تشاووش أوغلو: تركيا وإيران تدعمان وحدة الأراضي السورية
في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان

Ankara
أنقرة/ الأناضول
أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن بلاده وإيران "تدعمان بقوة وحدة الأراضي السورية".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في العاصمة أنقرة.
وقال: "تركيا وإيران تدعمان بقوة وحدة الأراضي السورية ووحدتها السياسية".
ولفت أن الحرب في سوريا "مستمرة منذ أكثر من 11 عامًا، وشهدت إراقة دماء كثيرة وظلما وبؤسا"، مضيفًا:" وفي هذا الإطار، اتخذنا خطوات مهمة مثل تبادل الأسرى وتأسيس اللجنة الدستورية وذلك في إطار صيغة أستانة".
وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات تركز على النتائج من أجل الاستقرار والسلام الدائم.
وأردف: "وفي هذا السياق، بدأنا مرحلة تواصل مع النظام (السوري) ومحادثات على مستوى الاستخبارات، إضافة إلى الاجتماع الثلاثي في موسكو".
وأكد وجود خطط حاليًا لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في المرحلة المقبلة.
وأوضح أنهم أطلعوا إيران بخصوص الاجتماعات التي عقدوها، وقال:" في محادثاتنا اليوم، أكدنا أن مساهمة إيران في هذه العملية مهمة للغاية أيضًا، وفي الفترة المقبلة، سنعمل مع إيران بتعاون وثيق لضمان أن تؤتي هذه الخطوات بثمارها".
ونهاية ديسمبر/كانون الأول 2022 احتضنت العاصمة موسكو اجتماعا ثلاثيا جمع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، مع نظيريهما الروسيين والسوريين.
وفيما يتعلق باستفزازات تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في السويد، قال تشاووش أوغلو:" إذا كانت السويد تعتقد أنها تشتت انتباهنا من خلال اللعب بالكلمات فهي تخدع نفسها".
وأضاف: "إما أن تقعوا ضحية للإرهاب (بي كي كي)، أو نمضي قدما بتطبيق المذكرة الثلاثية انطلاقا من التفكير بأمننا جميعا".
وفي رده على سؤال حول قرار النيابة العامة السويدية بعدم ضرورة فتح تحقيق فيما يخص استفزازات "بي كي كي"، أكد تشاووش أوغلو أن قرار النيابة العامة "عبثي للغاية".
وأشار أن "من قام بهذا الاستفزاز هم الإرهابيون وهو عمل عنصري ويتضمن كراهية"، محذرًا من أنه لا ينبغي لأحد أن يحاول خداع تركيا بالقول إن "هناك حرية تعبير في السويد، لذا فهذه ليست جريمة".
وتابع: "هذا عمل عنصري ويتضمن جريمة كراهية، لذلك فهو منافٍ للقيم العالمية، وجريمة وفقًا للقانون الدولي".
والخميس الفائت، تجمع عدد من أنصار التنظيم الإرهابي أمام مبنى البلدية التاريخي في ستوكهولم، وعلقوا دمية تصور الرئيس أردوغان على عمود قرب المبنى.
ونشرت حسابات مرتبطة بالتنظيم الإرهابي مقطعا مصورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر لحظات تعليق الدمية من قدميها، وذيّل المقطع المصور بعبارات تهديدية باللغة التركية تستهدف تركيا والرئيس أردوغان.
من جهة أخرى، أوضح تشاووش أوغلو أنه بحث مع نظيره الإيراني مسائل هامة بينها العلاقات التجارية والطاقة ومكافحة الإرهاب والتطورات الإقليمية.
وأكد أن البلدين سيواصلان جهودهما المشتركة في ضوء المشاورات فيما يخص الخطوات التي سيتخذانها من أجل تحقيق هدف التجارة الثنائية البالغ 30 مليار دولار، مشددًا على ضرورة عقد الاجتماع الـ 29 للجنة الاقتصادية المشتركة بأقرب وقت.
ولفت إلى وجود نحو 200 شركة تركية تستثمر في إيران.
كما أشار تشاووش أوغلو إلى وجود انخفاض في توريد الغاز الطبيعي من إيران خلال العام الماضي وأشهر الشتاء العام الحالي، وتناقصت من 30 مليار متر مكعب إلى 6 مليارات متر مكعب.
وأردف:" إذا كان هناك عطل تقني فإننا مستعدون للمساهمة لإزالته".
وفي شأن أخر، ذكر تشاووش أوغلو أن تركيا وإيران بلدين يواجهان خطر الإرهاب، مبينًا أن بلاده تتخذ التدابير اللازمة من أجل القضاء على تهديد "بي كي كي".
وأضاف:" مع الأسف هناك وجود لبي كي كي في إيران، وفي هذا الصدد، قامت وزارة الداخلية والوحدات الأمنية والاستخبارات لدينا بمشاركة المعلومات اللازمة في السابق".
وأشار تشاووش أوغلو أن المنطقة أصبحت أشبه بـ "فرصة ذهبية" للإرهابيين نتيجة للوضع المستمر منذ 11 عامًا في سوريا، مبينًا أن هدف "واي بي جي" و"بي كي كي" واضح في سوريا.
وأردف:" يهدفون إلى تقسيم سوريا بدعم من بعض البلدان، أي أنهم يعتزمون تأسيس دولة إرهابية".
ولفت أن تركيا منعت هذه الخطط عبر عملياتها ضد داعش وبي كي كي.
وأضاف:" على الرغم من تطهير بعض المناطق من الإرهابيين ودعمنا لعودة السوريين إليها، إلا أن وجود واي بي جي في غرب الفرات وشمال شرقي سوريا مستمر في ازدياد، ونحن نستهدفهم".
كما أكد تشاووش أوغلو على الوجود الكبير لـ "واي بي جي" شمالي العراق، مبينًا أن هذا تهديد خطير على البلد المذكور.