تركيا, دولي, الدول العربية, فلسطين, قطاع غزة

فيدان: تركيا ستظل نفَسا لغزة وأملا لفلسطين

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قال إن "تركيا مثلما أدت ما يقع على عاتقها في تنفيذ الاتفاق المبرم فهي مستعدة لبذل المزيد في المرحلة المقبلة أيضا"

Büşranur Keskinkılıç, Sümeyye Dilara Dinçer, Ömer Aşur Çuhadar  | 17.10.2025 - محدث : 18.10.2025
فيدان: تركيا ستظل نفَسا لغزة وأملا لفلسطين

Ankara

أنقرة / الأناضول

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، إن بلاده ستظل نفَسا لغزة وأملا لفلسطين.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني يوهان فاديفول، في مقر وزارة الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة.

وأشار فيدان إلى أنه بحث مع فاديفول قضية غزة، وأنهما أكدا تطلعهما إلى استمرار وقف إطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون انقطاع، ووقف الحرب بشكل دائم.

وذكر أن تنفيذ حل الدولتين يمثل خطوة أساسية من أجل تحقيق سلام دائم في المنطقة.

وأوضح فيدان أنه وفاديفول متفقان بشأن ضرورة الحفاظ على أجواء السلام التي تشكّلت في غزة وعدم تقويض وقف إطلاق النار، وعلى أهمية اتخاذ الخطوات اللازمة لإرساء التعاون الدولي في هذا الصدد.

وشدد على أنه أكد خلال اللقاء أن كل خطوة بنّاءة ستتخذها دول أوروبا، وخاصة ألمانيا، بشأن المشاكل المتعلقة بفلسطين وغزة، سوف تحمل قيمة كبيرة.

وأضاف أن "تركيا مثلما أدت ما يقع على عاتقها في تنفيذ الاتفاق المبرم، فهي مستعدة لبذل المزيد في المرحلة المقبلة أيضا".

ولفت إلى وجود إرادة تامة في هذا الصدد وضعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما يخص المشاركة في أي آلية دولية محتملة مثل "قوة المهام" أو "مجلس السلام" أو "قوة الاستقرار الدولية"، وهي مواضيع لم تتضح معالمها بالكامل بعد.

وأكد وزير الخارجية التركي أن كل خطوة تُتخذ يجب أن تخدم تحقيق السلام الدائم.

وقال إن تركيا كثفت جهودها الإغاثية بصورة أكبر مباشرة عقب وقف إطلاق النار الذي تحقق في غزة.

وتابع: "في هذا الإطار، قمنا في وزارة الخارجية بتعيين أحد سفرائنا منسقا للمساعدات الإنسانية. وهذا السفير هو السيد محمد غولّو أوغلو، الذي شغل سابقا منصب رئيس إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)".

وأعلن وزير الخارجية التركي أن غولّو أوغلو باشر مهامه بالفعل.

وكشف أن هدف تركيا في هذا الصدد، أن يتولى المنسق مهمة ضمان التنسيق بين منظماتها الإغاثية ومنظمات المجتمع المدني العاملة على الأرض، وبين الجهات الدبلوماسية والدول الأخرى.

فيدان أكد أيضا أن المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة يجب أن تكون طويلة الأمد ومنظمة.

وأضاف: "ستستمر تركيا في أن تكون نَفَسا لغزة وأملا لفلسطين، كما سنواصل دعمنا النشط للجهود الرامية إلى إعادة إعمار غزة".

وشدد الوزير التركي على أن "كل مبنى سينهض في غزة سيكون نتاج الضمير المشترك للإنسانية".

وأردف: "ما زلنا في بداية الطريق، وهدفنا النهائي هو تنفيذ حل الدولتين وإقامة شرق أوسط يسوده السلام والازدهار رغم كل الآلام".

وأكد فيدان أن استمرار أجواء وقف إطلاق النار في غزة يعد الأولوية الأولى لتركيا.

وقال إنه "في الوقت نفسه، من المهم للغاية استمرار دخول المساعدات الإنسانية دون انقطاع. وأحياناً نسمع بعض التصريحات من إسرائيل، وهذا أمر يثير القلق لدينا".

وتساءل: "ترى هل ستستخدم إسرائيل عدم قدرة حركة حماس على إخراج الجثث تحت الأنقاض، بسبب نقص الأدوات والمعدات، ذريعة لتقويض وقف إطلاق النار مرة أخرى؟ المجتمع الدولي قلق بشأن هذا الموضوع".

ولفت فيدان إلى أن الجرائم ضد الإنسانية، والدمار، والقتل في غزة يحدث أمام الكاميرات، وهو ما أصاب المجتمع الدولي بذهول شديد بحيث أصبحت هناك حساسية كبيرة الآن لإنهاء ذلك في أقرب وقت.

وأضاف: "يجب أن يستمر هذا الوضع، ومن الضروري بشكل خاص أن يتحول اتفاق وقف إطلاق النار إلى اتفاق دائم، وأن تبدأ إعادة الإعمار في غزة، فهذا أمر في غاية الأهمية. والأهم من ذلك تحقيق السلام الدائم من خلال تنفيذ حل الدولتين".

وأشار إلى انعقاد بعض الاجتماعات بهذا الخصوص، مضيفا: "هناك خطوات يجب اتخاذها من أجل غزة، وخطوات يجب اتخاذها من أجل حل الدولتين. حالياً، ثمة نقاشات مبكرة بشأن كيفية إنشاء قوة استقرار لغزة، وطبيعة القرار الذي يجب أن يمرره مجلس الأمن الدولي. نحن نتابع هذه الأمور عن كثب".

وشدد على ضرورة أن يظهر المجتمع الدولي حضوراً فاعلاً، مؤكدا أن حضور القادة في شرم الشيخ لم يقتصر على توقيع الاتفاقيات في ذلك اليوم فقط، بل خلال الوقت الذي قضوه هناك، اجتمع القادة الأوروبيون وقادة المنطقة، والرئيس أردوغان شارك في مناقشات مهمة حول ما يجب أن تكون عليه الخطوات المستقبلية للوصول إلى تفاهم مشترك.

وأوضح أن الاجتماع على مستوى القادة في شرم الشيخ كان استكمالا لاجتماع وزراء الخارجية الذي عقد قبل 10 أيام في باريس، وقال إن القادة الأوروبيين وقادة المنطقة ناقشوا بشكل خاص خطط إعادة الإعمار والسلام في غزة.

وأردف: "يجب تجاوز العقبات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية الميدانية على الفور. فهناك مخاطر واسعة للأمراض تم الإبلاغ عنها اليوم. كما أن هناك تقارير تفيد بعدم وصول كميات كافية من الأدوية والغذاء والمواد الأساسية إلى بعض الأماكن، ويجب توضيح هذه الأمور. وستستمر أعمالنا في هذا الاتجاه إن شاء الله، بالتعاون مع الدول الصديقة، وعلى رأسها ألمانيا".

والاثنين الماضي، احتضنت مصر "قمة شرم الشيخ للسلام" برئاسة الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، وتم خلالها توقيع إعلان شرم الشيخ للسلام والازدهار، الذي يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ومنذ ظهر 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ سريان المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس تل أبيب، بعد عامين من الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة.

والاتفاق يستند إلى خطة طرحها ترامب، وتوصل إليه الطرفان إثر مفاوضات غير مباشرة بمنتجع شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

والخميس، عيّنت تركيا محمد غولّو أوغلو منسقا عاما للمساعدات الإنسانية إلى فلسطين، بهدف متابعة جهود الإغاثة في قطاع غزة ميدانيا وضمان التنسيق بين المؤسسات والجهات المعنية.

وتعد تركيا من أبرز الدول التي قدمت مساعدات لغزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، إذ أرسلت منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 نحو 102 ألف طن من المساعدات الإنسانية بحرا وجوا.

كما أرسلت في 14 أكتوبر الجاري سفينة تحمل 865 طنا من المساعدات الإنسانية من ميناء مرسين إلى ميناء العريش المصري، تمهيدا لإيصالها إلى غزة.

ومنذ بدء إبادتها الجماعية بغزة في 8 أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل 67 ألفا و967 فلسطينيا، وأصابت 170 ألفا و179 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، بينما أزهقت المجاعة التي تسببت بها أرواح 476 فلسطينيا بينهم 157 طفلا، ودمرت القطاع الذي يحتاج 70 مليار دولار لإعادة إعماره، وفق تقديرات أممية.

- العلاقات التركية الألمانية

من جهة أخرى، أشاد فيدان بالعلاقات بين أنقرة وبرلين، لافتا إلى أن المستشار الألماني فريدرش ميرتس، يعتزم زيارة تركيا قريبا، وأنه ناقش مع فاديفول التحضيرات الخاصة بهذه الزيارة.

وأوضح أن إجمالي حجم التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي يبلغ 220 مليار دولار، وهو ما يشكل مكانة مهمة في إجمالي حجم التجارة التركية، وأن بينها 50 مليار دولار مع ألمانيا وحدها.

وقال: "ألمانيا تعد من أكبر شركائنا التجاريين، ونؤمن بأننا سنتمكن في المستقبل القريب من رفع حجم تجارتنا الثنائية إلى 60 مليار دولار، لأننا نرى مدى كثافة العلاقات بين رجال الأعمال والطلاب وسائر أشكال التفاعل الاجتماعي بين البلدين".

وأكد فيدان أن كل هذه التفاعلات تولّد أنشطة اقتصادية ومشروعات وفرص استثمار جديدة، معربا عن اعتقاده أن هذا المسار سيتقدم أكثر في المرحلة المقبلة.

كما لفت إلى أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لتركيا، وأنه يجب في هذا الإطار عدم إضاعة الوقت وبدء مفاوضات تحديث الاتحاد الجمركي بين الجانبين.

ودعا وزير الخارجية التركي الجانب الألماني إلى دعم هذا المسار.

وأشار إلى أن التحرك وفق رؤية استراتيجية طويلة المدى في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي يصب في مصلحة الطرفين المشتركة.

وطالب فيدان الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن موقفه المتحيز الذي أصبح رهينة لحسابات سياسية ضيقة لبعض الدول الأعضاء.

وأوضح أن المشاركة الفاعلة لتركيا في آلية برنامج العمل الأمني لأوروبا "SAFE"، وتطوير مشاريع مشتركة في هذا الإطار لها أهمية حاسمة.

- التطورات في سوريا

في سياق آخر، قال فيدان إن تركيا تتابع عن كثب مفاوضات الاندماج التي تجريها الحكومة السورية مع تنظيم "قسد" (الذي يشكّل عناصر "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي عموده الفقري).

وأكد أن تركيا تنتظر إسهام عملية الاندماج هذه بشكل ملموس في أمن البلاد وتلبية تطلعات الشعب ودعم التنمية الاقتصادية.

وزاد: "في هذا السياق، من الضروري تمكين الحكومة السورية من بسط سيطرتها على شمال شرق البلاد وعلى الموارد الطبيعية هناك".

- الحرب بين روسيا وأوكرانيا

وأشار وزير الخارجية التركي إلى أنه ناقش مع نظيره الألماني الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وأنهما تبادلا الآراء بشأن السيناريوهات المحتملة للسلام ووقف إطلاق النار.

وقال إن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا، وإنهاء الحرب، ومنع انتشارها إلى مناطق أخرى في أوروبا أو غيرها، كلها أمور بالغة الأهمية.

وفيما يتعلق باللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست، قال فيدان إنه "يلزم على أي وسيط أن يتحدث مع كلا الطرفين".

وأضاف: "رأينا أن السيد ترامب التقى أولاً السيد بوتين في ألاسكا، ثم التقى لاحقاً في واشنطن العاصمة بالطرف الآخر، أي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكذلك مع القادة الأوروبيين".

وشدد على أن حدوث لقاء بين ترامب وبوتين لا يعني أن القرار يُتخذ دون حضور أوكرانيا، فالولايات المتحدة حالياً لا تتصرف كوسيط بهذه الطريقة، بل تتحدث مع كلا الطرفين بشكل منفصل.

وأوضح أنه عندما قامت تركيا بأنشطة الوساطة، فإنها أجرت مفاوضات منفصلة مع كلا الجانبين الروسي والأوكراني، كما جمعت الطرفين في ثلاث جولات بإسطنبول.

وذكر فيدان أن هذه الجهود الثلاثة التي احتضنتها تركيا أسست في الواقع الأرضية للقاءات التي تحدث الآن على مستوى القادة.

وفي تدوينة عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال" الأمريكية، الخميس، أعلن ترامب لقاء سيجمعه مع نظيره الروسي في العاصمة المجرية بودابست من أجل ما قال إنه "لإنهاء هذه الحرب المخزية بين روسيا وأوكرانيا"، دون أن يحدد موعد اللقاء.

وتشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın