70 ألف صورة جديدة عن جرائم البعث بسوريا أدلة دامغة تفضح نظام الأسد
أظهرت الجرائم الممنهجة التي ارتكبها النظام من تعذيب وإعدامات بحق الشعب السوري طوال سنوات حكمه
Berlin
برلين/ الأناضول
كشفت أكثر من 70 ألف صورة، ظهرت عقب انهيار نظام حزب البعث الدموي في سوريا بعد 61 سنة من الحكم، عن الجرائم الممنهجة التي ارتكبها النظام من تعذيب وإعدامات بحق الشعب السوري طوال سنوات حكمه.
القرص الصلب الذي تمكّن عسكري برتبة عقيد كان يعمل في دمشق من الحصول عليه أثناء سقوط النظام، وذلك لمنع تدمير الأدلة، يظهر بوضوح مدى الوحشية التي قتل بها نظام بشار الأسد آلاف الأشخاص تحت التعذيب وبشكل منهجي، وكيف وثّقت أجهزة الأمن هذه الفظائع بدقة.
المحتوى الذي سلّمه العقيد لمؤسسة هيئة التلفزيون في شمال ألمانيا (NDR) تمّت مشاركة مع كل من إذاعة وتلفزيون غرب ألمانيا (WDR) وصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين.
ويتضمن القرص صور 10 آلاف و212 شخصًا يُعتقد أنهم قُتلوا على يد قوات الأمن السورية.
وتُعد هذه الصور المسرّبة من أهم الأدلة البصرية التي حصلت عليها أي مؤسسة إعلامية حتى اليوم بشأن جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد.
والتُقط معظم هذه الصور بين 2015 و2024، وتُظهر بوضوح آثار التعذيب، والإصابات البليغة، والحروق، والجوع على جثث المعتقلين.
وتمّ التقاط جزء كبير من الصور في قبو مستشفى حرستا العسكري، الذي يُقال إنه كان مركزًا تُصوَّر فيه جثث المعتقلين الذين قتلتهم أجهزة المخابرات بشكل منهجي.
هذه الصور لا تكتسب أهمية لذوي المفقودين فحسب، بل تعد أيضًا ذات قيمة كبيرة لتحديد الجناة المحتملين واستخدامها كأدلة في التحقيقات الدولية.
وسُلِّمت البيانات أيضًا إلى النيابة الفيدرالية الألمانية، وبموجب مبادئ القانون الدولي، يمكن رفع قضايا ضد أفراد من نظام بشار الأسد في ألمانيا.
كما تمت مشاركة منظمات حقوق الإنسان ووحدة المفقودين التابعة للأمم المتحدة معلومات تتعلق بهويات أكثر من 1500 ضحية.
وتُعد الصور الموجودة على القرص من أكثر الأدلة شمولًا حتى الآن حول حجم الجرائم المرتكبة في مراكز التعذيب التابعة لنظام الأسد.
وتمّ عنونة الصور بعناية، بحيث تتضمن رقم المعتقل، واسم المصوّر، وتاريخ الالتقاط، وفي كثير من الحالات الجهة الأمنية التي اعتقلت الضحية (الشرطة العسكرية، مخابرات القوات الجوية، شعبة المخابرات العامة).
وتُعتبر هذه الصور استمرارًا للصور التي التُقطت بين عامي 2011 و2013، والتي سرّبها عسكري منشق يُعرف باسم "قيصر".
وكانت صور "قيصر" أدّت إلى سلسلة من الملاحقات الدولية والعقوبات ضد الحكومة السورية، كما استُخدمت كأدلة في أول محاكمة بألمانيا تتعلق بالتعذيب ضد نظام الأسد عام 2020.
وانتهت تلك المحاكمة بالحكم على العقيد السابق أنور رسلان، بالسجن المؤبد، وعلى الضابط السابق اياد الغريب، بالسجن 4 سنوات ونصف بتهمة المساعدة في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
– "صور قيصر"
كان "قيصر" يعمل ضمن جيش النظام السوري، ومسؤولًا عن توثيق الجثث التي تُنقل إلى المستشفيات العسكرية طوال فترة الحرب. وتشير التقديرات إلى أن صوره تظهر نحو 11 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا، ممن قُتلوا بواسطة التعذيب أو بطرق لا إنسانية على يد النظام.
وتحمل صور الجثث، التي تعود للفترة بين مايو/أيار 2011 وأغسطس/آب 2013، قيمةً إثباتية لأنها تُظهر بوضوح آثار التعذيب وأساليب القتل داخل منشآت النظام العسكرية.
ونشرَت وكالة الأناضول، صور "قيصر" لأول مرة عام 2014، وأحدثت ضجة كبيرة عالميًا باعتبارها دليلًا مباشرًا على جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد، بما في ذلك التعذيب الممنهج والقتل عبر التجويع.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
