الجيش الجزائري يغلق المناطق المحيطة بمنشأة غازية بحثا عن مسلحين
منشأة "الخريشبة" الواقعة جنوبي البلاد تعرضت الجمعة الماضي لهجوم صاروخي تبناه "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"

Algeria
الجزائر/ أحمد عزيز / الأناضول
قال شهود عيان إن قوات من الجيش الجزائري تفرض، منذ يوم أمس الأحد، إجراءات أمنية مشددة في مناطق محيطة بمنشأة غازية هامة، جنوبي البلاد، تعرضت، الجمعة الماضية، لهجوم صاروخي تبناه "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
الإجراءات شملت منع تنقل المدنيين وعمليات تفتيش للمتواجدين في المناطق المحيطة بمنشأة "الخريشبة" الغازية، التي تبعد نحو 200 كيلومترًا من مدينة "عين صالح" (جنوب)، واعتبرها صحفي جزائري إجراءات احترازية لحماية المدنيين خلال تعقب الجيش لمسلحين تابعين لـ"تنظيم القاعدة".
وقال "سراوي علي"، وهو شاهد عيان يقطن في منطقة قريبة من منشأة "الخريشبة"، لـ"الأناضول"، إن عناصر الجيش تفرض إجراءات أمن مشددة في المنطقة بمشاركة أعداد كبيرة من القوات.
من جانبه، قال "حسان كارمي"، وهو عامل سابق في منشأة "الخريشبة"، إن قوات قوات الجيش منعت المدنيين من الاقتراب من حقول الغاز في المنطقة حيث تقع المنشأة، ومن التنقل عبر الصحراء في محيطها.
وأضاف لـ"الأناضول" أن وحدات من الدرك الوطني (قوة تابعة للجيش) فرضت إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة في المنطقة؛ تشمل عمليات تفتيش للمارين عبر الطريق الدولي الذي يربط الجزائر بدولة النيجر، ويقطع منطقة حقول الغاز في "الخريشبة".
الصحفي الجزائري "بوعلام فوزي" رأى أن "الإجراءات الأمنية التي تفرضها قوات الجيش الجزائري في الصحراء (بمنطقة منشأة الخريشبة)؛ تأتي لحماية المدنيين بالدرجة الأولى في ظل العمليات الجارية للبحث عن إرهابيين تابعين لتنظيم القاعدة".
"فوزي" أوضح لـ"الأناضول" أن مناطق إنتاج النفط والغاز في الجنوب الجزائري تشهد في الظروف العادية إجراءات أمن مشددة، وإن كانت في الوقت الراهن أعلى بشكل ملحوظ.
وكانت منشأة "الخريشبة" الغازية، التي تديرها شركة "سوناطراك" الحكومية بشراكة مع شركة "ستات أويل" النرويجية وشركة "بي بي" البريطانية، تعرضت لهجوم صاروخي، فجر الجمعة الماضي.
الهجوم الذي لم يسفر عن سقوط ضحايا أو خسائر مادية تبناه تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وعقب الهجوم بدأت قوات كبيرة من الجيش الجزائري عملية بحث ومطاردة للمنفذين ما تزال متواصلة حتى مساء اليوم.
وتُعد منشأة "الخريشبة"، من أهم المنشآت النفطية في الجنوب الجزائري، وتضم مساكن للعمال الأجانب.
ويعد الهجوم، الثاني من نوعه، الذي ينفذه تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب"، ضد منشأة نفطية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة.
إذ تعرض مصنع الغاز "تيقنتورين" جنوب شرقي البلاد عام 2013، لعملية احتجاز رهائن أجانب ومحليين، وانتهت العملية وقتها بمقتل 38 رهينة أجنبية، من جنسيات بريطانية وأمريكية ويابانية، وعناصر المجموعة المنفذة، فيما تبنت مجموعة محسوبة على تنظيم "القاعدة" العملية.
وتواجه قوات الأمن الجزائرية، منذ تسعينات القرن الماضي، جماعات مسلحة معارضة للنظام، يتقدمها حالياً تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".