الدول العربية

«جارة القمر»... ميادين لبنان تتغنى بذكرى ميلاد فيروز

رغم الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، والتي لم يغب صوتها عن ساحاتها دشن ناشطون وسما للاحتفال بذكرى ميلاد فيروز الـ 84...

21.11.2019 - محدث : 21.11.2019
«جارة القمر»... ميادين لبنان تتغنى بذكرى ميلاد فيروز

Beyrut

بيروت/ريا شرتوني/الأناضول

يحتفل اللبنانيون، الخميس، بعيد ميلاد المطربة فيروز، التي يعتبرونها رمزا وطنيا وأيقونة أمل، على وقع حراك شعبي تشهده البلاد منذ أكثر من شهر، لم يغب صوتها العذب عن ساحاتها.

وبمناسبة عيد الميلاد الـ 84 للمطربة اللبنانية والذي يصادف اليوم 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاج (وسم) "#عيد_الدني"، نسبة إلى إحدى أشهر أغانيها التي صدرت عام 2010.

وعايد الكاتب الصحفي والناقد، جمال فياض، فيروز متمنيا لها دوام العافية والصحة، وقال:"أنت يا سيدة فيروز ملكة على مشاعرنا وعواطفنا".

وترتبط فيروز في الوعي الجمعي اللبناني، بالأمل، واستشراف الغد، واللحمة الوطنية، حتى في أحلك الظروف، وهو ما يوضحه فياض في حديث للأناضول قائلا :"خلال اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 كنا نستمع خلال القصف إلى مسرحياتها وأغانيها مع الأخوان الرحباني".

وأكمل: "وطبعا مما كان يميز هذه الأعمال أنها كانت تستشرف المستقبل والأحداث والتحالفات المقبلة بشكل دقيق وذكي".

وأضاف "مسرحية ناطورة المفاتيح عام 1972 تحدثت فيها السيدة فيروز عن الفساد الذي نعيشه اليوم، ففيروز تحاكي أيامنا الحالية، هي الصوت والإحساس هي جزء من ذاكرتنا ومن الأجيال القادمة".

أما عن جديد "جارة القمر" كما يحلو للبنانيين تسميتها نسبة إلى أغنية شهيرة لها قال فياض:" السيدة فيروز شبه معتزلة ومبتعدة عن الساحة الفنية".

واستدرك بالقول "لكن في لقائي الأخير مع زياد الرحباني (ابن فيروز) أخبرني أن هناك البوما قيد الإعداد وينتظر وضع السيدة فيروز صوتها عليه".

وأضاف:"هناك مجموعة من الأغاني الجاهزة وزياد ذهب إلى ألمانيا للاشراف على تسجيل هذه الأغنيات من ناحية "الميكساج" (عملية مزج جميع مكونات العمل الفني من صوت وموسيقى) وبانتظار وضع صوت السيدة عليه"، مؤكدا على أن العمل سيكون تحفة فنية.

وشبه فياض فيروز بالعلم اللبناني قائلا "هي التي حاكت هموم الأمم بفنها وإبداعها".

وقدّمت فيروز، واسمها الحقيقي "نهاد رزق وديع حداد" مسيرة فنيّة غنية أدت فيها نحو 800 أغنية، وعشرات الأعمال الفنيّة في قوالب موسيقية متعددة تنوعت مواضيعها ما بين الحب والوطن، فيما كان للقضية الفلسطينية نصيبا كبيرا من أعمالها.

واشتهرت "جارة القمر" بحبها للعروبة ولبلدها، فلم تترك مناسبة إلا وطالبت بوحدة الشعب اللبناني وغنت لوطنها "بحبك يا لبنان"، "يا هوى بيروت"، و"لبنان يا أخضر لونك حلو".

خلال مسيرتها الفنية، رفضت فيروز الغناء للرؤساء وانحازت للأوطان والشعوب، فقدمت للقدس "زهرة المدائن" و"القدس العتيقة"، ولـ"أم الدنيا" غنت فيروز "مصر عادت شمسك الذهبي" و"شط إسكندرية" وأهدت سوريا أغنية "إلى دمشق".

من جهتها، قالت الصحفية اللبنانية زكية الديراني، إن فيروز "موجودة في الثورة اللبنانية" منذ انطلاقتها بصوتها وبأغانيها، قائلة:" لا جديد في ذلك هي دائما موجودة في الحراك الشعبي والتظاهرات المطلبية".

ولفتت الديراني للأناضول إلى أن فيروز استطاعت جمع اللبنانيين هذه السنة على اختلاف انتماءاتهم فصوتها يصدح في الساحات وصورها موجودة حتى أسماء أعمالها حملت شعارات الحراك الشعبي في لبنان مثل "بحبك يا لبنان"، وهذا يدل على أن الشارع اللبناني مهما اختلف "فيروز تجمعه".

وختمت تصريحها:"السيدة فيروز هالة حقيقية هي صاحبة رؤية مستقبلية فبأعمالها حاكت جميع القضايا الوطنية والعربية."

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول تحركا شعبيا غير مسبوق شل الحركة في البلاد مع إغلاق المؤسسات التربوية والمصارف في أول أسبوعين من الحراك الذي يهدف إلى محاسبة الفاسدين والطبقة السياسية الحاكمة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın