بوغوتا/ الأناضول

قال نائب وزير الخارجية الكولومبي ماوريسيو جاراميو جاسير إن غزة تشهد انتهاكا لحق تقرير المصير وعملية تطهير عرقي، على يد إسرائيل.

وفي حديث للأناضول في قصر سان كارلوس بالعاصمة بوغوتا، أوضح جاسير أن جزءا من أسرته من أصل فلسطيني، لا سيما من جهة والدته.

وأشار إلى أن أصوله الفلسطينية أثرت في حياته وجعلته يفكر في مأساة فلسطين منذ نعومة أظافره.

ولفت إلى أنه عقب دراسته للقضايا الدولية، أدرك أن القضية الفلسطينية "ليست قضية تخص فلسطين وحدها، بل هي قضية مبدئية لكل الشعوب التي عانت من الاستعمار والتدخل الخارجي والإمبريالية والحروب".

النظام الدولي يتغير

وشدد نائب وزير الخارجية الكولومبي على أن النظام الدولي لم يعد أحادي القطبية.

وأردف: "العالم يمر بمرحلة انتقالية نحو التعددية القطبية، ومن الطبيعي أن تحدث صراعات عنيفة خلال هذه المرحلة".

وأكمل: "إن ما يحدث في غزة هو بلا شك المثال الأشد خطورة، حيث يتم انتهاك حق تقرير المصير، ويجري ولو جزئيا تنفيذ عملية تطهير عرقي".

وأضاف: "الوضع في غزة غير قابل للاستمرار أخلاقيا أو قانونيا أو إنسانيا".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و288 قتيلا، و169 ألفا و165 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.

قوة دولية من أجل فلسطين

وتعليقا على دعوة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو في الأمم المتحدة في 24 سبتمبر الماضي لتشكيل "جيش مشترك من أجل تحرير فلسطين"، قال جاسير: "الأمر يرتبط بمسؤوليتنا الإنسانية تجاه الالتزامات التي أُقرت بعد الحرب العالمية الثانية".

وأضاف: "مع الأسف نرى يوميا في غزة المأساة نفسها، وحين تُطرح مبادرات في الأمم المتحدة لوقف الإبادة، مثل الدعوات لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، تُواجَه بالفيتو".

وأردف: "إسرائيل لا تعترف بقرارات الجمعية العامة أو مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان أو المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية. فاقتراح كولومبيا يتمثل في إنشاء قوة متعددة الجنسيات للدفاع عن دولة بلا جيش، لا تسيطر على حدودها، وتقع تحت الاحتلال".

ازدواجية المعايير الأمريكية

وانتقد جاسير قرار الولايات المتحدة منع دبلوماسيين فلسطينيين على رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الحصول على تأشيرات لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفا ذلك بـ"ازدواجية المعايير".

وقال: "رفضنا منع دخول دبلوماسيين فلسطينيين عاشوا مأساة الإبادة إلى الأراضي الأمريكية، بينما سُمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالدخول بلا أي قيود. هذا أمر غير مقبول".

وأشار إلى أن الرئيس بيترو نفسه تعرض لإلغاء تأشيرته في 26 سبتمبر الماضي عقب مشاركته في مظاهرة داعمة لفلسطين في نيويورك.

وأضاف: "رأينا كيف تم تسييس نظام التأشيرات واستخدامه أداة ضغط. هذا أمر مرفوض وينتهك الالتزامات الدولية".

علاقات كولومبيا وتركيا

وتطرق جاسير إلى العلاقات الكولومبية التركية ووصفها بأنها "شراكة محورية".

وأردف: "تركيا شريك رئيسي لنا، فهي تساعدنا على تنويع علاقاتنا الخارجية. ومنذ إلغاء التأشيرات بين البلدين، أُنشئت جسور جوية مباشرة عبر الخطوط الجوية التركية".

ومضى قائلا: "نعتقد أن تركيا بوابتنا إلى أوروبا وآسيا الوسطى وحتى بعض مناطق الشرق الأوسط، وبالمثل يمكن أن تكون كولومبيا بوابة تركيا إلى أمريكا اللاتينية والكاريبي".

وأشاد بمشاريع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) ووقف المعارف التركي في كولومبيا.