تركيا, دولي, التقارير

مقديشو.. مستشفى "رجب طيب أردوغان" يداوي جراح الصومال (تقرير)

مدير المستشفى الدكتور إبراهيم آغا أوغلو: يعمل في المستشفى نحو 170 طبيبًا صوماليًا إلى جانب 30 طبيبًا تركيًا

Ahmed Satti, Gökhan Kavak, Hişam Sabanlıoğlu  | 10.09.2025 - محدث : 10.09.2025
مقديشو.. مستشفى "رجب طيب أردوغان" يداوي جراح الصومال (تقرير)

Sudan

مقديشو/ غوكهان قاوق، أحمد ساتي/ الأناضول

مدير المستشفى الدكتور إبراهيم آغا أوغلو:
- يعمل في المستشفى نحو 170 طبيبًا صوماليًا إلى جانب 30 طبيبًا تركيًا
- لا يقتصر دور المستشفى على الخدمات العلاجية، بل يؤدي أيضًا دورًا تعليميًا محوريًا
- يقدم المستشفى خدماته شهريًا لما يزيد على 35 ألف مريض

افتتح عام 2015 في العاصمة الصومالية مقديشو.. مستشفى "رجب طيب أردوغان للتعليم والبحوث" يواصل أداء دور حيوي في النظام الصحي للبلاد، بعد سنوات طويلة من حرب أهلية أنهكت البنية التحتية.

ويُعد المستشفى أحد أكبر الاستثمارات الصحية التي نفذتها تركيا في الخارج، إذ يضم نحو 250 سرير، ويقدّم خدماته الطبية ليس للمواطنين الصوماليين فحسب، بل أيضًا للمرضى القادمين من دول الجوار.

المستشفى مجهز بأحدث الإمكانات، من أقسام الطوارئ والعناية المركزة إلى غرف العمليات ووحدات الولادة، ليغطي نطاقًا واسعًا من الخدمات الصحية.

وأصبح المستشفى ركيزة أساسية في دعم النظام الصحي الصومالي، إلى جانب مساهمته في مجالات التعليم والتأهيل والبحوث، حيث يتخرج منه أطباء في اختصاصات عدة.

كل عام، يتلقى مئات الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين الصوماليين تدريبات عملية داخل المستشفى بإشراف خبراء محليين وأتراك، ما يساعد في إعداد كوادر وطنية متخصصة ويمنح المشروع بُعدًا استراتيجيًا يتجاوز الخدمات العلاجية.

- مبعث أمل

ويُنظر إلى المستشفى كذلك على أنه أحد أبرز رموز الصداقة بين تركيا والصومال، حيث يبدي السكان المحليون رضاهم عن مستوى الرعاية والخدمات المقدمة.

ولعب المستشفى دورًا محوريًا في مواجهة الكوارث والأوبئة، إذ تحول خلال جائحة كورونا إلى مركز رئيسي للفحوص والعلاج، وقدم خدمات طبية لآلاف المواطنين الصوماليين والأجانب.

أما اليوم، فلم يعد المستشفى مجرد مرفق صحي للصوماليين، بل أصبح مصدرًا للأمل والثقة، وجسرًا نحو الاستقرار والتنمية.

وفي لقاء مع الأناضول، أوضح مدير المستشفى الدكتور إبراهيم آغا أوغلو ونائبه محمد حسين أشرف، أن بناء المستشفى بدأ عام 2012، وهو يضم اليوم نحو 250 سريرًا، بالإضافة إلى 8 غرف عمليات، ووحدات عناية مركزة، وأقسام متخصصة مثل رعاية حديثي الولادة، ومركز الحروق، ووحدة غسيل الكلى، وقسم القسطرة القلبية.

- الأكبر بالصومال

وأكّد مدير المستشفى، الدكتور إبراهيم آغا أوغلو، أن المستشفى يُعد الأكبر في الصومال، مشيرًا إلى أنه يقدم خدماته شهريًا لما يزيد على 35 ألف مريض.

وقال آغا أوغلو: "هذا المستشفى يقدّم في كثير من المجالات الخدمات الطبية الأولى والوحيدة في البلاد. على سبيل المثال، الجراحان الوحيدان المتخصصان في جراحة الصدر في الصومال تخرجا من هنا، وهما يعملان اليوم في المستشفى نفسه".

ولفت إلى أن المستشفى الذي أُنشئ بدعم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يمثل مجرد مرفق لتقديم الخدمات الطبية، بل يعكس أيضًا أواصر الأخوة بين الشعبين التركي والصومالي.

وأضاف: "يمكن ملاحظة ذلك في كل تفاصيل العمل، بدءًا من الإدارة وحتى الطواقم الطبية. نحن نوفر الخدمات للسكان بجهود مشتركة بين الكوادر التركية والصومالية".

وأوضح أن المستشفى يعمل فيه نحو 170 طبيبًا صوماليًا إلى جانب 30 طبيبًا تركيًا، فضلًا عن نحو 1040 موظفًا صوماليًا و80 موظفًا تركيًا.

ولفت إلى أن خدمات المستشفى يستفيد منها الصوماليون والأتراك المقيمون في البلاد، إضافة إلى جنسيات أخرى.

وأكد آغا أوغلو أن المستشفى غير ربحي، مضيفًا: "هدفنا الوحيد هو تقديم الخدمات الطبية الضرورية بأعلى جودة وأقل تكلفة ممكنة لمن يحتاجونها".

- لا مثيل له في العالم

وأشار آغا أوغلو إلى أن المستشفى يتميز بخصوصية لا توجد في أي مكان آخر في العالم، وقال: "نحن المستشفى الوحيد خارج تركيا الذي يدرّب أطباء اختصاص لبلد آخر".

وتابع: "لا يقتصر الأمر على الأطباء، بل تشمل التدريبات أيضًا الطواقم الصحية، والممرضين، والفنيين، وذلك بفضل التعاون مع جامعة العلوم الصحية الموجودة في حرم المستشفى نفسه".

وأضاف: "نقدّم هذه البرامج التدريبية باللغة التركية، ونوفّر للخريجين فرص عمل داخل المستشفى أو في المستشفيات الحكومية الأخرى وفق احتياجات الصومال".

وزاد: "اليوم، معظم الخدمات الطبية والبرامج التعليمية في المستشفى تُدار بكوادر صومالية تخرجت هنا، بينما يقتصر دور الكوادر التركية على التنسيق وسد الثغرات عند الحاجة".

- أطباء مختصون

وأوضح آغا أوغلو أن المستشفى لا يقتصر دوره على الخدمات العلاجية، بل يؤدي أيضًا دورًا تعليميًا محوريًا.

وذكر أنه منذ عام 2020، تخرّج من الفروع الطبية فيه 128 طبيبًا مختصًا، يعملون حاليًا في المستشفى أو في مؤسسات صحية أخرى داخل البلاد.

وقال: "في السابق، كان الناس يموتون بسبب أمراض بسيطة، لغياب الأطباء المختصين. أما اليوم فلم يعد أحد يفقد حياته بسبب حالات بسيطة، ولم يعد المرضى مضطرين للسفر إلى دول أخرى بحثًا عن العلاج".

- خدمات وتكنولوجيا متقدمة

ولفت نائب مدير مستشفى "رجب طيب أردوغان للتعليم والبحوث" في مقديشو، محمد حسين أشرف، إلى أن المستشفى يُعد واحدًا من أكبر المستشفيات في شرق إفريقيا.

وأوضح أن المستشفى يستقبل شهريًا نحو 40 ألف مريض من مختلف مناطق الصومال، كما يتلقى في بعض الحالات مرضى من كينيا وأوغندا وإثيوبيا.

وأكد أشرف أن المستشفى هو الوحيد في البلاد الذي يوفّر أحدث الخدمات الطبية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، وبإشراف مشترك من أطباء وكوادر صحية صومالية وتركية.

وأشار إلى أنه في السابق كان يتم توظيف أطباء تلقوا تعليمهم خارج البلاد، أما اليوم فإن الأطباء المتخرجين من برامج المستشفى باتوا يعملون فيه، إلى جانب تقديم خدماتهم للصوماليين المحتاجين في أماكن أخرى.

- الدبلوماسية الإنسانية

وقال أشرف إن المستشفى أصبح "أملًا حقيقيًا للمجتمع الصومالي".

وأوضح أن المواطنين الذين كانوا يضطرون سابقًا للسفر إلى الخارج من أجل العلاج، باتت معظم الخدمات متاحة لهم الآن داخل المستشفى، ما جعلهم ينظرون إليه بوصفه مؤسسة طبية رائدة.

وأضاف: "نتلقى تقديرًا كبيرًا من المجتمع المحلي. كما أننا نساعد الفقراء والمستضعفين غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج".

وأردف: "نقدّم مجانًا خدمات حيوية في مركز الحروق ووحدة العناية المركزة، وهي خدمات غير متوفرة في المستشفيات الأخرى، لاسيما الخاصة منها".

وختم أشرف بالتأكيد على أن المستشفى يُمثل "نموذجًا حيًا للدبلوماسية الإنسانية"، موجّهًا الشكر للحكومة التركية على ما تقدمه من دعم وخدمات صحية نوعية للشعب الصومالي.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.