الدول العربية

عبر "ديالي".. المغرب يدخل عالم صناعة السيارات الكهربائية (تقرير)

** الاقتصادي المغربي، محمد نظيف: - يجب رفع نسبة الإدماج المحلي في هذه الصناعة لتقوية تنافسيتها

Khalid Mejdoub  | 18.11.2025 - محدث : 18.11.2025
عبر "ديالي".. المغرب يدخل عالم صناعة السيارات الكهربائية (تقرير)

Rabat

الرباط / الأناضول

** الاقتصادي المغربي، محمد نظيف:
- يجب رفع نسبة الإدماج المحلي في هذه الصناعة لتقوية تنافسيتها
- البلاد تحتوي على المواد الأولية لصناعة البطاريات، وهو مصدر اهتمام الدول
** مدير الهندسة بشركة "نيو موتورز" عبد الرحيم السالكي:
- نتوقع صناعة البطاريات في البلاد العام المقبل، وهي تمثل جزءا كبيرا بقطاع السيارات
- تمكن البلاد من تصنيع جميع أجزاء هذه السيارات سيقوي تنافسيتها

باسم "ديالي" الذي يعكس الاعتزاز بالهوية واللهجة الدارجة، دخل المغرب، في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، غمار صناعة السيارات الكهربائية محليا، بعد تجربة مماثلة ولكن لصالح شركة فرنسية.

ففي ذلك اليوم، كشفت شركة "نيو موتورز" المغربية، عن تصنيعها "Dial-E" أول سيارة كهربائية صغيرة محلية الصنع، وذلك خلال فعاليات الدورة الثالثة لليوم الوطني للصناعة في العاصمة الرباط، بتنظيم من وزارة الصناعة والتجارة، وبالشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب.

هذه السيارة الكهربائية تعدّ الأولى محلية الصنع، منذ إعلان شركة "سيتروين" الفرنسية، في 27 فبراير/ شباط 2020، إنتاج سيارة مماثلة تحت اسم "Ami" في مصنع ستيلانتيس بمدينة القنيطرة شمال غرب المغرب.

ووفق تصريحات صحفية لإعلام محلي ودولي، بيّن مؤسس ورئيس الشركة المصنّعة "نيو موتورز"، نسيم بلخياط، أن "ديالي" تعني بالدارجة المغربية "ملكي" أو "خاصتي"، لتكون "Dial-E" الكهربائية "ديالي" أي السيارة الكهربائية خاصتي.

كما أن ​​​الحرف "E" له معنيان في الوقت ذاته: Electric أي كهربائية، وÉcologique أي صديقة للبيئة.

ويتطلب شحن بطارية هذه السيارة ساعتين، ما يمكّنها من السير مسافة 150 كيلومترا، بسرعة قصوى تصل إلى 85 كيلومترا في الساعة، ضمن خطة لإنتاج 10 آلاف وحدة (سيارة) سنويا.

الاقتصادي المغربي، محمد نظيف، يرى ضرورة رفع نسبة إدماج المكونات محلية الصنع في هذه الصناعة، لتقوية تنافسيتها وتخفيض الأسعار.

ويلفت نظيف، في حوار مع الأناضول، إلى أن بلاده تحتوي على المواد الأولية لصناعة البطاريات، وهو ما يشكل مصدر اهتمام العديد من الدول.

من جهته، توقع مدير الهندسة بالشركة المصنّعة "نيو موتورز" عبد الرحيم السالكي، في حديث مع الأناضول، بدء تصنيع البطاريات في بلاده العام المقبل، ويرى أن البطاريات تمثل جزءا كبيرا في صناعة هذه السيارات.

واستطاع المغرب دخول مصاف الدول المصنعة للسيارات الكهربائية، بعد تجربة "كبيرة" في قطاع السيارات جعلته يصدّر 700 ألف سيارة بصناعة محلية (تسير بالوقود) سنويا.

كما أن المملكة تتمتع بقدرة إنتاجية تبلغ 107 آلاف سيارة كهربائية سنويا، وفق تصريحات صحفية سابقة لوزير الصناعة رياض مزور.

** تصنيع محلي

لدى الإعلان عن إطلاق تسمية "ديالي" على أول سيارة مغربية محلية الصنع، في نوفمبر الجاري، ذكر بلخياط أن تسويق السيارة "سيكون عام 2026"، مضيفا أن الشركة "تستهدف السوقين الأوروبية والأمريكية".

وأوضح أن الشركة "خططت لإنتاج 10 آلاف سيارة كهربائية سنويا"، مضيفا أن سعرها "يبدأ من 100 ألف درهم مغربي (10 آلاف دولار أمريكي)".

وتم تأسيس "نيو موتورز" عام 2017، وهي متخصصة في صناعة السيارات، حيث بدأت الإنتاج عام 2023 في مصنع بضواحي الرباط.

وفي 21 ديسمبر/ كانون الأول 2020، كشف المغرب عن نموذج محطة لشحن السيارات الكهربائية تم إنتاجها محليا.

وأعلن المغرب في سبتمبر/ أيلول 2024، بدء تسويق سيارة داسيا جوغر "هجينة"، بعد شهرين من تصنيعها بمدينة طنجة (شمال)، والتي تجمع بين محركين أحدهما يعمل بالوقود والآخر كهربائي، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد.

وقال عبد الرحيم السالكي، مدير الهندسة في "نيو موتورز"، للأناضول، إن الشركة بدأت منذ سنوات في تطوير السيارات محلية الصنع.

وأوضح السالكي أن الشركة تصنع حاليا 3 أنواع من السيارات، من بينها السيارة الكهربائية.

ولفت إلى أن تصنيع هذه السيارة الكهربائية من الحجم الصغير محليًّا "مصدر فخر للبلاد".

واعتبر السالكي أن نسبة الإدماج بهذه السيارة تبلغ 50 بالمئة من إنتاج جميع مكوناتها محليا، مضيفا أن الوصول إلى إنتاجها محليا بنسبة 100 بالمئة "ليس سهلا".

ولفت إلى أن هذه السيارات سيتم تسويقها داخل البلاد وخارجها.

وتوقع بدء تصنيع البطاريات في المغرب في غضون العام 2026، معتبرا أن البطاريات تمثل جزء كبيرا في إنتاج السيارات الكهربائية.

كما ذكر أن الوصول إلى صناعة البطاريات محليا سيعود بالنفع على البلاد وشركائها في المجال، فضلا عن الانعكاس الإيجابي على المنظومة الصناعية والمناخية.

وتحدث السالكي عن منافسة كبيرة مع الصين في مجال السيارات الكهربائية، مضيفا أن تمكن بلاده من تصنيع جميع أجزاء هذه السيارات سيقوّي من تنافسيتها.

* رفع التنافسية

بدوره، وصف الخبير الاقتصادي المغربي محمد نظيف، الخطوة بأنها "إيجابية"، ورأى أنها ستدعم قطاع السيارات والصناعة في بلاده، فضلا عن خلق فرص عمل جديدة.

وقال للأناضول إن" هذه الخطوة ستساهم في رفع تنافسية" المغرب في هذا القطاع.

نظيف دعا إلى رفع نسبة الإدماج المحلي في هذه الصناعة من أجل تقوية التنافسية وتخفيض الأسعار.

وفي هذا المجال، اعتبر أن البلاد مدعوة إلى الرفع من نسبة الإدماج بالنظر إلى كون أسعار قطع الغيار تخضع لتقلبات السوق الدولية، فضلا عن سياق الحرب الاقتصادية الدولية، خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ما ينعكس على التجارة الدولية.

وأوضح أن "رفع نسبة الإدماج سيقلص من التبعية للخارج، وتحقيق الاكتفاء الذاتي"، مشددا على ضرورة استحضار المنافسة الدولية.

وبخصوص البطاريات، أشار نظيف إلى أن البلاد "تحتوي على المواد الأولية اللازمة لصناعة البطاريات، ما يشكل مصدر اهتمام العديد من الدول".

وأكد على أهمية التكوين (التدريب المهني) للشباب في هذا المجال، والاستفادة من الكفاءات الوطنية والكوادر من المغتربين، من خلال التشجيع والتحفيز وتوفير الظروف.

كما لفت إلى أهمية الاهتمام بالابتكار والبحث العلمي في هذا المجال، معتبرا ذلك أحد أهم المحاور لتطوير القطاع.

و16 أكتوبر 2024، أعلن رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، خلال الدورة الثانية لليوم الوطني للصناعة في مدينة بن جرير (وسط)، أن المملكة أصبحت أول منتج للسيارات في إفريقيا.

وقال أخنوش: "أصبحت البلاد أول منتج للسيارات على صعيد القارة الإفريقية، والمُصدّر الأول للسيارات الحرارية (تعمل بالوقود) إلى الاتحاد الأوروبي".

وأضاف: "هذا الإنجاز يعكس تحولنا من التجميع إلى التصنيع المتقدم، مع التركيز على الابتكار والاستدامة".

ولفت أخنوش حينها إلى أن بلاده "استطاعت تصنيع أكثر من 570 ألف سيارة خلال 2023، ما يعني تقريبا سيارة في كل دقيقة".

هذا الإعلان الذي كان سابقًا للكشف عن سيارة "ديالي"، يعكس التقدم المستمر في القطاع.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.