وهذا المخطط الخبيث، وحركة الفتنة هذه ونقلبها رأسا على عقب".

وتابع: "التاريخ يعيد نفسه. اليوم يتعانق الأتراك والأكراد بمحبة دون حواجز. اليوم تتشكل من جديد روح ملاذكرد، وتحالف القدس، ونواة حرب الاستقلال".

وأردف: "اليوم يبزغ فجر تركيا العظيمة والقوية. الآن سنجلس ونتحدث. ليس بالسلاح والعنف، ليس للشجار، بل للمحبة والأخوة، سنتحدث وجهاً لوجه، وقلباً لقلب، بإزالة حاجز الإرهاب بيننا".

"متكاتفون وإخوة إلى الأبد"

وأكد الرئيس أردوغان عزم بلاده على حل كل القضايا عبر الحوار، وقال: "كل مواطن في هذا البلد، سواء كان تركيًا أو كرديًا أو عربيًا، سنيًا أو علويًا، يمينيًا أو يساريًا، غنيًا أو فقيرًا، هو مواطن من الدرجة الأولى بالنسبة إلى الدولة". 

وشدد على أن "جمهورية تركيا هي بيتنا المشترك وسقفنا الذي يجمعنا. نحن الـ 86 مليونًا، متّحدون، متكاتفون، وإخوة من الأزل إلى الأبد. ورغم كل اختلافاتنا، نحن كلنا تركيا معًا. ومن أجل هذا الأمر نخوض كفاحا منذ 23 عامًا، وإن شاء الله، تركيا تتوج هذا الكفاح". 

وأردف: "أخي الكردي، هل لديك مشكلة؟ سنجلس ونتحاور دون سلاح أو عنف أو إرهاب. أخي العلوي، هل لديك مشكلة؟ سوف نحلها عبر الحوار". 

وتابع: "صدقوني، البركة ستأتي إلى موائدنا، والسلام سيعم بيتنا الواسع تركيا. بهذه البركة والطمأنينة، سنتجاوز كل العقبات وسنسير نحو المستقبل".

- "عندما تتوحد القلوب، تختفي الحدود"

وأضاف الرئيس أردوغان: "دعونا لا ننسى أن القلوب عندما تتوحد، تختفي الحدود. وكخطوة أولى، سنشكل لجنة في مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان)، وسنبدأ مناقشة الاحتياجات القانونية للعملية تحت سقف المجلس". 

وقال: "أؤكد لكم بصفتنا تحالف الجمهور، فإننا سنعمل بمشاركة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ووفد ديم (حزب المساواة والديمقراطية للشعوب) على إنضاج هذه العملية ونقلها إلى المستقبل بمشيئة الله".

وذكر أردوغان أن وفد حزب "ديم" التقى أمس برئيس البرلمان نعمان قورتولموش، مضيفا: "إننا نعتقد أن المساهمة القوية التي سيوفرها برلماننا المناضل للعملية ستكون ذات أهمية حاسمة في الإجراءات التي ستتخذ". 

وأوضح أنه "في ظل هذه المرحلة، كنا قد اجتمعنا مع أخينا المرحوم سرّي ثريا أوندر (من حزب "ديم")، ثم التقينا هذا الأسبوع مع السيدة بروين بولدان ومدحت سنجار، وتحدثنا معًا حول ما يمكننا فعله من أجل هذه المسيرة. اتضح أن الأمر ممكن، وسوف تكون هناك أشياء أجمل".

"قضية الأكراد بالعراق وسوريا قضيتنا"

ولفت الرئيس أردوغان إلى أن حكومته تتطلع إلى دعم البرلمان لهذه "العملية الخيرة بأوسع مشاركة ممكنة وبنهج بناء وتسهيلي".

وتابع: "أود أن أقول بكل صدق؛ لا تنسوا أن قضية أشقائنا الأكراد في العراق وسوريا هي أيضًا قضيتنا، وليس فقط قضية مواطنينا الأكراد. نحن نناقش ونبحث هذه العملية معهم أيضا، وهم سعداء جدًا". 

وأضاف: "التطورات هذه في تركيا، وخاصة الخطوات التي اتخذت أمس، أحدثت صدى مختلفا جدًا في العراق". 

وقال: "أمر لا غنى عنه بالنسبة لنا أن يعيش إخوتنا الأكراد في سوريا أيضا في أجواء من الطمأنينة والسلام والأمان".

وأشار أردوغان إلى أن السفير الأمريكي لدى أنقرة، المبعوث الخاص لسوريا توم باراك، يجري مباحثات واجتماعات في سوريا، وأن "الرسائل التي صدرت من هناك كانت إيجابية جدًا ومفرحة بالنسبة لنا كذلك".

"دولة تركيا ستكون أقوى بكثير"

قال أردوغان إن حكومته تواصل العمل مع الحكومة السورية الجديدة وشركائها الدوليين لتأسيس هذا المناخ الإيجابي على وجه السرعة.

وأعرب عن إيمانه القوي في أن ملف الإرهاب سيُغلق هناك (سوريا)، و"ستنتصر الأخوة والوحدة والتكاتف والتعاضد".

وتابع: "قررنا في حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب ديم أن نسير معًا نحن الثلاثي على الأقل في هذا الطريق". 

وأردف: "لأن لدينا هموما، وبما أننا تكاتفنا، فإننا بإذن الله نستطيع تجاوز هذه العقبات". 

وقال: "ليعرف الجميع أنه لم يعد هناك حاجة للضغط على القبضات. سوف نتصافح، وسنتعانق، وسنتحاور، وسنسير نحو بعضنا بخطوات متبادلة".

وأكد عزمهم على بناء "قرن تركيا" معا يدًا بيد وقلبًا بقلب، قائلًا: "مع انتهاء الإرهاب، ستكون دولة الجمهورية التركية، تذكروا هذا، أقوى وأكثر ثقة بنفسها من ذي قبل". 

وتابع: "سنوجه طاقتنا إلى أعمالنا الأساسية. سنوجه مواردنا ليس لمكافحة الإرهاب، بل للتنمية والازدهار، من أجل تركيا مزدهرة ومنتصرة". 

ولفت إلى أن تركيا ستنمو بالأخوة، وستقوى بالديمقراطية، وستسير نحو المستقبل في أجواء من الاستقرار والأمن. 

وزاد: "سترون تركيا مختلفة جدًا في أقرب وقت. أكرر وأؤكد؛ سنوفر كل التسهيلات لمن يخطو خطوة في هذا الصدد. تذكروا أننا نفتح الباب لمن يبحث عن مخرج، ولكن إذا جرت المياه عكس التيار، فسنفعل ما يلزم".

- "سنضمد جراحنا ونواصل طريقنا"

ودعا الرئيس أردوغان الجميع إلى عدم القلق، وقال: "الأتراك أكثر أمانًا وقوة من الأمس. الأكراد والعرب أكثر أمانًا وقوة من الأمس". 

وأضاف: "أعلم أن تجاوز الآلام لن يكون سهلاً، ونسيان الذكريات المؤلمة لن يكون سهلاً. أعلم أن خسائرنا لن تعود، ولكن شبابنا لن يفارقونا بإذن الله في ريعان عمرهم بعد اليوم. إن شاء الله، لن تذرف أمهاتنا الدموع، ولن يعانين من ألم فقدان الأبناء".

وذكر أردوغان أنهم تجاوزوا المحن وتخطوا المكائد حتى وصلوا إلى ما هم عليه اليوم، مضيفا: "سنضمد جراحنا ونواصل طريقنا بقوة وعزيمة أكبر. نحن كبلد وأمة نمتلك هذه الثقة والإرادة وأكثر". 

وتعهد بالعمل على "تسهيل العملية حتى تنتهي بسرعة بما يتوافق مع حساسيتها دون أن نؤذي أو نُحزن أو نزعج أحدا، وسنراقب تسليم الأسلحة بدقة عبر الآلية التي تم تشكيلها". 

وأضاف: "أقبل أيدي أمهات وآباء الشهداء، فلا أحد يستطيع المساس بذكرى شهدائنا العزيزة أو تشويه إرثهم. اطمئنوا، فمع ما وصلنا إليه، ستتحقق غاية شهدائنا". 

وأردف: "إخواني المناضلون، اطمئنوا، فمع ما وصلنا إليه ستتوج تضحياتكم. شهداؤنا ومناضلونا هم من حملوا تركيا إلى هذه المرحلة، ونحن ممتنون لكل واحد منهم ولن ندع أحداً يدنس ذكراهم".

وأوضح أردوغان أن ما ينبغي قوله اليوم قد بشّر به الشاعر محمد عاكف أرسوي قبل 104 أعوام"، مرددا الأبيات التالية من النشيد الوطني التركي:

"رَفرفْ كالشفقِ الأحمرِ يا أمجدَ هلالْ

لتكنْ دماؤُنا كلُّها لكَ حلالْ

لن يصيبَك ولا عرقيَ الاضمحلالْ

والحريةُ من حقِّ رايتي الحرة لا جدالْ

ومن حقِّ أمتي التي تعبدُ الحقَّ الاستقلالْ".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın