
Istanbul
إسطنبول / سيدا سيفينكان / الأناضول
ـ أعضاء "نادي الأمل والمعرفة" قطعوا مئات الأميال للوصول إلى المدينة التركية في إطار جولة خيريةـ المؤسس المشارك لنادي الأمل: تأسس النادي قبل 10 سنوات ويضم مختلف الفئات العمرية
ـ سويفر عبد الرحمن: للنادي جهود خيرية في رعاية الأيتام ودعم المخيمات الطبية
ضمن رحلة ممتعة ومرهقة استمرت نحو 4 أيام، قامت مجموعة من راكبي الدراجات المسلمين في بريطانيا بقيادة دراجاتهم الهوائية على طول الطريق من العاصمة البلغارية صوفيا بهدف واحد، وهو الوصول إلى وجهتهم المحببة إسطنبول.
قاوموا التعب والظروف الجوية القاسية ومختلف التحديات، وعندما وصلوا أخيرا إلى ساحة السلطان أحمد الشهيرة في إسطنبول، تسارعت ضربات قلوبهم بالإثارة، بعدما بلغوا هدفهم المنشود.
لقد أذهلتهم روعة مآذن المسجد الأزرق المهيبة، فيما يمثل النهاية المظفرة لرحلتهم المشوّقة.
وفي إحدى الطرق لمساعدة الناس وجعل العالم أفضل، يسافر البعض إلى مناطق نائية من العالم لتوفير العلاج والرعاية للمرضى، بينما يختار آخرون قيادة الدراجة لعدة أيام وقطع عدد لا يحصى من الكيلومترات على طول الطرق الوعرة والصعبة.
وقبل عقد من الزمن، أسست مجموعة هواة في لندن، نادي الأمل والمعرفة (H&K) للدراجات، والذين حولوا حبهم لهذه الهواية إلى هدف إنساني نبيل، بالتعاون مع العديد من المنظمات الخيرية لإحداث تأثير إيجابي في أنحاء العالم.
وفي معرض وصفه لهذا العمل الخيري، قال شمس عابدين، المؤسس المشارك للنادي، للأناضول: لقد "بدأ النادي منذ 10 سنوات مع مجموعة من الإخوة، 6 أو7 أشخاص يريدون فقط القيام بشيء من أجل الأعمال الخيرية والاستمتاع بركوب الدراجات أيضا".
ويتألف النادي من راكبي دراجات من أصل بنغالي، إلى جانب أفراد من الهند وباكستان وتركيا، ويضم مجموعة من مختلف الفئات العمرية، تراوح بين 17 و58 عامًا، حسب المصدر نفسه.
وقال عابدين: "نحن نستمتع بركوب الدراجات، وهو شيء نقوم به كل يوم سبت، سواء كان الجو حارا أو باردا أو ممطرا في الخارج، وهي طريقتنا في القيام بشيء من أجل الإنسانية".
وينظم النادي ثلاثة أحداث رئيسية، وهي الرحلة المحلية، ورحلة ثلاث مدن، ورحلة الهجرة.
يتم إجراء الرحلة المحلية بين أي مدينتين في المملكة المتحدة، ويغطي حدث المدن الثلاث أماكن مختلفة في أوروبا، بينما تنطلق رحلة الهجرة من مدينتي مكة والمدينة، في المملكة العربية السعودية.
يقوم الركاب أيضًا بإعداد حساباتهم الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، أو التواصل مع الأصدقاء والعائلات للحصول على التبرعات.
- وجهة الأحلام.. إسطنبول
في العام الماضي، امتدت رحلة المدن الثلاث من سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، إلى نيس جنوب صربيا، وانتهت في صوفيا، عاصمة بلغاريا.
ونوّه عابدين: "كانت فكرتنا أن نبدأ من لندن وننتهي في إسطنبول".
هذا العام، انطلقت المجموعة في رحلتها في 27 أغسطس/ آب الماضي، انطلاقا من صوفيا وتتقدم إلى بلوفديف (جنوب)، قبل الوصول إلى وجهتها التي طال انتظارها، مدينة إسطنبول الصاخبة، في الساعات الأولى من 30 أغسطس.
وقال عابدين وابتسامة مشرقة تزين وجهه: "الآن، وصلنا إسطنبول، وهو ما كنا نحلم بتحقيقه".
وأضاف: لقد "تم اختيار إسطنبول بسبب تاريخها النابض بالحياة، ولأن معظم راكبي الدراجات لدينا هم من المسلمين.. لدينا ارتباط عاطفي بإسطنبول وتركيا".
وأوضح لقد "زرنا العديد من المدن، وعلى مدى 10 سنوات، قمنا بالتنقل عبر 52 مدينة أوروبية".
وبخصوص إسطنبول قال "سأكون صادقا، لا توجد مدينة أوروبية مثل إسطنبول، وحقيقة أنها بوابة إلى آسيا تجعل منها مدينة استراتيجية فريدة من نوعها لأنها تقع في قارتين".
وأكد أن "الرحلة إلى إسطنبول تمثل نهاية مشروع المدن الثلاث للنادي الذي يمتد لعشر سنوات".
وضمت المرحلة الأخيرة من الرحلة الاستثنائية 29 راكبا متخصصا قطعوا قرابة 400 ميل على مدى 3 أيام ذات قيادة مكثفة.
لقد تمكنوا من جمع مبلغ مذهل قدره 115.000 جنيه إسترليني (145.000 دولار أمريكي)، ما مكنهم من بناء أكثر من 75 منزلا دائما مكونا من 3 غرف نوم للعائلات السورية المقيمة في مخيمات اللاجئين.
- قضية نبيلة
كما سلط محمد حاجت، عضو بالنادي الضوء على دوافع الفريق لمواصلة المضي قدما خلال الأوقات الصعبة التي واجهوها في الرحلة.
قال حاجت: "عندما تفكر في الدوافع النبيلة التي تدفعك إلى جمع الأموال، فهذا يساعدك حقا ويجعلك تكافح، لاسيما بعد قطع 90 ميلا أو 120 ميلا، فإن جسدك يرتجف، وتتألم عضلاتك".
ونوّه إلى أن "الهدف هو مساعدة الناس على تغيير حياتهم".
وقال سويفور الرحمن، وهو دراج آخر، إن "الأعضاء يشعرون بأنهم محظوظون لأنهم ساعدوا العديد من الأشخاص في العديد من البلدان".
وأوضح أن الجهود الخيرية الواسعة التي يبذلها النادي تشمل رعاية أيتام مسلمي الروهنغيا، وتمويل عمليات القلب للأطفال في مختلف الدول، ودعم عيادات الأمهات والمخيمات الطبية.
وأشار عابدين إلى أن "هناك أشخاصا محتاجون دائما، خاصة في العالم الإسلامي".
واختتم حديثه قائلاً: "لذلك ما قررنا القيام به هو استخدام شيء نستمتع به، وهو ركوب الدراجات، بهدف تقديم شيء ما للإنسانية.. لقد نجح الأمر ببراعة".
وتقع إسطنبول شمال غرب إقليم مرمرة في تركيا، وتمتد على جانبي مضيق البوسفور، فتتواجد بين قارتي آسيا وأوروبا، وتعتبر واحدة من أهم الوجهات السياحية في البلاد والشرق الأوسط، بسبب شواطئها وطبيعتها وتاريخها، إذ تضم المدينة عددا كبيرا من المعالم التاريخية، ما جعلها مقصدا للسياح من مختلف دول العالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.