مصر تدعو لخطوات عملية تتلو الاعتراف بدولة فلسطين
وتؤكد رفض التهجير، وذلك في كلمة ألقاها رئيس الوزراء خلال مؤتمر حل الدولتين في نيويورك..

Al Qahirah
القاهرة/ الأناضول
دعت مصر، الاثنين، إلى البناء على تطورات الاعترافات بدولة فلسطين، من خلال خطوات عملية، تتيح إعادة إطلاق عملية سلام حقيقية، بأفق زمني محدد، للوصول لحل عادل ومستدام، مشددة على رفضها تهجير الفلسطينيين.
جاء ذلك في كلمة مصر ألقاها، رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في المؤتمر الدولي لحل الدولتين في نيويورك.
وأشاد مدبولي، بـ"الجهد الذي بذلته السعودية و فرنسا لتنظيم هذا المؤتمر الهام"، مؤكدا أنه "يجسد التزامنا الجماعي بحل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط".
وقال: "لا استقرار في الشرق الأوسط بدون حل عادل وشامل يُلبي الطموح المشروع للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد أن "حل الدولتين، ليس مجرد خيار سياسي، أو التزام أخلاقي فحسب، بل هو أيضاً ضرورة أمنية".
وشدد على أن "الأمن لن يتحقق لإسرائيل عبر القوة العسكرية ومحاولة فرض الأمر الواقع، فتجاهل الحقوق الفلسطينية لن يجلب سوى المزيد من التصعيد وعدم الاستقرار".
وأعرب عن أن "مصر تأمل أن يشهد مؤتمرُنا هذا اعترافا فوريا، وواسعا غير مشروط، بدولة فلسطين من جانب جميع الدول التي لم تُقدِم على هذه الخطوة بعد".
وأضاف: "غير أن المطلوب منا اليوم أيضا، هو أن نَبني على هذه التطورات، من خلال خطوات عملية، تتيح إعادة إطلاق عملية سلام حقيقية، بأفق زمني محدد، للوصول لحل عادل ومستدام على أساس مقررات الشرعية الدولية المعترف بها".
وأكد رئيس الوزراء أن "مِصرَ مُستمرةٌ في بذل كل الجهود للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهي تُؤمن بوضوح أن التوصل لوقف إطلاق نارٍ وإنهاء حمام الدم في غزة أمرٌ ممكن، بقدر ما هو واجبٌ وضروريٌ".
وأشار إلى إلى أن "التقريرَ الخاص بلجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة (قبل أسابيع) يَدُق ناقوسَ الخطرِ ويُوقِظ كل ضمير إنساني، فقد كانت نتائجه واضحةَ في تأكيد ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية ووقوع رُكنيْها المادي والمعنوي بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة".
وشدد رئيس الوزراء على أن "مِصرَ ترفض بصورة حاسمة أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وهو ما يرقى إلى جريمة التطهير العرقي".
وقال مدبولي: "إننا نقف اليوم أمام لحظة فارقة، فإما أن نؤسس لسلامٍ عادل ودائم، يفتح أبواب الأمل لشعوبنا، أو نترك المنطقة رهينة للصراعات والعنف والفوضى".
وأكد أن "مصر، بما تملكه من رصيدٍ تاريخي وتجربةٍ صادقة في صناعة السلام، تَمُد يَدَها للجميع، لإحياء الأمل في السلام والعمل من أجله، ورسالتها اليوم واضحة، أنه لا بديل عن حل الدولتين، ولا مستقبل للسلام دون دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب في أمن وسلام مع إسرائيل".
والاثنين، اعترفت فرنسا ومالطا ولوكسمبرغ وبلجيكا بدولة فلسطين وذلك بعد يوم واحد من اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ليرتفع عدد المعترفين بدولة فلسطين إلى 157 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، وذلك منذ أن أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجزائر إقامته بالعام 1988.
كما ينتظر صدور إعلانات مشابهة من دول أخرى، وهو ما تراقبه إسرائيل بقلق وتطلق عليه "التسونامي السياسي"، وتلوح بمعاقبة الفلسطينيين.
وفي 12 سبتمبر/أيلول الجاري، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارا يؤيد "إعلان نيويورك" الرامي إلى "الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتعزيز حل الدولتين لتحقيق التسوية السلمية لقضية فلسطين.
وأقرت الجمعية العامة آنذاك القرار الفرنسي السعودي، المعنون رسميا "إعلان نيويورك بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين"، بأغلبية 142 صوتا من حضور جلسة التصويت مقابل 10 أصوات معارضة، وامتناع 12 دولة عن التصويت، وفق بيان نشرته الأمم المتحدة على حسابها الإلكتروني.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 65 ألفا و344 قتيلا و166 ألفا و795 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.