الدول العربية, التقارير, فيروس كورونا

في الأردن.. المواطنون واللاجئون يكافحون "كورونا" معاً (تقرير)

على مقربة من الحدود الأردنية مع سوريا، وفي منطقة سهل حوران التابعة للواء الرمثا في محافظة إربد (شمال)، أسقطت المؤسسات الحكومية الأردنية وأجهزتها الأمنية كل المفاهيم التمييزيّة، إعلاءً لقيمة الإنسان، وذلك لمواجهة انتشار فيروس كورونا في البلاد.

27.03.2020 - محدث : 28.03.2020
في الأردن.. المواطنون واللاجئون يكافحون "كورونا" معاً (تقرير)

Jordan

الطرة (الرمثا) / ليث الجنيدي / الأناضول

- تعج منطقة سهل حوران التابعة للواء الرمثا (شمال) باللاجئين السوريين، الذين فروا إليها من لهيب حرب طاحنة
- مسؤول أردني: لا مكان للتفرقة بين المواطن واللاجئ في مكافحة فيروس كورونا
- تقدم منطقة لواء الرمثا التزاما عالي المستوى بقرار حظر التجول المفروض، في إطار مكافحة كورونا

على مقربة من الحدود الأردنية مع سوريا، وفي منطقة سهل حوران التابعة للواء الرمثا في محافظة إربد (شمال)، أسقطت المؤسسات الحكومية الأردنية وأجهزتها الأمنية كل المفاهيم التمييزيّة، إعلاءً لقيمة الإنسان، وذلك لمواجهة انتشار فيروس كورونا في البلاد.

هذه المنطقة التي تعجّ بآلاف اللاجئين السوريين، الذين فرّوا إليها من لهيب حرب طاحنة لم تبقِ ولم تذر، تشهد مفارقة كبيرة فمن جهة الأردن، جيش وأجهزة أمنية تشارك في معركة ضد فيروس قاتل وتعمل على حماية الجميع، وعلى الجهة الأخرى من الحدود قتل وتنكيل بأيدي جيش أذاب كل معاني الإنسانية.

وتتبع منطقة سهل حوران للواء الرمثا، المحاذية لعدد من المدن التابعة لمحافظة درعا السورية على الجانب الآخر من السهل مترامي الأطراف بين الأردن وسوريا.

وتعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق اكتظاظاً باللاجئين القادمين من الحدود السورية الأردنية.

وتختلط بين الأردنيين والسوريين في تلك المنطقة، أواصر الدم والقرابة، التي عمق منها التجاور الجغرافي، والقرابة التاريخية بين العائلات في المنطقتين، مما جعل منها تجمعاً فريداً تشهد عليه هذه الأزمة الاستثنائية.

مراسل الأناضول أجرى جولة ميدانية، أظهرت مدى الالتزام الكامل والشامل بإجراءات الحكومة الاحترازية؛ لمواجهة انتشار كورونا، من المواطنين واللاجئين، على حد سواء.

** ظرف استثنائي

وقال متصرف لواء الرمثا (الحاكم الإداري)، فراس أبو الغنم، خلال حديثه للأناضول: "يعيش الأردن ظرفاً استثنائيا؛ نتيجة أزمة وبائية أثرت على العالم بأسره، ونحن اليوم أمام اختبار حقيقي في مواجهته، عبر العديد من الإجراءات الحكومية".

وتابع "الواجب الإنساني المناط بأجهزتنا الأمنية والمؤسسات الحكومية، يحتم علينا اتخاذ كافة التدابير والإجراءات؛ لحماية الأردنيين والمقيمين على أرض المملكة، من الإصابة بهذا الفيروس القاتل".

** لا مكان للتفرقة

وشدد أبو الغنم على أنه "لا مكان في الأردن للتفرقة في التعامل مع مواطن ولاجئ، فالخطر يحدق بنا جميعاً، ولا بدّ من سمو المفاهيم الإنسانية على أي مفاهيم أخرى".

متحدث الأمن العام المقدم عامر السرطاوي، أكد للأناضول "أن الالتزام في منطقة سهل حوران ولواء الرمثا بالإجراءات الحكومية على أعلى مستوى، ونحن حريصون على تنفيذ أمر الدفاع المتمثل بحظر التجوال".

وأضاف "توجيهات الملك عبد الله الثاني (عاهل البلاد) واضحة كل الوضوح، سلامة المواطن فوق كل اعتبار، وهذا ما نسعى له، فلا مجال للاستهتار ولن نسمح به".

** التزام على أعلى مستوى

وأوضح السرطاوي "هناك تفهم واضح من الجميع في لواء الرمثا، مواطنين ولاجئين، الكل يدرك أن الإجراءات لسلامتهم وحمايتهم من كورونا القاتل".

وأشار إلى أن السلطات المحلية حريصة على تطبيق القوانين والتعليمات "لنعبر هذه الازمة بخير وسلام".

واعتبر السرطاوي أن الأوامر الرسمية "ليست مجرد أوامر كتابية وإنما تنفيذها واجب على الجميع".

واستدرك "بالرغم من الالتزام، إلا أن هناك مخالفين، ونعمل على ضبطهم واتخاذ الإجراء الرادع بحقهم؛ لحماية المجتمع والحفاظ على سلامته، لأن هذه الأولوية التي نعمل جميعا من أجلها، ولن نسمح لأحد بالتعدي عليها وتهديد الأمن وسلامة المجتمع".

من جهته، أكد متحدث المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالأردن، محمد الحواري للأناضول أن "خطة الاستجابة التي تتبعها المفوضية تتوافق مع الخطة الوطنية".

** حماية اللاجئين السوريين

وزاد "نتابع في المفوضية تلك الإجراءات باهتمام بالغ، وما لها من أثر واضح في حماية اللاجئين السوريين بمختلف مناطق المملكة وفي المخيمات الخاصة بهم".

ومضى بالقول "شمال المملكة من أكثر مناطق الأردن تواجداً للاجئين السوريين، بحكم القرب الجغرافي من بلادهم، وحرص المؤسسات الحكومية والجهات الأمنية هناك للحفاظ على سلامتهم وصحتهم، مثال في الإنسانية التي نحّت أي اعتبارات في التعامل معهم".

ويوجد في الأردن نحو مليون و390 ألف سوري، قرابة نصفهم مسجلين بصفة "لاجئ" في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في حين أن 750 ألفا منهم يقيمون في البلاد قبل عام 2011، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية.

وكغيره من دول العالم، اتخذ الأردن، الذي سجل حتى نهاية الخميس 212 إصابة بكورونا، بينها حالة شفاء واحدة، العديد من الإجراءات الاحترازية؛ حيث فعّل قانون "الدفاع"، وأدخل الجيش على خط المواجهة مع الفيروس القاتل.

وأدى الازدياد الملحوظ في أعداد الإصابات بالمملكة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير للحيلولة دون انتشار الفيروس.

وفرضت الحكومة "حظر تجوال" مفتوح، بدأ السبت، وأغلقت العاصمة عمان والمحافظات، أمام حركة الدخول والخروج منها وإليها.

وحتى صباح الجمعة، وصل عدد المصابين بكورونا إلى أكثر من 536 ألف شخص حول العالم، بينما تجاوز عدد الوفيات الـ 24 ألف شخص، فيما تعافى أكثر من 124 ألفا.

وأجبر انتشار الفيروس دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر تجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın