السياسة, دولي, الدول العربية

وثيقة: الإمارات تضغط على واشنطن للتدخل في ليبيا

حصلت النسخة الإنجليزية من قناة "تي أر تي" التركية على وثيقة تظهر محاولات ضغط إماراتية على الولايات المتحدة من أجل التدخل في ليبيا، والمساعدة في التصدي للحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة وتركيا.

29.06.2020 - محدث : 30.06.2020
وثيقة: الإمارات تضغط على واشنطن للتدخل في ليبيا

Ankara

أنقرة/ الأناضول

كشفت وثيقة حصلت عليها النسخة الإنجليزية من قناة "تي أر تي" التركية، عن وجود محاولات إماراتية للضغط على الولايات المتحدة من أجل التدخل في ليبيا، والمساعدة في التصدي للحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة وتركيا.

الوثيقة، التي وصلت إلى القناة التركية عبر البريد الإلكتروني، ونشرتها الإثنين، عبارة عن رسالة وجهها سفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبي، إلى بعض المسؤولين الأمريكيين.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من العتيبي بشأن تلك الرسالة، غير أن الإمارات تعد أبرز الداعمين للجنرال الانقلابي، خليفة حفتر، وعقب هزيمته مؤخرا أمام القوات الحكومية اللليبية دعت لتسريع الحل السياسي.

وتم تسليم رسالة العتيبي إلى المسؤولين الأمريكيين من خلال هاجر العواد، مديرة الشؤون التشريعية السابقة في سفارة الإمارات بواشنطن، والموظفة في شركة الضغط (لوبي) "أكين غامب"، والتي أرسلتها عبر البريد الإلكتروني في 22 يونيو/ حزيران الجاري.

وقال العتيبي في رسالته: "ما لم يتم التحقق من ممارسات تركيا في ليبيا، فالوضع قد يتحول بسهولة من السيء إلى الأسوأ".

وفي 6 يونيو/ حزيران الجاري، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، إن "تركيا ستواصل دعمها للحكومة الليبية بناء على طلبها، وفي إطار قرارات الأمم المتحدة، في سبيل مساعيها لإحلال الأمن والاستقرار في ليبيا".

وزعم أن "تركيا واصلت محاولات الاستفزاز قرب سرت (غرب) ونشرت سفنا بحرية قبالة الساحل".

وواصل العتيبي مزاعمه قائلا: "تحليلاتنا أن ما تقوم به (تركيا) يتم بشكل متعمد لحث مصر على الدخول (إلى ليبيا)، وفي الوقت الحالي، مصر تدرس ذلك بجدية".

وأردف قائلا: "ما يمكن حدوثه بعد ذلك، هو مواجهة عسكرية بين مصر وتركيا، وإذا كان هناك من يعتقد أن ليبيا في حالة فوضى الآن، فذلك (المواجهة) سيجعلها أسوأ بمئة مرة".

وفي 20 من الشهر الجاري، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن الحل السياسي هو الأفضل لليبيا.

وأضاف أوغلو: "لا يمكن التغاضي عن أهمية السلام في ليبيا بالنسبة إلى مصر بسبب تردي علاقاتنا معها".

وتابع قائلا آنذاك: "موقف مصر وبعض الدول كان مخطأ في ليبيا، وأرجو أن تعود هذه الدول عن خطأها ونساهم سويًا في نهضة ليبيا مجددا".

وحسب فحوى الرسالة، يبدو أن المسؤولين الإماراتيين يحاولون إقناع الحكومة الأمريكية، أو الجيش، بالتدخل من أجل سلامة مصر، بالتزامن مع الدعم التركي لحكومة الوفاق.

وفي المقابل، لم يشر العتيبي إلى الوجود الروسي أو الإماراتي الكثيف في ليبيا، وكلاهما الداعمين الأساسيين للجنرال الانقلابي وسبب اندلاع الحرب في ليبيا خليفة حفتر.

وزعمت الرسالة التي بعث بها العتيبي، من خلال العواد، أن تركيا "تتسبب في تصعيد الصراع في ليبيا وتحاول استفزاز مصر من أجل الدخول في الصراع من خلال نشر السفن البحرية قرب السواحل المصرية على البحر المتوسط".

وذيّلت العواد رسالة العتيبي إلى المسؤولين الأمريكيين بالقول: "السفير والقيادة الإماراتية معنيين جدا بالتطورات المتعلقة بليبيا. وطلب السفير مني أن أشارك الرسائل أدناه مع كل من يتابع الأوضاع في ليبيا، وأحثكم على مشاركة هذه الرسالة مع الأعضاء المعنيين على الفور".

وتابعت: "لقد تطورت الأمور (في ليبيا) سريعا وهي مقلقة للغاية".

ونددت الحكومة الليبية، أكثر من مرة، بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان مليشيا حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل/نيسان2019.

ومؤخرا، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، وترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي، مما دعا بلدان داعمة لحفتر بينها الإمارات للتأكيد على أهمية الحل السياسي للأزمة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.