نحو استقلال الصناعات الدفاعية.. تركيا تدخل عصر المحركات (تقرير)
- أنقرة تمكنت من إنهاء تبعيتها الخارجية عبر منظومة واسعة من المحركات

Ankara
أنقرة / غوكسل يلدريم / الأناضول
- أنقرة تمكنت من إنهاء تبعيتها الخارجية عبر منظومة واسعة من المحركات
- تنتج محركات مركبات برية ودبابات وطائرات مسيّرة ومروحيات وصواريخ وسفن حربية
- بدأت تركيا استخدام محركات "تونا" المحلية على مركباتها البرية فوران و"كيربي"
- دخل محرك "بي دي 200 المحلي الصنع الخدمة بطائرات "بيرقدار" TB3 المسيرة
خطت الصناعات الدفاعية التركية خطوات حاسمة نحو تحقيق الاستقلال الكامل، لتبدأ بتلبية احتياجات القوات المسلحة التركية البرية والجوية والبحرية، والأنظمة الصاروخية، من خلال حلول وطنية محلية الصنع.
هذا التوجه يقوم على استراتيجيات وخطط عمل وضعتها رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة لرئاسة الجمهورية التركية، من بينها خريطة طريق لتصنيع المحركات الغازية التوربينية، ومجموعة القدرة (الدفع والحركة) لمركبات برية، ومحركات ديزل بحرية، وأنظمة دفع كهربائي بحرية.
وبموجب هذه الخطط، يجري تنفيذ مشاريع تطوير شاملة تستهدف إنهاء الاعتماد على الخارج في هذا القطاع الحساس، وتأمين محركات عسكرية محلية تُمكّن المنصات التركية من العمل بكفاءة تامة دون الحاجة لاستيراد مكونات أساسية.
** إنجازات بارزة في المركبات البرية
وبحسب ما أعلنه رئيس الصناعات الدفاعية خلوق غورغون، دخلت الخدمة بالفعل مركبات مدرعة مثل فوران VURAN وكيربي KİRPİ، بعد دمجها مع محركات "تونا" TUNA المحلية.
كما تتواصل بنجاح اختبارات الجيل الثاني من محرك "أزرا" AZRA Gen-2 المخصص للناقلات ومركبات الدعم اللوجستي.
وفي قطاع الدبابات والمركبات الثقيلة، أنجزت الصناعات الدفاعية مراحل تطوير واختبار محرك "أوتقو" UTKU للمركبات المجنزرة الجديدة، وكذلك محرك "باتو" BATU المخصص لدبابة "ألتاي" ALTAY، فيما تتواصل التجارب الخاصة بأنظمة نقل الحركة لكليهما.
** محركات لمروحيات ومسيّرات
وفي مجال الطائرات المسيرة، دخل محرك "بي دي 200" PD200 الخدمة على طائرة "بيرقدار" TB3، فيما يجري استخدام محرك "بي دي 170" PD170 على طائرات "العنقاء" ANKA، و"أق سنقر" AKSUNGUR، مع استمرار اختبارات الأداء.
في الوقت الذي مكّن فيه محرك "بي جي 50" PG50 الطائرة المسيّرة "قارغي" KARGI من امتلاك قدرات مستقلة.
أما في قطاع المروحيات، فلا يزال العمل مستمر على إجراء اختبارات اعتماد محرك "تي إس 1400" TS1400 التوربوشافتي المطوّر للمروحية الوطنية "غوك باي" GÖKBEY، إلى جانب الاستعدادات لبدء الإنتاج المتسلسل.
** محركات للصواريخ والذخائر
ولم تقتصر تلك الإنجازات على المركبات البرية والجوية، بل شملت أيضًا الذخائر والصواريخ، إذ طورت الصناعات الدفاعية التركية محركات نفاثة.
ومنها محركات "كيه تي جي 3200" KTJ3200، لصواريخ "أطمجه" ATMACA و"سوم" SOM، و"كيه تي جي 1750" KTJ1750، وصاروخ "تشاقير" ÇAKIR، و"كيه تي جي 3700" KTJ3700، وصاروخ "قره أطمجه" KARA ATMACA، وجميعها دخلت الخدمة.
فيما يستمر بالتوازي مع ما سبق، العمل على مشاريع تطوير أجيال جديدة من محركات الصواريخ.
** إنجازات للمنصات البحرية
أما على صعيد البحر، فجرى تزويد الزوارق المسيرة مثل "مارلين" Marlin SİDA، بمحرك من طراز "لوند" LEVEND، وزورق "أولاق سيدا" (ULAQ SİDA) بمحرك "مارين إكس 7" Marin X7، بالتزامن مع استكمال الاختبارات على المحرك "مافي باتو" MAVI BATU، للسفن الحربية ضمن مشروع "ميلغم" MİLGEM.
** مستقبل المحركات النفاثة والطائرات القتالية
وفي مجال المحركات النفاثة المتطورة، جرى تشغيل محرك "تي إف 6000" TF6000 التوربوفاني (محرك مروحي نفاث) المخصص للطائرة المسيرة "العنقاء-3 " ANKA-III، فيما تتواصل أعمال تطوير محرك "تي إف 10000" TF10000 للطائرة المقاتلة المسيّرة "قزل ألما" Kızılelma.
وبخصوص الطائرة المقاتلة الوطنية "قآن" KAAN، فإن العمل يجري على تطوير محركها الرئيسي "تي إف 35000" TF35000، إلى جانب وحدة الطاقة المساعدة "ايه بي يو 60" APU60، وقد أحرز المشروع تقدمًا ملموسًا.
** منظومة شاملة لإنهاء التبعية
وبهذه المنظومة الواسعة التي تشمل المحركات البرية والجوية والبحرية والصاروخية، تمكنت تركيا من تأمين احتياجاتها الاستراتيجية عبر حلول وطنية محلية، واضعة حدًا لعقود من التبعية الخارجية.
فيما دخلت القوات المسلحة التركية مرحلة جديدة قوامها الاعتماد الكامل على القدرات الذاتية، في أحد أهم عناصر القوة العسكرية وهي صناعة المحركات.