السيسي: غزة تتعرض لتجويع وإبادة ممنهجة وأكرر ندائي لوقف الحرب
الرئيس المصري: هناك إبادة ممنهجة في قطاع غزة لتصفية القضية

Al Qahirah
القاهرة / الأناضول
الرئيس المصري:- هناك إبادة ممنهجة في قطاع غزة لتصفية القضية
- لم نغلق معبر رفح وقوات إسرائيلية تتمركز على جانبه الفلسطيني
- أكثر من 5 آلاف شاحنة (مساعدات) متواجدة على الأراضي المصرية ومستعدة لدخول غزة
- مصر ستظل بوابة دائمة لدخول المساعدات وليس للتهجير
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، أن الفلسطينيين في قطاع غزة يتعرضون لـ"تجويع وإبادة ممنهجة"، وكرر ندائه لوقف الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
جاء ذلك في كلمة للرئيس المصري خلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع نظيره الفيتنامي لوونغ كوونغ، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وعقد الرئيسان "اجتماعا مغلقا، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين، وتباحث الجانبان حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية".
وفي المؤتمر الصحفي، قال السيسي: "يجب أن يكون واضحا للجميع أن الحرب الدائرة في غزة لم تعد حربا لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن فقط".
وأضاف: "تجاوزت هذه الحرب، منذ زمن الحقيقة، أي منطق أو مبرر وأصبحت حربا للتجويع والإبادة الجماعية وتصفية القضية الفلسطينية".
وتابع: "حياة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويمكن في الضفة الغربية أيضا، تُستخدم الآن كورقة سياسية للمساومة والضمير الإنساني يقف متفرجا، ومعه المجتمع الدولي".
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 211 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
وبموازاة إبادة غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1013 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
** دور مصر
وحول دور مصر في إدخال المساعدات إلى غزة المجاورة، لفت السيسي إلى أن "قطاع غزة يربطه بالعالم الخارجي خمسة منافذ، منهم منفذ رفح (البري مع مصر)، وباقي المنافذ مع إسرائيل".
وشدد على أن "منفذ رفح لم يتم غلقه (من جانب مصر) أثناء هذه الحرب، ولا من قبل ذلك".
وأردف: "خلال 20 عاما تقريبا.. كان دور مصر هو محاولة عدم اشتعال الموقف في قطاع غزة، ولم ينته ذلك في الحرب الأخيرة".
وزاد أن "هذه الحرب الخامسة التي تقوم فيها مصر بدور إيجابي وفاعل لوقف الحرب، ونسعى بجهد شديد لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، هذا دور لم ينته".
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
السيسي استدرك: "لكنني خلال الأسابيع الماضية وجدتُ أن هناك شكلا من أشكال الإفلاس في هذا الموضوع. وقيل إن المساعدات لا تدخل عبر المعبر بسبب مصر وإن مصر تمنع دخولها.. وهذا أمر غريب للغاية".
واستطرد: "المعبر من جانب مصر لم يُغلق، وتم تدميره أربع مرات أثناء الحرب الأخيرة، ونقوم بعملية ترميمه وإصلاحه مرة أخرى".
وتابع: "حتى وصلت القوات الإسرائيلية على الجانب الآخر من المنفذ، الذي جزء منه بالأراضي المصرية والجزء الثاني داخل الأراضي الفلسطينية".
وأوضح أن "المعبر كان يمكن أن يُدخل مساعدات طالما لم تتواجد قوات إسرائيلية متمركزة على الجانب الآخر الخاص بالجانب الفلسطيني" منذ مايو/ أيار 2024.
وتعتبر منظمات دولية حديث إسرائيل، منذ 27 يوليو/ تموز الماضي، عن إدخال مساعدات (شحيحة) إلى غزة مجرد "ترويج لوهم الإغاثة" و"خداع إعلامي".
وتؤكد أن جيشها يواصل استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين، عبر مواصلة إغلاق المعابر بوجه المساعدات منذ مارس/ آذار الماضي.
السيسي لفت إلى أن "هناك أكثر من 5 آلاف شاحنة متواجدة الآن على الأراضي المصرية مستعدة للدخول".
وشدد على أن "القضية الآن هي إدخال أكبر حجم من المساعدات لأشقائنا الفلسطينيين، حيث نرى أن هناك إبادة ممنهجة في القطاع.. هناك إبادة ممنهجة في القطاع لتصفية القضية".
وأكد أن "الوضع في القطاع ناجم عن ذلك، وليس ناجما عن أن مصر قد تخلت في دورها في إدخال المساعدات أو أنها تشارك في حصار القطاع".
وتابع: "يجب أن يعلم الناس – ليس فقط في مصر – وإنما في العالم أجمع.. أن ذلك هو إفلاس ممن يدعون هذه الادعاءات على مصر".
و"مستعدون لإدخال كميات أكثر من ذلك بمرات لإغاثة الشعب الفلسطيني، وندعو إلى وقف الحرب، مرة واثنين وثلاثة، ونبذل كل جهدنا، وسنستمر في هذا الإجراء"، وفق السيسي.
** رفض التهجير
وقال السيسي: "ستظل مصر دوما بوابة لدخول المساعدات، وليست بوابة لتهجير الشعب الفلسطيني".
وتابع: "مستعدون لإدخال المساعدات في كل الأوقات، ولكننا غير مستعدين لاستقبال أو تهجير الفلسطينيين من أرضه".
وفي مارس/ آذار الماضي، اعتمدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وشدد السيسي على أن دور الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة مستمر.
وقال: "نبذل الجهد مثلما ذكرتُ من قبل مع شركائنا في قطر والولايات المتحدة الأمريكية وكان الهدف منه، ببساطة شديدة، إيقاف الحرب، وإدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن وهذا الدور لم ينته".
والأسبوع الماضي، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس بالدوحة؛ جراء تعنت تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.
السيسي أضاف: "ناديتُ سابقا وكان ندائي للعالم أجمع، وللأوروبيين، وكان ندائي أيضا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأكرره مرة أخرى، وسوف أكرر هذا النداء في كل مرة حتى تقف هذه الحرب ويتم إدخال المساعدات إلى القطاع".
وتأتي تصريحات السيسي شديدة اللهجة تجاه إسرائيل وسط تسريبات إعلامية عبرية عن اعتزام حكومة بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب بحق الفلسطينيين، إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.