طائرات ورقية تحارب "كورونا" في سماء مصر
أبدع بعض صناع الطائرات هذا العام بإضافة قناع وقفازين إلى مجسمها.. فيما يجعل آخرون الغلاف على شكل الفيروس
Istanbul
القاهرة / الأناضول
بينما يواجه "الجيش الأبيض"، وهو لقب بات يشتهر به الأطباء في مصر، فيروس كورونا، في المشافي ومقار العزل، تغطي سماء البلاد جيوش أخرى، لكنها هذه المرة تتحدى الفيروس بالمرح والتوعية، عبر إطلاق "طائرات ورقية".
وبدلًا من سماع صوت الألعاب النارية بكثافة في شهر رمضان هذا العام، تبدلت الأحوال في زمن "كورونا"، وصارت أسطح المنازل في مختلف محافظات مصر، ساحات تنطلق منها إلى السماء بفرحة طائرات ورقية مصنوعة من أعواد خشبية سداسية أو دائرية الشكل.
وعقب اكتمال هيكلها الخشبي، تُغلف أعواد الطائرة بأوراق شفافة، وتضاف إليها في الذيل عناقيد مصنوعة من أكياس بلاستيكية، وتربط باتزان عن طريق خيط متين، يساعد على توجيه الطائرة في الهواء.
ووفق مشاهدات وشهود عيان، تمتلأ سماء مصر، قبيل غروب كل يوم بأكثر من ساعة، بتلك الطائرات، في ظل جو ربيعي مناسب ومشجع لحركة الطيران البدائية.
مواجهة الخوف
قال عبودة رضا، من حي الطالبية (غرب العاصمة القاهرة) لصحيفة "اليوم السابع" (خاصة): "بالذات في أيام كورونا نطلع (نصعد) لنقضي وقتا حلو على الأسطح، ونخرج من الجو النفسي اللي عايشينه (الذي نعيشه) داخل البيت، وأنا أنصح أي أحد خايف من كورونا يطير طائرة".
وسجلت مصر، حتى الإثنين، 6813 حالة إصابة بالفيروس، بينها 1632 حالة تعافٍ، و436 حالة وفاة.
وحسب مقطع فيديو نقلته الصحيفة، الإثنين، تحت عنوان "الطائرات الورقية تتحدى كورونا في الطالبية"، انتشر في سماء ذلك الحي عشرات الطائرات الورقية.
وباتت تلك العادة، وهي تعود لسنوات كثيرة، متنفسًا لشاب يدعى "صابر" وأصدقائه "في وقت كورونا، مع عدم التجمع الكبير، حرصا على قضاء وقت جميل قبل الغروب دون ضرر"، وفق المصدر ذاته.
قناع وقفازان
غربي محافظة الإسكندرية شمالي مصر، تتحدى إحدى الطائرات الورقية واقع "كورونا" بشكل مرح، حيث ثبت شباب عليها قناعًا وقفازين، وهما السلاحين البارزين في مواجهة الفيروس.
ونشرت صحيفة "المصري اليوم" (خاصة)، الإثنين، صورًا لتلك الطائرة، ونقلت عن صانعها طه محمد قوله: "صممت على وضع الكمامة والقفازين على هيكل الطائرة حتى تكون مدعاة للمواطنين للالتزام خوفًا من كورونا".
وأضاف أن "الطائرة الورقية ليست مجرد هيكل يطير في الرياح ليستمتع به الأطفال أو الشباب للتسلية في وقت الحظر مثلا، وإنما من وجهة نظري هي بمثابة وسيلة لتشجيع المواطنين على الالتزام بالكمامة والقفازات".
وتتراوح أسعار الطائرات الورقية في الإسكندرية بين 50 جنيها (نحو 3 دولارات) و400 جنيه (قرابة 25 دولارا).
وتحولت الطائرات الورقية في مصر إلى مصدر فرحة للكبار والصغار، بحسب تقارير صحفية أفادت بوجود طائرات ورقية صنعت في محافظة دمياط (دلتا النيل/ شمال) على شكل فيروس "كورونا" المتداول، ويبلغ سعرها 120 جنيها (نحو 7 دولارات).
انتصار للطائرات
هذه الأجواء، التي برزت بالتزامن مع جائحة "كورونا"، لفتت أنظار نشطاء على منصات تواصل اجتماعي وإعلاميين بارزين، منذ أبريل/ نيسان الماضي.
وقال حساب "Mohamed Saber" : "الطائرات الورقية تملأ سماء القاهرة".
فيما قال حساب "محمد عيد" إن الفيروس أجبر طائرات عملاقة على عدم الطيران، دون أن يستطيع منع تحليق الطائرات الورقية.
واضطر الفيروس دول العالم على غلق حدودها، وتعليق رحلات الطيران، وتعطيل الدراسة، وفرض حظر للتجوال، إضافة إلى إغلاق دور العبادة ومنع التجمعات العامة.
وقالت صفاء فيصل، مدير مكتب شبكة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالقاهرة، في مقال لها: "لم يجد سجناء البيوت في زمن حظر التجول من سلوى لقتل الملل سوى الوقوف على أسطح المنازل لإطلاق سراح الطائرات الورقية".
وأضافت: "انتصرت الطائرات الورقية على منصات السوشيال ميديا والهواتف الذكية وجنون أخبار فيروس كورونا، ولو إلى حين".
وأصاب "كورونا"، حتى مساء الإثنين، أكثر من 3 ملايين و632 ألفا حول العالم، توفى منهم ما يزيد عن 251 ألفًا، وتعافى أكثر من عن مليون و184 ألفًا، بحسب موقع "worldometer" المختص بإحصاء ضحايا الفيروس.الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
