شخصيات دينية آسيوية تأمل حل أزمات المسلمين في بلدانها
علقت آمالاً كبيرة على القمة الأولى لعلماء المسلمين في آسيا ودول محيط الهادئ، التي استضافتها إسطنبول التركية، الأسبوع الماضي

إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول
علّقت شخصيات دينية آسيوية، آمالاً كبيرة على نتائج القمة الأولى لعلماء المسلمين في آسيا ودول محيط الهادئ، التي استضافتها مدينة إسطنبول التركية، الأسبوع الماضي، وتطرقت للأزمات المستجدة والملفات التي تهم بلدانها.
وخَلُصت القمة التي انعقدت بمشاركة نحو 125 عالماً، من 37 دولة، الثلاثاء قبل الماضي واستمرت لأربعة أيام، إلى نتائج وتوصيات تلاها رئيس هيئة الشؤون التركية، محمد غورماز، أبرزها العمل المشترك بين الدول من أجل الاهتمام بالتعليم الديني في المدارس وتوحيده، والابتعاد عن التكفير، وتبادل الآراء، من أجل حل المشاكل العالقة.
كما أوصى المشاركون، بتعليم الدين الصحيح وفق المصادر الصحيحة، وتهيئة العلماء، والاستفادة من خبرات الشؤون الدينية التركية، وتلبية الحاجات التعليمية، والتعاون مع تركيا في مجال المطبوعات والمنشورات للكتب التعليمية.
وقال عبد الله محمد زين، مستشار رئيس وزراء ماليزيا للشؤون الدينية، للأناضول إن "القمة كانت للتشاور، لأن الله عز وجل قال: وأمرهم شورى بينهم".
وأضاف: "التشاور أمر عظيم في الإسلام، ويساهم في إيجاد حل لمشاكل المسلمين، لأننا نعيش في زمن تواجهنا فيه تحديات".
وذكر زين أن من بين هذه التحديات "مخططات تقسيم المسجد الأقصى منذ زمن"، مستطرداً: "يريدون (إسرائيل)، الاستيلاء على القبلة الأولى في الإسلام، وهذا يفضح مخططاتهم السيئة لأخذ القبلة لهم، وبجانب هذا هناك تحديات أخرى في جميع الدول الإسلامية، وخصوصاً الاقليات المسلمة في جنوب الفلبين وتايلاند".
ورأى أنه "لابد للمسلمين من الوحدة، من خلال الاتحاد بين الآراء والأفكار، والاعتصام بحبل الله".
يُشار إلى أن حالة من التوتر تسود هذه الأيام، الأراضي الفلسطينية(الضفة الغربية والقدس)، إثر استمرار المواجهات، منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية.
وعن فائدة القمة، قال ميو عباس، رئيس جمعية "المجتمع المسلم" في فيتنام: "تتم الاستفادة من الموضوعات التي تتعلق بالدين، والأمور الاقتصادية، كما أنه كان فرصة للقاء الأصدقاء من الدول المختلفة، من أجل التفاهم والتعاون".
غير أنه علّق على عدم تناول بعض المتحدثين لوضع الإسلام والمسلمين في بلدانهم، وتناولهم مشاكل دول أخرى، معرباً عن أمله في هذا الصدد، أن يكون الهدف الخاص للمؤتمر، في المستقبل هو ما لم يجده في بعض لدى هؤلاء المتحدثين(الذين لم يسمهم).
بدوره، قال عبد العزيز يانيا، رئيس جمعية "الباندوك" الإسلامية في تايلاند، إن "هذه القمة التي حضرها حشد من العلماء، هي نقطة مهمة لامتلاك الوعي الإسلامي، وتقع المهمة على زعماء المسلمين في حل المشاكل المتعددة الموجودة في بلدانهم، ودور تركيا في هذا المجال كبير".
وتابع: "الأقلية المسلمة في تايلاند لها مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية، ولكن الله يرعانا ويحفظنا من كل مشاكل".
وطالب يانيا، في حديثه مع الأناضول، بعقد هذه القمة بشكل سنوي، مشيراً إلى أنهم مستعدون للاجتماع وتلبية الدعوات، كما طالب في الوقت ذاته، الدول الإسلامية، بإعطاء المنح الدراسية لطلاب الأقليات في بلاده، "لأنهم بحاجة إلى التعليم في كل مراحله، وإلى مثقفين ومتعلمين لحل مشاكلهم".
وكانت القمة، قد تناولت موضوعات عدة، منها "الأزمات التي تواجه العالم الإسلامي، وسبل إيجاد الحلول المناسبة لها"، و"التعريف بتواجد المسلمين في منطقة آسيا ودول محيط الهادئ، وسبل توثيق العلاقات التاريخية بينهم".
كما بحثت "إنشاء آلية استشارة فعالة مع المؤسسات الدينية"، و"التعاون في مجالات الخدمة والتربية الدينية".
وكان رئيس هيئة الشؤون الدينية التركي، قال في كلمة له بعد أداء صلاة فجر الجمعة الماضية، برفقة لفيف من ضيوفه المشاركين في تلك القمة، بجامع أبو أيوب الأنصاري، بإسطنبول:" لقد استمعت للمشاكل والعقبات التي تواجه المسلمين، في آسيا ودول محيط الهادئ".
وفي كلمة أخرى له خلال الجلسة الختامية للقمة، في اليوم نفسه، قال غورماز إن "العالم الإسلامي يمر بأصعب أيامه، حيث إن الحروب والصراعات وأعمال العنف، والإرهاب، والفوضى الناتجة عن الدوافع الداخلية والخارجية، التي يتعرض لها المسلمون في مختلف أنحاء العالم، وقتل الأبرياء، والظلم الواقع، أثر كثيرًا في نفوس جميع المسلمين، وأصحاب الضمائر في العالم".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.