الثقافة والفن, الدول العربية

تونس.. "كرنفال أوسو" أسطورة تعانق البحر وتبعث برسائل حب وسلام

الكرنفال، الذي يختتم أنشطته الخميس بمدينة سوسة، جذب أكثر من 100 ألف تونسي وأجنبي.

27.07.2017 - محدث : 28.07.2017
تونس.. "كرنفال أوسو" أسطورة تعانق البحر وتبعث برسائل حب وسلام

Tunisia

تونس/ ماهر جعيدان/ الأناضول

شارك آلاف التونسيين، والسياح الأجانب، مساء الأربعاء، في فعاليات الدّورة الـ 58 لكرنفال "أوسو" بمدينة سوسة (شرق)، حسب مراسل الأناضول.

ويقام الكرنفال التنشيطي ضمن فعاليات مهرجان "أوسو" الدّولي على طول الطريق السياحي (الكورنيش) المطل على شاطئ "بوجعفر" بالمدينة الساحلّية.

وأفاد المراسل أن أعداد المشاركين في الكرنفال تجاوزت 100 ألف، بينهم تونسيون وسياح أجانب، قدموا اليوم خصيصًا للمشاركة في التظاهرة الفنية التي أقيمت وسط تعزيزات أمنية مشددة.

واستهل الكرنفال بعرض للجوق (أوركسترا) الشرفي للجيش التونسي الذي عزف النشيد الوطني التونسي.

وازدان الكرنفال بلوحات استعراضية بهلوانية، وفلكلورية، وراقصة، منها الإفريقية لمجموعة "زولو" (قبائل إفريقية اشتهرت بولعها بالحرب)، و"رقصة حراير تونس"، (رقصة محلية) وأخرى مستوحاة من التراث الليبي.

وتخللت اللوحات عروضًا لعربات رمزية في شكل قاطرات مجرورة تحمل مجسمات رمزية أهمها عربة "بابا أوسو" الرمزية الشهيرة، وتضم 3 عربات تحمل مجسما لإله البحر، وفقًا للأسطورة التاريخية.

وتلتها عربة "خيرات البحر" ثم "عربة إفريقيا" حاملة مجسمات لحيوانات إفريقية ضخمة مثل الفيل والديناصور، ثم عربات لمؤسسات اقتصادية وفرق رياضية محلية وأخرى تعبر عن الثقافة وفرحة "سوسة" الاحتفالية.

وشارك في الاستعراض عدة دول عربية وأجنبية بينها ليبيا، الجزائر، بوركينافاسو، وروسيا.

وفي تصريح للأناضول، أعرب وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين، عن "سعادته بنجاح الكرنفال الذّي يبعث برسائل حب وسلام للعالم".

واعتبر زين العابدين أنّ "مضمونه (الكرنفال) يتماشى مع انتظارات الجماهير الغفيرة الحاضرة اليوم التي يزداد عددها من دورة إلى أخرى".

وقال كاتب عام (أمين عام) المهرجان علي المرموري، للأناضول، إنّ "هذه الدورة تتميز بالتجديد والابتكار، وهناك العديد من الطلبات الأجنبية الراغبة في المشاركة في هذا الاستعراض".

وأضاف: "المهرجان تاريخي، وكان يسمى في عهد الاستعمار الفرنسي احتفال سانتا ماريا حيث كان يحتفى بإله البحر، ليصبح بعد الاستقلال مهرجانًا يعانق العالمية ويحمل رسائل حب وسلام ومحبة ذات بعد تاريخي وحضاري لتونس". ‎

وفي 22 يوليو/تموز الجاري، انطلق "مهرجان أوسو" عبر محطات تنشيطية وترفيهية متنوعة ليختتم غدًا الخميس.

ومثلت منصة إطلاق "الشماريخ" (الألعاب النارية) العملاقة، أمس الثلاثاء، إحدى أهم الفقرات التي حضرها عشرات الآلاف من المواطنين التونسيين والسياح الأجانب الذّين يقضون عطلاتهم في مدينة سوسة.

ويعتبر مهرجان "أوسو" من أعرق التظاهرات في تونس، ويعوج للعام 1958، ويحظى بمكانة هامة في حوض المتوسط، نظرًا لإشعاعه العالمي فهو يحاكي تاريخ مدينة سوسة، وموقعها الجغرافي المطل على البحر وإرثها اللامادي.

ويطلق أهالي سوسة على هذا المهرجان اسم "بابا أوسو"، ويصنعون له مجسمًا على شكل رجل ضخم ملتحٍ ذي شعر طويل، وهو كنية لإله البحر.

وفي هذه المنطقة من الساحل التونسي دأب المصطافون على "ترنيمة" باللهجة التونسية تتغنى بإله البحر في مثل هذه المناسبة، ويستمرون في السباحة بشاطئ "بوجعفر" لمدة 7 أيام متواصلة.

ووفقًا لمؤرخين فإن "كرنفال أوسو" تاريخي ضارب في القدم، ويعود إلى العهد الفينيقي، وقد اقترن في العصر الحديث بذكرى وطنية وهي عيد الجمهورية التونسية 25 يوليو/تموز 1957.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın