مصر.. نقل ألواح ثاني مراكب خوفو وبدء تركيبها أمام الجمهور
وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي اعتبر مشروع ترميم المركب أحد أهم مشروعات الترميم في القرن الـ21..
Al Qahirah
القاهرة / الأناضول
شهد المتحف المصري الكبير في محافظة الجيزة غربي العاصمة القاهرة، الثلاثاء، نقل ألواح المركب الثاني للملك خوفو من مركز الترميم إلى قاعة عرضها داخل المتحف، تمهيدا لبدء تركيبها أمام الجمهور.
وتعد مراكب خوفو، المعروفة أيضا باسم "مراكب الشمس"، من أبرز القطع الأثرية بالمتحف المصري الكبير، الذي يطل على أهرامات الجيزة الثلاث.
ووفق معتقدات المصريين القدماء، كانت هذه المراكب الجنائزية مخصصة لنقل الملك خوفو، ثاني ملوك الأسرة الرابعة، إلى العالم الآخر بعد وفاته، ويعود تاريخها إلى أكثر من 4500 عام.
وعثر الأثريون على مركبين من هذه المراكب؛ الأول بجوار الهرم الأكبر عام 1954، وكان مفككا إلى أكثر من 1200 قطعة، وأعيد تركيبه دون استخدام مسامير معدنية، وهو معروض حاليا في قاعة مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير.
أما المركب الثاني، فقد جرى الانتهاء من استخراج جميع قطعه عام 2021، تمهيدا لتركيبها داخل الهيكل المخصص لها في القاعة ذاتها.
وحضر مراحل نقل وتركيب اللوح الأول من المركب الثاني، الثلاثاء، وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي، والرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير أحمد غنيم، والممثل الأول الإقليمي للوكالة اليابانية للتعاون الدولي ميادة مجدي، إلى جانب عدد من خبراء الترميم المصريين واليابانيين، وممثلي وسائل إعلام محلية وعالمية.
وقال فتحي، في كلمة عقب تركيب اللوح الأول، إن مشروع ترميم وتركيب ألواح مركب خوفو يقدم تجربة متحفية حية، تتيح للزائرين التعرف مباشرة على مراحل العمل الأثري، من خلال الجمع بين العرض العلمي والجانب التفاعلي.
وأضاف أن هذه الخطوة تؤكد التزام الوزارة بتقديم تجربة أثرية متكاملة، عبر إبراز قيمة التراث الوطني، وإتاحة الفرصة أمام الزوار لمتابعة تفاصيل أعمال الترميم وإعادة التركيب، بما يعزز التفاعل ويغذي الفضول العلمي والثقافي لديهم، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.
واعتبر فتحي مشروع نقل وتركيب ألواح المركب الثاني للملك خوفو بعد ترميمها أحد أهم مشروعات الترميم في القرن الحادي والعشرين، موضحا أنه جرى ترميم ونقل 1650 قطعة خشبية، ويجري العمل حاليا على تركيبها ضمن هيكل المركب.
وأشار إلى أن عملية ترميم القطع الخشبية كانت بالغة التعقيد والصعوبة، إذ إن بعض الألواح كانت بحالة تدهور شديد، متوقعا أن تستمر أعمال التركيب أمام الجمهور لمدة أربع سنوات.
وأكد أن هذه التجربة ستضيف بعدا نوعيا للسياحة الثقافية في مصر، وتسهم في جذب شرائح جديدة من الزائرين المهتمين بالعلم والتراث والتجارب التفاعلية.
وقال إن المتحف المصري الكبير لا يقدم آثارا فقط، بل يروي قصة علمية وإنسانية متكاملة، تجعل الزائر شريكا في رحلة الاكتشاف والترميم، وهو ما يعزز مكانة المتحف كأحد أهم المتاحف في العالم.
وثمن الوزير التعاون الوثيق بين مصر واليابان في مجال العمل الأثري، معتبرا أن المشروع يجسد نموذجا ناجحا للشراكة العلمية الدولية القائمة على تبادل الخبرات وتطبيق أحدث الأساليب العلمية في الترميم والحفظ.
ويضم المتحف المصري الكبير عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تمثل مختلف عصور الحضارة المصرية القديمة.
ووضع حجر أساس المتحف عام 2005 في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وتسارعت وتيرة إنشائه عام 2014 بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وافتتح رسميا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ويعد أحد أكبر المجمعات الأثرية في العالم على مساحة 490 ألف متر مربع.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
