أنقرة / الأناضول

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قرب الوصول إلى هدف حجم التبادل التجاري البالغ 6 مليارات دولار الذي حدده مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الاثنين، في إسطنبول، عقب لقائه أوربان، على هامش الاجتماع السابع لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا والمجر.

وأعرب أردوغان عن سعادته باستضافة أوربان والوفد المرافق له في إسطنبول.

وقال الرئيس التركي: "قررنا إنشاء مجموعة التخطيط المشتركة مع المجر والتي ستوفر إمكانية تناول القضايا الثنائية والعالمية بشكل أكثر مؤسسية".

وأضاف: "نحن على وشك الوصول إلى هدفنا البالغ 6 مليارات دولار في حجم التبادل التجاري الذي حدّدناه مع السيد أوربان".

وتابع: "2025 الذي أعلنّاه عام العلوم والابتكار التركي-المجري نفّذنا خلاله 28 عملا مشتركا وخصصنا موارد لمشاريع مشتركة".

وأردف: "قررنا إنشاء مجموعة التخطيط المشتركة مع المجر والتي ستوفر إمكانية تناول القضايا الثنائية والعالمية بشكل أكثر مؤسسية".

وأشار الرئيس أردوغان إلى أنه بحث مع رئيس وزراء المجر رفع حجم التبادل التجاري المستهدف بين البلدين إلى 10 مليارات دولار، وأنهم توافقا على تشغيل الآليات الاقتصادية والتجارية القائمة بأكثر الطرق فاعلية.

ولفت أردوغان إلى أن المجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، الذي تقرر تأسيسه خلال زيارة أوربان لتركيا في ديسمبر/ كانون الأول 2013، أسهم بشكل كبير في تطوير العلاقات بين البلدين على مدى السنوات الماضية، مذكّراً بأنه خلال اجتماع المجلس السادس الذي عُقد في بودابست قبل عامين، جرى الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

وأوضح أنه عقد خلال السنوات الأخيرة لقاءات عديدة مع أوربان سواء عبر الزيارات الثنائية أو خلال اجتماعات منظمة الدول التركية وغيرها من المحافل الدولية.

وأكّد أردوغان أن مباحثات اليوم لم تقتصر على مراجعة العلاقات الثنائية، بل شملت أيضا تأكيد الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والنقل والتجارة والدفاع والثقافة.

وتابع قائلا: "وقعنا على عدة وثائق متنوعة ستُعزّز الأساس القانوني لعلاقاتنا في مجالات تمتد من الطيران إلى الأمن، ومن التكنولوجيا إلى الثقافة والتعليم".

وأردف :"عقد وزراء خارجيتنا ودفاعنا، إلى جانب رؤساء الاستخبارات والصناعات الدفاعية، الاجتماع الأول لآلية التشاور المشتركة التي اتُّفق على إنشائها سابقا. وقررنا اليوم أيضا إنشاء مجموعة التخطيط المشتركة برئاسة وزيري خارجيتنا، الأمر الذي سيسمح بتناول القضايا الثنائية والعالمية بطريقة مؤسساتية أكثر".

وأكد أردوغان أن هذه الآليتين تعكس مستوى العلاقات بين البلدين، وستسهم في تعزيز التعاون بين الجانبين.

وأضاف أن المستوى المتميز للعلاقات السياسية بين تركيا والمجر ينعكس أيضا على التعاون الاقتصادي.

وقال أردوغان: "اتفقنا على تشغيل آليات الاقتصاد والتجارة القائمة بأفضل شكل ممكن، كما نرى الآثار الإيجابية للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية -الذي نطوره عبر مشاريع ملموسة- على التجارة والاستثمارات. ونقيّم مشاريع إنتاج مشترك من شأنها تعزيز تعاوننا الدفاعي أكثر، ولاسيما في ضوء الظروف الأمنية المتغيرة في أوروبا".

وأشار إلى أن مجالي الطاقة والنقل، اللذين يعتبرهما استراتيجيين، برزا أيضا ضمن المواضيع الأساسية في المباحثات.

ولفت أردوغان إلى أنه ناقش أيضا مع أوربان التطورات الحالية والإقليمية والعالمية، بما في ذلك قضايا الشرق الأوسط وأوكرانيا.

وأعرب عن سعادته للدعم الذي تقدمه المجر لأنشطة منظمة الدول التركية التي تعتبر المجر عضوا مراقبا فيها.

ووصف أردوغان القمة غير الرسمية التي استضافتها المجر في مايو/ أيار الماضي بـ"التاريخية"، لأنها أول قمة لمنظمة الدول التركية تُعقد داخل حدود الاتحاد الأوروبي.

وتابع قائلا: "نحن واثقون أن المجر ستواصل دعمها البنّاء والقوي لمسارنا الاستراتيجي المتمثل في الانضمام الكامل إلى الاتحاد الأوروبي".

واستطرد الرئيس أردوغان: "أما بخصوص أوكرانيا، فنحن في تركيا نبذل منذ بداية الحرب كل الجهود الدبلوماسية الممكنة لإرساء سلام عادل ودائم بين الطرفين".

وشدد على أن "هذه الجهود معروفة لدى الرأي العام العالمي، وسنواصل العمل وفق المبدأ القائل إن (الحرب لا رابح فيها والسلام العادل لا خاسر فيه)".

وأعرب الرئيس التركي عن اعتقاده في أن يساهم اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا والمجر في تعزيز العلاقات والروابط المتجذرة بين شعبي البلدين.