"عصير قصب السكر" يجذب المتعطشين الغزيين ويوسع زراعته
شهد قطاع غزة أول زراعة لقصب السكر عام 1994 ولم تُعرف زراعته في فترة افتتاح أول محل لبيع مشروبه في القطاع لتكون عائلة سعد هي الأولى في زراعة محصول قصب السكر
Gazze
متفائلاً وسعيداً، ينظر المواطن الفلسطيني محمود سعد (56 عاماً)، إلى أرضه التي اتسع نطاق زراعتها بمحصول قصب السكر لنحو 15 دونماً (15 ألف متر مربع) خلال العام الجاري.
عائلة سعد الذي يشارك المزارعين موسم حصاد قصب السكر، ويمسك سكيناً يُقطّع بها عيدان القصب، كانت قد افتتحت أول عصارة لإنتاج مشروب قصب السكر الطبيعي، شرقي القطاع عام 1948 حتى 1967، وانفردت في تلك الفترة بالإنتاج، في الوقت الذي كان القطاع يخضع للإدارة المصرية.
وبعد الحرب التي نشبت بين كل من "مصر وسوريا والأردن" من جهة و"إسرائيل" من الجهة الأخرى عام 1967، وسيطرة الأخيرة على قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء(شمال شرق مصر)، منعت إسرائيل استيراد هذا النوع من المحصول، من داخل الأراضي المصرية، فيما تسبب ذلك المنع بإغلاق عصّارة سعد حتّى عام 1994.
وشهد قطاع غزة أول زراعة لقصب السكر عام 1994، ولم تُعرف زراعته في فترة افتتاح أول محل لبيع مشروبه في القطاع، لتكون عائلة سعد هي الأولى في زراعة محصول قصب السكر.
ويوّرد سعد المحصول الذي يجنيه من حقله إلى ثلاث عصّارات، افتتحها في مناطق متفرقة بقطاع غزة، لإنتاج عصير "قصب السكر".
وداخل عصّارة لـ"قصب السكر"، ينشغل الثلاثيني بلال سعد، بتحضير عيدان قصب السكر، تجهيزاً لعصرها وتقديمها "طازجة" للزبائن.
ويقول بلال سعد الذي تخرّج من كلية التربية الإسلامية من الجامعة الإسلامية بغزة، لكنّه آثر مساعدة والده في مزرعة "قصب السكر"، للأناضول، "من الجميل أن يسعى الإنسان وراء حلم أجداده، ويعمل على تحقيقه، ويورّثه لأبنائه".
وأوضح أن ثقافة شرب "عصير القصب" انتشرت في قطاع غزة، مدللاً على ذلك بانتشار عصّارات القصب.
ويبلغ سعر اللتر الواحد من مشروب "القصب" 10 شيكل، (3 دولارات)، فيما يحتاج إنتاج اللتر الواحد من العصير حوالي "2-3 عيدان" من القصب.
وتسببت أزمة الكهرباء التي يعاني منها القطاع واشتدت حدتها عام 2010، في حدوث تقطع بعمل محال عصير قصب السكر، "بينما يكلف تشغيل المولد الكهربائي أعباءً مالية كبيرة"، بحسب سعد.
وقال إن ارتفاع نسب الفقر والبطالة في غزة، يقلّصان من إقبال المواطنين على شراء عصير القصب، ما يؤدي إلى تكدسه في المحال وبالتالي تعرضه للتلف ويتسبب بخسائر على المدى الطويل.
ووفقاً لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80٪ من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون على المساعدات والاحتياجات الإنسانية العاجلة، بسبب الفقر والبطالة من أجل العيش.
ويرى نزار الوحيدي، مدير عام التربة والري في وزارة الزراعة الفلسطينية بغزة أن زراعة المحصول الموسمي (قصب السكر)، لم يعد من الزراعات الهامشية في قطاع غزة، بل زادت مساحة تلك الأراضي إلى 300 دونم (300 ألف متر مربع)، خلال العقد الأخير".
وأضاف في حديث للأناضول أن "حوالي 250 دونماً من إجمالي الأراضي الزراعية المزروعة بالقصب، تابعة لمحلات عصائر قصب السكر في قطاع غزة".
وتابع، "انتقلت إلينا ثقافة عصير القصب من مصر المعروفة بإنتاج هذا النوع من العصائر، لاتساع مساحة أراضيها الزراعية المخصصة لـ(قصب السكر)".
ولفت الوحيدي أن مخلفات قصب السكر تستخدم في إنتاج "الكمبوست"(السماد العضوي)، وفي صناعة "الدبس" (طُعْم زراعي طبي، يستخدم لجذب ذبابة الفاكهة).
وينتج الدونم الواحد (1000 متر مربع) المزروع بمحصول قصب السكر خلال موسم نضجه الكامل، حوالي (5) آلاف "عود"، بينما يزن العود الواحد حوالي (2 كيلو جرام)، حسب الوحيدي، "ويحتاج الدونم الواحد من قصب السكر، خلال موسم نضجه، إلى ما يقارب (800-1000) متر مكعب من المياه".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
