تونج إيلي/ الأناضول

تعتبر ولاية تونج إيلي شرقي تركيا، المشهورة بطبيعتها الخلابة وتنوع حياتها البرية، وجهة مثالية لعشاق التصوير الذين يحرصون على التقاط اللحظات النادرة لمختلف الحيوانات خاصة الماعز الجبلي المُهدد بالانقراض.

وتُعرف تونج إيلي بطبيعتها العذراء المحافظة على تنوعها البيئي، حيث تحتضن متنزه وادي "مونزور" المتميز بشلالاته وهضابه ووديانه وبحيراته، ويستقطب الزوار على مدار العام.

كما تشتهر الولاية بتنوع الحياة البرية فيها، حيث تحتضن أنواعا عديدة من الحيوانات أشهرها، الذئاب، والوشق (من فصيلة القطط)، والدب البني، وابن آوى، وماعز الجبال القرني، والثعالب، والنسر الذهبي، والسناجب، والبوم والخلد.

وأبرز ما يجذب سكان المنطقة وزوارها هي قطعان الماعز الجبلي البرية التي تتخذ المناطق الجبلية في تونج إيلي موطنا لها.

وتعمل فرق حماية الطبيعة والمتنزهات الوطنية في الولاية التركية، إلى جانب السكان المحليين، على حماية الماعز الجبلي من الصيد الجائر.

**الماعز البري

مع بداية فصل الربيع تنشط حركة قطعان الماعز الجبلي البري في واديي "مونزور" و"بولومور"، حيث تتغذى على النباتات المتنوعة التي تنمو في المنطقة.

وفي الآونة الأخيرة أصبحت هذه القطعان محط اهتمام عشاق تصوير الحياة البرية وصناع الأفلام الوثائقية، سواء من سكان تونج إيلي أو من الولايات المجاورة.

المصورون يقطعون مسافات طويلة سيرا على الأقدام ويستخدمون المناظير لإجراء مسح في المنطقة بحثا عن الماعز الجبلي، فيما يتخفّون في أماكن مرورها لالتقاط صور مذهلة لها على المنحدرات الوعرة.

ويصنف الماعز الجبلي في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، التابعة لاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، الأمر الذي دفع الحكومة التركية منذ سنوات لاتخاذ إجراءات تشمل منع صيده وترويضه، في مختلف أماكن انتشاره في البلاد.

**مركز للحياة البرية

مصور الحياة البرية أيهان أوزدمير قال في حديثه للأناضول، إنه اختار القدوم إلى تونج إيلي لكونها مركز جذب لعشاق الحياة البرية والطبيعة ما يمكنه من التقاط صور ساحرة.

وأضاف، إن وادي "مونزور" الواقع ضمن حدود الولاية، يُعد أحد أبرز المتنزهات الوطنية في تركيا ويضم العديد من أنواع الحيوانات، فيما تعتبر المحمية الوطنية في تونج إيلي موطنا للماعز البري.

وعن أجواء عمله في تونج إيلي، قال أوزدمير: "أن تكون في قلب الطبيعة، وتلتقي بنظرات الحيوانات البرية، هو الشعور الوحيد الذي يجعلني أنسى كل شيء آخر في الحياة".

وعن الماعز البري، قال المصور التركي إن تحركاته في الطبيعة تبعث في النفس "سعادة لا توصف".

وأشار إلى أنه اهتم بالتصوير منذ طفولته في ولاية أرزينجان، شمال شرقي تركيا، فيما بدأ فعليا برحلة تصوير الحيوانات البرية في المنطقة منذ عام 2006.

**الطبيعة والعلاج

وحول رحلاته في مختلف المناطق الطبيعية في تونج إيلي، قال أوزدمير: "إذا كان الناس يعانون من التوتر أو بعض المشاكل، فيمكنني القول بكل ثقة إن الطبيعة هي أعظم علاج".

وأشاد بنقاء الهواء في الولاية خاصة وأنها تزخر بالتنوع البيئي الواسع.

المصور التركي اختتم حديثه بالتأكيد على أهمية حماية الحيوانات البرية لضمان نقل هذا الإرث الطبيعي للأجيال القادمة.