أردوغان: رؤيتنا لـ"قرن تركيا" تتحقق تدريجيا وسنواجه من يعرقلها
في تصريحاته عقب اجتماع للحكومة بالعاصمة أنقرة
Ankara
أنقرة / الأناضول
** الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات عقب اجتماع للحكومة:- إذا أظهرت قبرص الرومية نفس الموقف البنّاء الذي تتبناه قبرص التركية فمن الممكن إيجاد حل عادل
- سنواصل تقديم المساعدات للفلسطينيين باستخدام كل الإمكانات المتاحة رغم وجود عراقيل إسرائيلية
- دول المنطقة لن تنعم بالأمن ما دام الاحتلال مستمرا في فلسطين وما دامت أراضيها تُغتصب
- سنضمن أن يكون طريق السلام الدائم في المنطقة مفتوحا على مصراعيه
- نراقب بامتنان الزخم الذي اكتسبته سوريا في علاقاتها الدولية، ونتمسك بموقفنا بتنفيذ اتفاق 10 مارس
صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، بأن رؤية "قرن تركيا" تتحقق تدريجيا، مؤكدا استعداد بلاده لمجابهة كل من يحاول عرقلة هذه الرؤية.
وفي تصريحاته عقب اجتماع للحكومة بالعاصمة أنقرة، قال أردوغان: "رؤيتنا لقرن تركيا تتحقق تدريجيا، ولن نسمح لأي جهة تعمل بديلا للإمبرياليين بعرقلة هذه المسيرة المباركة".
وبخصوص المسألة القبرصية، اعتبر الرئيس التركي أن "إعادة طرح مقترحات قديمة جُرّبت وفشلت هو مجرد إضاعة للوقت".
وأكد أن الحل يكمن في نموذج الدولتين قائلا: "إذا أظهرت قبرص الرومية نفس الموقف البنّاء الذي تتبناه قبرص التركية فمن الممكن إيجاد حل عادل وحقيقي في الجزيرة قائم على المساواة بالسيادة والوضع الدولي".
وأشاد أردوغان بتصريحات نظيره في جمهورية قبرص التركية طوفان أرهورمان لدى استقباله بأنقرة الخميس الماضي، التي أكد فيها عدم التنازل عن السيادة المتساوية للقبارصة الأتراك في الجزيرة.
** المنطقة لن تنعم بالأمن ما دام الاحتلال بفلسطين
أما بخصوص الأوضاع في قطاع غزة، فأكد أن تركيا ستواصل تقديم المساعدات إلى الفلسطينيين "باستخدام كل الإمكانات المتاحة رغم وجود عراقيل مختلفة مصدرها إسرائيل".
وأردف: "يجب تخليص الفلسطينيين بغزة من الخيام، فنقل المنازل الجاهزة من تركيا إلى غزة سيوفر انفراجة كبيرة على الأرض".
وأضاف: "دول المنطقة لن تنعم بالأمن ما دام الاحتلال مستمرا في فلسطين، وما دامت فلسطين تنزف وأراضيها تُغتصَب"، وأكد أهمية استمرار وقف إطلاق النار في غزة رغم الانتهاكات الإسرائيلية.
وقال: "حماس تفي بالتزاماتها وتقف خلف توقيعها رغم كل استفزازات حكومة نتنياهو، ونرى أن الإدارة الأمريكية، وخاصة (الرئيس الأمريكي ونالد) ترامب، تتبنى موقفاً بنّاءً في هذا الشأن".
وأوضح أن "سفينة الخير" الثامنة عشرة، التي تحمل 810 أطنان من المساعدات الإنسانية، وصلت الجمعة إلى ميناء العريش المصري، وتم توجيه 47 شاحنة من المواد إلى معبر رفح الحدودي مع غزة.
وسلط الرئيس التركي الضوء على الأوضاع المعيشية السيئة في قطاع غزة مع انخفاض درجات الحرارة وبدء هطول الأمطار.
وقال: "كلما اقتربنا من حل الدولتين على أساس حدود العام 1967، انفتح باب السلام، وكلما ابتعدنا عنه، أُغلق هذا الباب. يجب ألا يتجاهل أحد هذه الحقيقة. وكل جهود تركيا تصب في هذا الاتجاه".
وأردف بالقول: "سنعمل بجد ونبذل الجهود، وبإذن الله سنضمن أن يكون طريق السلام الدائم في المنطقة مفتوحا على مصراعيه".
** نتمسك بموقفنا بتنفيذ اتفاق 10 مارس في سوريا
وقال أردوغان إن تركيا - بصفتها دولة كبيرة وريثة لإرث إمبراطوري وشعبها صاحب طموحات وأحلام كبيرة - تتبع سياسة متعددة الأبعاد داخل البلاد وخارجها من أجل تحقيق هذه الأهداف.
وأكد أن بلاده تعمل من أجل العيش بسلام مع جميع "أصدقائنا وأشقائنا الذين نتشارك معهم التاريخ والمصير والمستقبل".
وشدد على عزم تركيا الدفاع عن السلام والعدالة والاستقرار والتنمية والربح المشترك على طول حدودها الجنوبية من العراق إلى سوريا.
وأبدى سعادته لإجراء انتخابات مجلس النواب العراقي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في أجواء هادئة وسلمية.
وأعرب الرئيس عن أمنياته بأن تعود نتائج الانتخابات بالخير على الشعب العراقي، مؤكداً أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب العراق.
وفي الشأن السوري، أعرب الرئيس التركي عن امتنانه من الزخم الذي اكتسبته دمشق في علاقاتها الدولية واستعادتها مؤخرا.
وشدد قائلا: "نتمسك بموقفنا الحازم بشأن تنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار الذي نعتقد أنه سيعزز وحدة سوريا وتماسكها وسلامتها"، مؤكدا أن أنقرة مستعدة لتقديم كل مساهمة ممكنة لحل هذه المسألة.
وفي 10 مارس/ آذار الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد تنظيم "قسد" فرهاد عبدي شاهين، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي البلاد ضمن إدارة الدولة، لكن التنظيم يماطل في تنفيذه.
ودعا أردوغان كافة الأطراف في سوريا، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، للتوقف عن التعلق بالماضي والبحث عن سبل للعمل ضمن رؤية مشتركة للمستقبل.
وأضاف: "يجب عدم إعطاء أي وزن لإملاءات أو التحريضات أو الإشارات التي تصدر عن الذين يضمرون أطماعاً توسعية في منطقتنا، وعلى الجميع أن يتذكر حقيقة أن من يمتطي جواد غيره يترجل سريعا".
وأكد الرئيس أردوغان أن بلاده تعتبر كل مكونات الشعب السوري أشقاء لها، وتريد الأمن والسلام والاستقرار للجميع.
وأردف: "سنواصل في المرحلة المقبلة العمل لإرساء السلام والاستقرار الدائمين في سوريا عبر الحوار مع كافة الأطراف الفاعلة في المنطقة."
وبشأن طائرة الشحن المنكوبة عند الحدود الأذربيجانية الجورجية، قال: "في ضوء البيانات التي جمعتها فرق التحقيق وبناء على فحص الصندوق الأسود، سنتمكن من معرفة سبب وقوع هذا الحادث المؤلم الذي فقدنا فيه 20 شهيدا بشكل أوضح".
وتابع: "وسنشارك هذه المعلومات بشفافية مع الرأي العام، وفي مقدمتهم ذوو الشهداء".
** تركيا بين أول 3 دول في إنتاج المسيرات
وقال الرئيس التركي: "طيلة فترة حكمنا، لم نسمح لأحد بأن يتعالَى على الشعب أو يفرض الوصاية عليه، عملنا بلا كلل من أجل أن تبقى جمهورية تركيا منتصرة وناجحة إلى الأبد".
وأكمل قائلا: "حوّلنا بلدا لم يكن ينتج حتى إبرة يوما ما إلى الاقتصاد السابع في أوروبا والـ17 في العالم".
واستعرض أردوغان أرقاما اقتصادية عن ارتفاع دخل الفرد والصادرات، وأكد أن تركيا أصبحت في موقع متقدم عالميا في الصناعات الدفاعية، وباتت ضمن أول ثلاث دول في إنتاج الطائرات المسيّرة.
وأكد أن حكومته لم تحقق التحول الاقتصادي في تركيا فحسب، بل أحدثت أيضا تحولا فكريا ديمقراطيا، بإنهائها سيطرة العقلية الفاشية والحزب الواحد على السياسة، وأعادت السلطة الحقيقية إلى الإرادة الوطنية.
