الدول العربية, فلسطين

"باب الساحة" بنابلس.. ميدان برمزيات تاريخية وسياسية (تقرير)

يقول سكان وخبراء، إن لباب الساحة مكانة خاصة، تعود إلى زمن الناصر صلاح الدين الأيوبي، وتحرير المدينة من الصليبين، وزاد أهمية في العصر العثماني، ولا تزال مقصدا لأنشطة سياسية واجتماعية

05.04.2023 - محدث : 07.04.2023
"باب الساحة" بنابلس.. ميدان برمزيات تاريخية وسياسية (تقرير) "باب الساحة" بنابلس.. ميدان برمزيات تاريخية وسياسية

Ramallah

نابلس/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

- يعد ميدان "باب الساحة" واحد من أشهر وأقدم الميادين في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
- للميدان مكانة خاصة، تعود إلى زمن الناصر صلاح الدين الأيوبي، وتحرير المدينة من الصليبين.
- زادت أهميته في العصر العثماني وما زال مقصدا لأنشطة سياسية واجتماعية.
- تتوسط الساحة متاجر ومحال ومسجد، ومبنى السرايا العثماني، وأقيم في قلبها برج الساحة في زمن السلطان عبد الحميد الثاني.

يعد ميدان "باب الساحة" واحد من أشهر وأقدم الميادين في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وفلسطين عامة، وما يزال الموقع يعد قلب نابلس النابض.

يقول سكان وخبراء، إن لباب الساحة مكانة خاصة، تعود إلى زمن الناصر صلاح الدين الأيوبي، وتحرير المدينة من الصليبين، وزاد أهمية في العصر العثماني، ولا تزال مقصدا لأنشطة سياسية واجتماعية.

والساحة تتوسط متاجر ومحال ومسجد، ومبنى السرايا العثماني، وأقيم في قلبها برج الساحة في زمن السلطان عبد الحميد الثاني.

يقول أحمد حرز الله (65 عاما)، صاحب متجر لبيع الخضار في باب الساحة، إن "للمكان أهمية عبر الزمان، فكان القلب النابض لنابلس القديمة".

وأشار في حديث للأناضول، إلى أنه ورث المتجر من والده، وعاش وكبر في البلدة القديمة.

ويضيف: "في سبعينيات القرن الماضي من ملك متجرا في باب الساحة يعني أنه من كبار التجار لما للموقع من أهمية اقتصادية واجتماعية".

وفي الساحة متاجر لبيع الملابس، والأثاث، ومطاعم شعبية، ومحال لبيع الخضار والأدوات المنزلية، وغيرها.

وأفاد حرز الله: "لا أتخيل أن أعيش في مكان غير باب الساحة، تمثل لي كل شيء".

ورغم التطور العمراني في المدينة وامتدادها خارج البلدة القديمة إلا أن أهالي نابلس والقرى المجاورة يزورونها.

على مدخل متجر حرز الله، صورا لعدد من الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة، بينهم نجله محمد المقاتل في جماعة "عرين الأسود" المسلحة.

وقتلت إسرائيل منذ بداية العام الجاري، 84 فلسطينيا غالبيتهم من مدينتي نابلس القديمة وجنين ومخيمها، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

يقول حرز الله، عشت هنا (في باب الساحة) كل حياتي، وشهدت على الاجتياحات والعمليات الإسرائيلية، انتفاضة الحجارة والأقصى والعمليات الأخيرة.

** برج الساعة العثماني

في الساحة التي يتوسطها برج ساعة شيد في زمن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وأعيد ترميمها في 2012 بتمويل من وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، يجلس الزوار والسياح على مقاعد خصصت للاستراحة.

ويقول عنان الرامي (37 عاما)، من مدينة رام الله، إنه يزور نابلس وبلدتها القديمة بين الحين والأخر.

وذكر للأناضول، أنه عادة ما يجلس في باب الساحة، لما لها من جمال خاص، "وهي كما يقال عنها دمشق الصغرى (للتشابه في البناء)".

واعتاد الرامي على ذلك منذ أن كان طالبا في جامعة "النجاح الوطنية" بنابلس.

ويقول السكان وأصحاب المتاجر في البلدة القديمة إنهم يعيشون أوضاعا صعبة جراء غلاء الأسعار، والعمليات الإسرائيلية في نابلس القديمة.

على مقربة من الساحة، وفي إحدى الزقاق القريبة تفوح رائحة الكنافة النابلسية، حيث يقع أحد أشهر محال الحلويات والذي يطلق عليه اسم "كنافة الأقصى".

في ساعات الظهيرة يعج المتجر بالزبائن، وغالبيتهم يتناولون الكنافة وقوفا أمام المتجر.

وتشتهر نابلس بالحلويات عامة، والكنافة خاصة.

** أنشطة سياسية واجتماعية

يعد ميدان باب الساحة، بحسب الكاتب والباحث نصير عرفات، مؤلف كتاب "نابلس مدينة الحضارات"، مقصدا للأنشطة السياسية والاجتماعية.

ويقول عرفات للأناضول: "باب الساحة الميدان الرئيسي في نابلس القديمة، وأصبح مقصدا لكل نشاط اجتماعي وسياسي، لوجود الساحة وموقعها والتفرعات الشوارع التي تلتقي هنا".

وأشار إلى أن باب الساحة كان نقطة انطلاق المسيرات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الحجارة (عام 1987)، والتي كانت نابلس دوما مشتعلة.

وعادة ما كانت تنطلق المسيرات من مسجد "النصر" الواقع في الساحة، التي "ودعت عشرات الشهداء"، وفق المتحدث.

وتقام في الساحة حتى اليوم عدة أنشطة، كتأبين الشهداء والاحتفالات الدينية كالمولد النبوي وفعاليات رمضانية.

** تاريخ الساحة

وعن تاريخ الساحة، يقول عرفات، إن لها ثلاثة أسماء ولكن منها دلالتها، وأولها (ساحة الحضرة) وذلك تخليدا لحضور القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي وتحرير نابلس من الصليبيين، عبر التسلل إلى داخل المدينة من نفق مياه روماني.

وأضاف أن "الاسم الثاني للساحة (ساحة المنارة)، نسبة إلى برج المنارة أو برج الساعة الذي يتوسط الساحة والذي شيد قبل 120 عاما بمناسبة اليوبيل الفضي لحكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني".

وأشار إلى أن "السلطان أهدى نابلس ساعة ألمانية الصنع لا تزال تعلو البرج".

وللموقع أهمية سياسية في العهد العثماني، حيث أقيم مبنى السرايا العثماني المطل على الساحة، الذي ضم مكاتب إدارية ورئاسة البلدية والمحافظة والمحاسبة، وفي الطابق الأرضي سجن واسطبلات للخيل.

وتحول المبنى اليوم إلى متاجر لأقمشة، فيما تسكن عائلات فلسطينية في الطابق العلوي.

أما الاسم الأكثر تداولا باب الساحة، وهو الاسم الشعبي للموقع، بحسب المتحدث.

في الجهة الغربية من باب الساحة، يقع مسجد النصر، والمشيد بالطراز المعماري العثماني، والذي يعد واحدا من أهم وأكبر مساجد نابلس، ويمتاز بقبة خضراء اللون، تظهر جلية وسط المباني القديمة.

ويقول عرفات، إن مسجد النصر شيد على مدار 4 سنوات، بعد أن تعرض للهدم في العام 1927، جراء زلزال ضرب مدينة نابلس.

ولفت إلى أن الموقع كان كنيسة وعقب الفتح الإسلامي تحول إلى مسجد، قبل أن يهدم ويعاد بناءه.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.