الدول العربية, التقارير

الثورة السورية في عامها العاشر.. صمود رغم الخذلان الدولي (إطار)

- 9 أعوام من الموت والدمار على يد نظام الأسد. - النظام وضامنوه خرقوا كل الاتفاقيات لخفض التصعيد في سوريا. - النظام بات يسيطر على 60 بالمائة والمعارضة على 10 بالمائة بينما تسيطر منظمة ي ب ك بي كا كا الإرهابية على 30% من أراضي سوريا.

15.03.2020 - محدث : 16.03.2020
الثورة السورية في عامها العاشر.. صمود رغم الخذلان الدولي (إطار)

Istanbul

أنقرة/ محمد مستو، أدهم كاكو/ الأناضول

- 9 أعوام من الموت والدمار على يد نظام الأسد.
- النظام وضامنوه خرقوا كل الاتفاقيات لخفض التصعيد في سوريا.
- النظام بات يسيطر على 60 بالمائة والمعارضة على 10 بالمائة بينما تسيطر منظمة ي ب ك بي كا كا الإرهابية على 30% من أراضي سوريا.

دخلت الثورة السورية عامها العاشر مخلفة وراءها 9 أعوام من الموت والدمار على يد نظام الأسد، الذي لجأ منذ البداية إلى الحل العسكري، فحوّل الثورة إلى حرب، قتل خلالها مئات الآلاف من المدنيين بمساعدة روسيا وإيران.

وإضافة إلى مآسي القتل والدمار والاعتقال، تسببت الحرب بتهجير وتشريد الملايين بين لاجئ ونازح.

انطلقت أول مظاهرة ضد النظام في دمشق في 15 آذار/ مارس 2011، ضمت عشرات الناشطين، سرعان ما تفرقت مع ملاحقة قوات الأمن لها على الطرقات.

وفي 18 من الشهر ذاته، انطلقت أول مظاهرة كبرى في درعا (جنوب) ضمت المئات، بعد أن قامت قوات الأمن باعتقال وتعذيب أطفال كتبوا عبارات مناهضة للنظام على جدران مدرستهم، ومن ثم إهانة ذويهم الذين قدموا للمطالبة بإطلاق سراحهم.

** القتل في مواجهة المظاهرات

واجه النظام احتجاجات درعا السلمية بإطلاق النار على المتظاهرين، وفعل الشيء ذاته ضد المظاهرات السلمية في بقية المدن فنجح من خلال القمع وقتل المتظاهرين في تحويل الثورة السورية إلى حرب لم تبق ولم تذر.

فيما بدأت الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة التي انضوت تحت مسمى الجيش السوري الحر مطلع عام 2012 أي بعد أكثر من 9 أشهر من بدء المظاهرات السليمة، وذلك رداً على استخدام الأسد لآلة القتل الوحشية.

وأشارت عدة تقارير للأمم المتحدة خلال السنوات الماضية إلى ارتكاب النظام وحلفائه لجرائم حرب تمثلت في استخدام السلاح الكيماوي واتباع سياسة التجويع، والتهجير القسري والحصار والاعتقال التعسفي، والتعذيب، إضافة إلى القتل الممنهج والمتعمد لمئات الآلاف من المدنيين.

وحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن "6.7 مليون مواطن سوري تحولوا إلى لاجئين"، حيث تستضيف تركيا وحدها 3.6 مليون منهم، حسب أرقام رسمية.

** روسيا وإيران ومليشياتها أوقفت سقوط النظام

ومع نهاية عام 2012، وبعد أن باتت مسألة سقوط النظام وشيكة، تدخلت إيران وحزب الله على خط الأزمة السورية، وأوقفت تقدم المعارضة، محققة نوعاً من التوازن في القوة على الأرض.

وفي عام 2014، حشدت المعارضة قوتها مجدداً وحققت تقدماً واسعا في عدة مناطق كان أبرزها السيطرة على مدينة إدلب في أبريل/نيسان من عام 2015.

ومع هذا التقدم بدأت قوات النظام بالانهيار من جديد، ما دفع روسيا للتدخل في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وأوقفت تقدم فصائل المعارضة، ودعمت قوات النظام والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران.

ومع توفير الغطاء الجوي الروسي تقدمت قوات النظام ومليشيات إيران بشكل كبير، وسيطرت على مساحات ومناطق واسعة كانت تحت سيطرة المعارضة.

** حرب الخبز

واتبع النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيين خلال هذه الفترة أسلوب حصار المناطق التابعة للمعارضة وتجويع سكانها وقصف أحيائها السكنية لإجبار فصائل المعارضة على توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار، وتسليم مناطقهم لقوات النظام مما اصطلح تسميته "نظام المصالحة"، ما أفضى إلى موجات تهجير جماعية لمناطق أخرى انحصرت في "الشمال السوري".

وتابع النظام حتى شهر فبراير/شباط الماضي، تقدمه واستعاد السيطرة على نحو 60% من أراضي سوريا، فيما تقلصت سيطرة المعارضة إلى 10 %، وتسيطر منظمة "ي ب ك بي كا كا" الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة على النسبة المتبقية من الأراضي.

أما تنظيم "داعش" الإرهابي الذي كان يسيطر على مساحات واسعة من سوريا، مستغلا حالة الحرب والفوضى، فقد انحصر وجوده على مساحة صغيرة في البادية شرقي سوريا، وهي محاصرة من قبل قوات النظام.

الولايات المتحدة تدخلت في سوريا عام 2014 تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنها ساعدت ي ب ك الإرهابية في السيطرة على ثلث الأراضي السورية.

ورغم إعلان الولايات المتحدة أكثر من مرة عزمها الانسحاب من سوريا، إلا تواجدها مازال مستمراً في قواعد بالقرب من حقول البترول شرقي البلاد، حيث تضم تلك القواعد بين 700 إلى 1000 جندي أمريكي.

** مباحثات أستانة

تم التوصل خلال مباحثات أستانة التي عقدت في آيار/ مايو الماضي بين المعارضة التي ضمنتها تركيا والنظام الذي ضمنه إيران وروسيا، إلى التفاهم على 4 مناطق لـ"خفض التصعيد" تقع تحت سيطرة المعارضة وهي منطقة إدلب (وتضم إلى جانب إدلب أجزاء من أرياف حلب وحماه واللاذقية) ومناطق الغوطة الشرقية وريف حمص ودرعا (وتضم أجزاء من ريف القنيطرة).

إلا أن النظام وضامنيه لم يلتزموا بالتفاهمات وسيطروا خلال عام عبر القصف والعمليات العسكرية على 3 مناطق بمنطقة خفض التصعيد ولم تبق سوى منطقة إدلب الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ومع محاولات النظام لفعل الشيء ذاته في منطقة إدلب، ضغطت تركيا مجدداً وعقدت مع روسيا اتفاق سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018، حيث تم الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار وإقامة نقاط مراقبة في محيط منطقة إدلب.

ومجدداً لم يلتزم النظام وضامنوه بالاتفاق، وبدأوا في أيار/ مايو الماضي، هجوما عنيفاً على المنطقة أسفر عن سيطرة النظام وحلفائه على مساحات واسعة من منطقة خفض التصعيد الأخيرة، أسفرت عن مقتل نحو 2000 مدني بحسب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، ونزوح مليوني مواطن من مدنهم وقراهم وبلداتهم إلى المناطق القريبة من الحدود مع تركيا ليعيشوا في ظروف شديدة القسوة.

ومع مواصلة قوات النظام وحلفائه التقدم بدأت تركيا بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وأطلقت في 27 فبراير/شباط الماضي عملية "درع الربيع" أوقفت خلالها تقدم قوات النظام، وتم بعدها التوصل مع روسيا إلى وقف إطلاق نار بعد لقاء جمع الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين في موسكو في 5 مارس/آذار الجاري.

ومنذ انطلاق المسار السياسي في جنيف عام 2012، ورغم عقد 8 جولات، ومرور7 سنوات على بدايتها لم يتم التوصل إلى أي تقدم باتجاه الحل السياسي، واصطدمت جميع محاولات الحل بمماطلة النظام المدعوم بالفيتو الروسي.

ومؤخراً فشلت كذلك أعمال اللجنة الدستورية التي تم تشكيلها من مندوبين للمعارضة والنظام بعد عقد جولتين من المباحثات لتتوقف لأجل غير مسمى.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın