الصومال.. ضباط شرطة بخبرات تركية يرسون الأمن (تقرير)
المستشار في السفارة التركية لدى مقديشو العقيد في الدرك التركي تانصو أوتقو للأناضول: عشرات الضباط أكملوا تدريبهم في تركيا، وعادوا إلى وطنهم ليشغلوا مناصب قيادية وحساسة

Sudan
مقديشو/ غوكهان قاوق – أحمد ستي/ الأناضول
** المستشار في السفارة التركية لدى مقديشو العقيد في الدرك التركي تانصو أوتقو للأناضول:- عشرات الضباط أكملوا تدريبهم في تركيا، وعادوا إلى وطنهم ليشغلوا مناصب قيادية وحساسة
- منذ إعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية عام 2012، لعبت أنقرة دورًا فعّالًا في إعادة بناء قوة الشرطة الوطنية
- التعاون بين أنقرة ومقديشو لا يقتصر على المجال الأمني، بل يشمل أيضًا الدعم الإنساني والإغاثي
** الملازم ساغال عبدالنور، نائبة قائد وحدة مكافحة الإرهاب في الصومال:
- تلقّينا في أكاديمية الشرطة في أنقرة تدريبات متقدمة في مجالات مكافحة التطرف والعنف والإرهاب، وتعلمت اللغة التركية
** العقيد عبد الله محمد أولو، قائد مركز الشرطة في مقديشو:
- ما اكتسبته من معرفة في تركيا أحدث تحولًا نوعيًا في طريقة الإدارة والتخطيط داخل المؤسسات الأمنية الصومالية
بعد عقودٍ من الاضطرابات، يسهم ضباط الشرطة الصوماليين المسلحين بخبرات مكتسبة من التدريب في تركيا، بترسيخ الأمن وإحلال الاستقرار بالبلاد.
ومنذ عام 2018، تعمل الملحقية الداخلية التابعة للسفارة التركية في مقديشو على تنفيذ برامج تدريب وتأهيل تهدف إلى إعادة هيكلة جهاز الشرطة الصومالي، ضمن مشروع تركي متكامل لدعم القدرات الأمنية والمؤسساتية في الصومال.
وفي حديث للأناضول، قال العقيد في الدرك التركي تانصو أوتقو، الذي يشغل منصب مستشار وزارة الداخلية في السفارة التركية لدى مقديشو، إن برامج بناء القدرات يركز على "نقل المعرفة والخبرة المتراكمة لدى أجهزة إنفاذ القانون التركية إلى الدول الصديقة والحليفة، ما يساهم في دعم الأمن الإقليمي والدولي".
** إعادة البناء
وأوضح العقيد أوتقو أن انهيار الحكومة المركزية في الصومال عام 1991، وما تلاه من حرب أهلية طويلة، أدى إلى تفكك مؤسسات الدولة، وعلى رأسها جهاز الشرطة.
وأضاف: "تركيا وقفت إلى جانب الشعب الصومالي في أحلك الظروف، ومنذ إعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية عام 2012، لعبت أنقرة دورًا فعّالًا في إعادة بناء قوة الشرطة الوطنية".
وبموجب الاتفاقيات الأمنية الثنائية، بدأت الدورات القصيرة لتدريب الضباط في تركيا عام 2012، ثم تطورت البرامج عام 2015 لتشمل قبول طلاب صوماليين في أكاديمية الشرطة وأكاديمية الدرك وخفر السواحل، على المستويين الجامعي والعالي.
وقال أوتقو إن "عشرات الضباط أكملوا تدريبهم في تركيا، وعادوا إلى وطنهم ليشغلوا مناصب قيادية وحساسة، وقد أصبحت وحدات العمليات الخاصة الصومالية منذ عام 2019 قادرة على تنفيذ مهام عالية الخطورة باحترافية".
وتُعرف هذه الوحدة الخاصة في الصومال باسم "حرامعاد"، وهي كلمة سواحلية (صومالية) تعني "الفهد"، في إشارة إلى السرعة والفعالية.
وتابع أوتقو: "منذ عام 2019، نفذت هذه الوحدة عمليات نوعية مثل تحرير الرهائن، والتعامل مع السيارات المفخخة، وحماية المنشآت الحيوية، وحققت نجاحات بارزة".
** تدريب صارم
ويجري تنفيذ هذه التدريبات داخل معسكر للقوات التركية في الصومال، باستخدام ميادين الرماية واللياقة البدنية والتخطيط العملياتي.
وفي معرض وصفه لهذا النوع من التدريبات، أوضح أوتقو: "يخضع المتدربون لبرنامج مكثف يهدف إلى اختبار إمكاناتهم البدنية والعقلية، وتعليمهم مهارات إطلاق النار والتخطيط والتنسيق الميداني".
وبعد اجتياز هذا التدريب، يلتحق الضباط الصوماليون بأكاديمية الشرطة في مقديشو، لاستكمال مرحلة التأهيل الأساسي قبل مباشرة مهامهم الرسمية.
وفي هذا الإطار، أكد العقيد أوتقو أن الهدف النهائي هو "إعداد أفراد شرطة منضبطين، وطنيين، ومحترفين، يؤمنون بسيادة القانون ويحترمون حقوق الإنسان، ويحافظون على حيادهم السياسي أثناء أداء مهامهم الأمنية".
** تعاون إنساني وأمني
وأشار أوتقو إلى أن التعاون بين أنقرة ومقديشو لا يقتصر على المجال الأمني، بل يشمل أيضًا الدعم الإنساني والإغاثي.
وبيّن أن الصومال من أكثر الدول تأثرًا بتغير المناخ، إذ تعاني البلاد من موجات جفاف وفيضانات متكررة.
وتابع: "في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، سلّمت تركيا بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) والهلال الأحمر التركي قرابة 3 آلاف طن من المساعدات الإنسانية، تضمنت مواد غذائية ومستلزمات صحية وأدوات إيواء وملابس".
كما لفت أوتقو إلى التعاون المتواصل بين رئاسة إدارة الهجرة التركية ونظيرتها الصومالية في إطار القوانين الوطنية والدولية المتعلقة بالهجرة والجنسية.
** التدريب في تركيا
بدورها، قالت الملازم ساغال عبدالنور، نائبة قائد وحدة مكافحة الإرهاب في الصومال، إنها سافرت إلى تركيا عام 2021، حيث درست في أكاديمية الشرطة في أنقرة وحصلت على درجة الماجستير.
وأضافت: "تلقّينا تدريبات متقدمة في مجالات مكافحة التطرف والعنف والإرهاب، وتعلمت اللغة التركية، وأنا فخورة بأن أكون خريجة من هذا البلد الذي منحنا الدعم والثقة".
من جهته، أوضح الرائد مهدي حسن عبدي، الضابط المكلّف بالتنسيق بين الشرطة التركية والصومالية، أنه تخرج أيضًا من أكاديمية الشرطة في منطقة "غولباشي" بأنقرة، ثم عاد ليعمل نائبًا لقائد وحدة العمليات الخاصة قبل أن يتولى مهامه الحالية.
أما العقيد عبد الله محمد أولو، قائد مركز الشرطة في مقديشو، فأشار إلى أنه أكمل دراسة إدارة الاستراتيجيات الأمنية في تركيا عام 2021.
وأكد أن ما اكتسبه من معرفة في تركيا "أحدث تحولًا نوعيًا في طريقة الإدارة والتخطيط داخل المؤسسات الأمنية الصومالية".
ورغم تحديات الأمن والاقتصاد، يرى الضباط الصوماليون أن التدريب الذي تلقّوه في تركيا لا يمثل مجرد تأهيل مهني، بل "شراكة في بناء المستقبل"، إذ أصبحوا نموذجًا لضباطٍ يجمعون بين الكفاءة والانضباط والانتماء الوطني.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.