السياسة, الدول العربية

السودان غداة أحداث الأبيض.. مظاهرات غاضبة والبرهان يتأسف

5 قتلى و62 مصابا حصيلة فض مسيرة طلابية شهدتها الإثنين مدينة الأبيض التابعة لولاية شمال كردفان رفضا لنتائج تحقيق حول أحداث فض اعتصام الخرطوم قبل نحو شهرين

30.07.2019 - محدث : 30.07.2019
السودان غداة أحداث الأبيض.. مظاهرات غاضبة والبرهان يتأسف

Sudan

الخرطوم / الأناضول

بمظاهرات غاضبة ودعوات للمحاسبة، استهل السودانيون يومهم بالعاصمة الخرطوم وبعدد من مدن البلاد، الثلاثاء، تنديدا بأحداث مدينة الأبيض (جنوب) التي أسفرت عن سقوط 5 قتلى وعشرات الجرحى.

5 محتجين بينهم 4 طلاب، لقوا حتفهم، الإثنين، فيما أصيب 62 آخرين، في أحداث فض مسيرة طلابية شهدتها المدينة التابعة لولاية شمال كردفان، رفضا لنتائج تحقيق حول فض الاعتصام قبالة مقر الجيش بالخرطوم قبل نحو شهرين، وفق "لجنة أطباء السودان المركزية" المعارضة.

** أول تعليق من "العسكري"

الثلاثاء شهد أيضا أول تعليق من المجلس العسكري الحاكم على الأحداث، في تصريحات لرئيسه، عبد الفتاح البرهان، نقلها التلفزيون الرسمي بالبلاد.

واعتبر البرهان أن "ما حدث في الأبيض أمر مؤسف وحزين، ومقتل المواطنيين السلميين غير مقبول ومرفوض".

وأضاف أن ما حدث "جريمة مرفوضة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة".

** مظاهرات غاضبة

في الأثناء، خرجت مظاهرات طلابية في مدينة أم درمان غربي الخرطوم، مع بداية اليوم الدراسي، وفق شهود عيان.

وفي شهادات منفصلة للأناضول، قال شهود العيان إن المئات من طلاب المدارس بمدينة أم درمان غربي الخرطوم، تظاهروا صباح الثلاثاء، رافعين شعارات تندد بمقتل الطلاب في مدينة الأبيض.

وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالعدالة والقصاص من قتلة الطلاب.

كما تظاهر المئات من طلاب جامعتي " كرري" و"الأحفاد" (خاصة) وسط مدينة أم درمان، تنديدا بأحداث مدينة الأبيض، والمطالبة بالعدالة والسلطة المدنية.

وتشابهت الهتافات في كل التظاهرات؛ حيث ردد المتظاهرون شعارات من قبيل: "حرم (قسماً) ..حرم .. نجيب الدم حتى لو مدنية"، و"الدم قصاد (مقابل) الدم"، و "مدنية أيوا (نعم) .. عسكرية لا لا"، و "قتل طالب قتل أمة".

وفي حي "الخرطوم 3" المجاور لوسط العاصمة السودانية، حيث تنتشر المدارس الثانوية، خرج المئات من الطلاب والطالبات مرددين شعار "الشعب يريد قصاص الشهيد".

وامتنع عدد من أولياء الأمور عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، الثلاثاء، وخصوصا ممن لا يزالون منهم بالمرحلة الأساسية.

وفي حديث للأناضول، قال أحد أولياء الأمور: "لم أرسل أبنائي للمدرسة اليوم، وهم في مرحلة الأساسي، خوفا من التظاهرات والتوترات عقب مقتل طلاب في الأبيض".

وفي مدينة بحري شمال الخرطوم، لا يبدو المشهد مختلفا كثيرا؛ حيث تظاهر المئات من الطلاب، وفق شهود عيان.

وفي مدينتي "النهود" بولاية شمال كردفان (ثاني أكبر مدن الولاية بعد الأبيض/ جنوب)، خرج مئات الطلاب والطالبات في تظاهرة حاشدة.

وأفادت نشرة إعلامية لحزب المؤتمر السوداني المعارض (أحد أحزاب تحالف نداء السودان) بأن مدينة النهود شهدت تظاهرة طلابية حاشدة تنديدا بـ"مجزرة الأبيض"، على حد تعبيره.

كذلك، نظم طلاب وطالبات المدارس بمدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق (جنوب شرق) موكبا حاشداً تضامنا مع طلاب الأبيض.

واحتشد مئات الطلاب في مدينة كسلا (شرق) أمام وزارة التربية والتعليم تنديداً بأحداث مدينة " الأبيض"، وطالبوا بالقصاص للشهداء والجرحى.

** وفد قوى التغيير في الأبيض

وكما أعلن سابقا، زار وفد التفاوض لـ"قوى إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الاحتجاجي، صباح الثلاثاء، جرحى أحداث الأبيض في "مستشفى الضمان" (حكومي) بالمدينة.

والإثنين، أعلنت قوى "إعلان الحرية والتغيير" بالسودان أن وفدها التفاوضي مع المجلس العسكري، سيتوجه إلى مدينة الأبيض لتقصي حقيقة الأحداث بالمدينة.

وفي تصريح للأناضول، قال القيادي بقوى الحرية والتغيير، محمد ضياء الدين، في حينه، إن "الوفد التفاوضي سيقف على حقيقة الأحداث التي شهدتها المدينة، وأدت إلى مقتل وإصابة مجموعة من المواطنين خلال التظاهرات السلمية".

وأضاف أن "المفاوضات مع المجلس العسكري المقررة الثلاثاء، يمكن أن تتأجل إلى وقت لاحق".

** حداد ودعوات للتظاهر

منذ توارد الأنباء عن سقوط قتلى في أحداث مدينة الأبيض، دعا عدد من التجمعات المهنية إلى التظاهر وتنفيذ وقفات احتجاجية.

وبادر تجمع المهنيين السودانيين قائد الحراك الجماهيري، الاثنين، إلى دعوة الجماهير بالخروج في مسيرات شعبية تنديدا بالعنف ضد التظاهرات السلمية في الأبيض ومقتل الطلاب.

وأعلنت لجنة الأطباء السودانية المركزية (معارضة) أن الثلاثاء سيكون يوم حداد وطني، ووقفات احتجاجية في كل مستشفيات البلاد تنديداً بما أسمته بـ "مجزرة الأبيض".

كما دعت لجنة الصيادلة وتجمع المهندسين وتجمع الجيولوجيين (أجسام مهنية تتبع تجمع المهنيين) أعضاءها إلى المشاركة في المواكب الجماهيرية المنددة بالحادثة وللمطالبة بالسلطة المدنية.

والإثنين، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية أن 5 محتجين قتلوا خلال الأحداث، وأن إجمالي عدد الإصابات بلغ 62.

وفي أول تصريح رسمي، قال والي ولاية شمال كردفان المكلف، اللواء الركن، الصادق الطيب عبد الله، الإثنين، إن عدد القتلى 5 بينهم 3 طلاب مدارس ثانوية، و2 من المواطنين.

وأعلن عن تشكيل لجنة تحقيق وتقصي للأحداث، متهما مندسين بالدخول وسط المسيرة الطلابية السلمية.

وأصدر الوالي قرارا بإعلان حظر التجول، اعتبار من مساء الاثنين و"حتى إشعار آخر"، بمدن الولاية: "الأبيض، وأم روابة، والرهد أبو دكنة، وبارا".

كما قررت لجنة أمن الولاية تعليق الدراسة بمرحلتيها الأساسية والثانوية، بجميع مدارس الولاية، "حفاظا على أرواح الطلاب والمواطنين إلى حين إشعار آخر"، وفق بيان.

والسبت، قالت النيابة العامة إن 9 ضباط كبار يواجهون إجراءات قانونية؛ لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في عملية فض اعتصام الخرطوم، قبل نحو شهرين.

ونفى رئيس اللجنة، فتح الرحمن يوسف، في مؤتمر صحفي، التوصل من خلال التحريات لحالات اغتصاب أو حرق بالنار خلال عملية الفض، مبينًا أن الجثتين التي عثر عليهما في النيل مقيدة الأرجل لا علاقة لهما بحادثة الفض.

ويشهد السودان اضطرابات متواصلة منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة (1989/ 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın