أنقرة/ عمر توغرول جام/ الأناضول

رئيس الوزراء الإيطالي قال في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان:

- بفضل مسار برلين ستنتقل ليبيا من التوتر إلى مرحلة الحل السياسي
- آمل أن يشكل وقف إطلاف النار أرضية ملائمة للدخول في مسار السلام
- أعتقد أنه سيتم التوقيع (اتفاق) في موسكو، هذه مجرد خطوة إذ أن العملية معقدة ولا يمكننا إطلاق هتافات النصر فورًا

اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، الاثنين، أن الهدنة المعلنة في ليبيا، بمبادرة تركية روسية، "تبعث على الأمل".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب لقاء جمعهما في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وقال كونتي إنه "بفضل مسار برلين ستنتقل ليبيا من التوتر إلى مرحلة الحل السياسي".

وأضاف أن "الهدنة في ليبيا تبعث على الأمل، ونرغب في أن نجعلها دائمة".

وتابع: "آمل أن يشكل وقف إطلاف النار الذي دخل حيز التنفيذ في ليبيا عقب دعوات تركيا وروسيا، أرضية ملائمة للدخول في مسار السلام".

وتطرق كونتي إلى الدور الذي ستلعبه إيطاليا في المرحلة الحالية بليبيا، مشيرًا إلى أن بلاده تهدف لأن تكون ليبيا غير مقسمة ومستقلة وذات سيادة.

ولفت إلى أنه يتفق بخصوص الحد من الوضع العسكري المتصاعد عبر هدنة، مؤكدًا أن الوضع بدأ يتجه نحو اتخاذ موقف إيجابي بعد الإعلان التركي الروسي لوقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن مسار برلين يعد فرصة هامة بخصوص الملف الليبي، لافتا إلى أنه تباحث بهذا الشأن، الأحد، مع المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ووفق كونتي، فإن مؤتمر برلين سيعقد بعد أيام (19 يناير)، مضيفًا: "بفضل ذلك سيحل المسار السياسي بدل التوتر".

ومتحدثا عن الليبيين، مضى يقول: "إنهم يقررون مستقبلهم من خلال كل قرار وتحرك وتصرف، وسيجدون في إيطاليا حليفًا قيمًا إذا أرادوا أن يعيشوا بازدهار، ويحظوا بحياة ديمقراطية بكل معنى الكلمة، لأن إيطاليا داعمة للعملية السياسية".

وأوضح رئيس الوزراء الإيطالي أنه تلقى خلال لقائه الرئيس التركي، معلومات حول المباحثات الجارية (حول ليبيا) في العاصمة الروسية موسكو.

وأضاف: "أعتقد أنه سيتم التوقيع (اتفاق بين أطراف الأزمة الليبية)، هذه مجرد خطوة، إذ أن العملية معقدة، ولا يمكننا إطلاق هتافات النصر فورًا، يجب الاجتماع في برلين بعد توقيع وقف إطلاق النار".

وشدد كونتي على أهمية دعوة الجميع إلى مؤتمر برلين.

والأربعاء الماضي، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بيانا مشتركا، دعيا فيه إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، بداية من منتصف ليل السبت/الأحد.

ومع الدقيقة الأولى من الأحد، واستجابة لمبادرة تركية روسية، بدأ وقف لإطلاق النار بين حكومة الوفاق الوطني الليبية، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي ينازع الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، هجومًا للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة؛ ما أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.

وفي يخص التطورات بالشرق الأوسط، أشار كونتي إلى أن بلاده تولي أهمية لمشاكل بلدان الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق، مؤكدًا ضرورة تكثيف الجهد الدبوماسية من أجل حل تلك المشاكل وإعادة الحياة إلى طبيعتها في تلك البلدان.

وحول العلاقات مع تركيا، أشار كونتي إلى أن البلدين يمتلكان روابط قديمة ومتينة للغاية من النواحي الاقتصادية والتجارية والثقافية.

ولفت إلى أن العديد من الشركات الإيطالية تنشط في تركيا، وأن مثلها من التركية تنشط في إيطاليا، معربًا عن سروره الكبير بهذه الأنشطة.

وكشف أن عدد الشركات الإيطالية الفاعلة في تركيا وصلت إلى 1400 شركة.