الدول العربية, التقارير

مرصد بكين التاريخي.. شاهد على اهتمام الحضارة الصينية بالفلك (تقرير)

- تأسس مرصد بكين عام 1442 في عهد أسرة مينج، وواصل عمله حتى مطلع القرن العشرين

19.12.2021 - محدث : 19.12.2021
مرصد بكين التاريخي.. شاهد على اهتمام الحضارة الصينية بالفلك (تقرير)

Beijing

بكين/ أمراه آيتكين/ الأناضول

- تأسس مرصد بكين عام 1442 في عهد أسرة مينج، وواصل عمله حتى مطلع القرن العشرين
- يتكون المرصد من برج حصين بعرض 40 مترًا وارتفاع 15 مترًا، وحديقة وساحة داخلية
- أعاد الكاهن اليسوعي الهولندي "فرديناند فيربيست" عام 1673، تجديد عدد كبير من أدوات القياس في المرصد، وطور أدوات جديدة
- يضم المرصد أدوات استخدمها علم الفلك الصيني التقليدي لقياس دوران الأرض حول نفسها


يكشف مرصد بكين التاريخي وسط العاصمة الصينية، عن الاهتمام الكبير الذي أظهرته الحضارة الصينية بالسماء ومراقبة الأجرام السماوية، وسعيها لتطوير أدوات المراقبة الفلكية وخرائط النجوم في حقبة ما قبل اختراع التلسكوب.

ويُعرف مرصد بكين القديم، وهو أحد الأوابد التاريخية النادرة، والموجود داخل الأسوار القديمة المحيطة بمدينة بكين التاريخية، بأنه "أحد أقدم المراصد الفلكية في العالم".

ويحتوي المرصد، الذي تم تحويله إلى متحف، على العديد من أدوات المراقبة الميكانيكية، بما في ذلك الكرات السماوية والأساور الإهليلجية وساعات شمسية وقمرية.

وتكشف المعدات والأجهزة التي أُنتجت في الصين قبل اختراع التلسكوب في القرن السابع عشر، عن الأهمية التي أبدتها الحضارة الصينية تجاه مراقبة الفلك لعدة قرون، من أجل قياس الوقت بدقة وفهم ترتيب الأحداث السماوية.

وتأسس مرصد بكين التاريخي عام 1442 في عهد أسرة مينج، وواصل عمله حتى مطلع القرن العشرين، أي خلال عهد أسرتي "مينج" و"تشينغ".
وأثناء توليه مسؤولية إدارة المرصد عام 1673، أعاد الكاهن اليسوعي الهولندي "فرديناند فيربيست" بناء وتجديد عدد كبير من أدوات القياس وطور بعض الأدوات الجديدة.

ويتكون المرصد من برج حصين بعرض 40 مترًا وارتفاع 15 مترًا، وحديقة وساحة داخلية. وتعكس زخارف التنين الموجودة على الأدوات والأجهزة المعروضة في الفناء والحديقة والبرج، فهمًا يجمع بين التكنولوجيا الغربية والثقافة الصينية التقليدية.

وفي الفناء الداخلي المحاط بأقسام العرض؛ توجد نسخ طبق الأصل لساعة نجمية وساعة قمرية ولوحات مربعة تقيس زاوية ارتفاع الشمس. فيما يمكن من خلال البرج رؤية الأساور الإهليلجية التي تستخدم لتحديد مواقع الأرض والشمس، ومدة حركات الأجرام السماوية، والاعتدالات والانقلاب الشتوي، إلى جانب أدوات أخرى تستخدم لقياس زوايا ارتفاع مواضع النجوم.

وفي منتصف البرج، توجد الكرة السماوية التي وضعها الكاهن فيربيست في ذلك المكان في العام 1673، لتحديد وقت ظهور واختفاء الأجرام السماوية وزوايا الارتفاع وللمساعدة في إعداد خرائط النجوم.

ويضم المرصد أدوات استخدمها علم الفلك الصيني التقليدي لقياس دوران الأرض حول نفسها، وعلم الفلك الغربي لقياس دوران الأرض حول الشمس والحركات الدورية للأجرام السماوية. وقد جمعت أدوات القياس التقليدية في هذا المتحف والعائدة لفترة ما قبل اختراع التلسكوب بين التصورين الصيني والغربي.

- "ابن السماء" و"السلطة السماوية"

ويعود تاريخ الدراسات الفلكية في الصين إلى ما قبل 3 آلاف عام، حيث كان علماء الفلك في العهد الإمبراطوري يبلغون الإمبراطور، الذي يُعتقد أنه "ابن السماء" وفقًا لعلم الكونيات الصيني الكلاسيكي، بمعلومات عن حركة الأجرام السماوية وتغيراتها.

ووفقًا للفهم السائد في الحضارة الصينية القديمة، فقد كان يعتقد أن الإمبراطور قد نال سلطته في الحكم "من السماء"، وأن الحكم غير العادل قد يؤدي إلى تغيير في حركة بعض الأجرام السماوية، وهذا يتسبب في فقدان الإمبراطور "لسلطته السماوية". لهذا السبب، دأب علماء الفلك في تلك العصور، على إبلاغ الإمبراطور بمعلومات تتعلق بحركة الأجرام السماوية.

وتشير التقديرات إلى أن أول خريطة نجمية في الصين تم وضعها حوالي عام 1300 قبل الميلاد، خلال عهد أسرة شانغ. كما قسّم علماء الفلك الصينيون السماء إلى 28 برجًا سماويًا تسمى "المنازل".

ونشأت الأمثلة الأولى للملاحظات الفلكية المنتظمة والسجلات التفصيلية خلال فترة "الممالك المتحاربة" في الصين (475-221 قبل الميلاد)، وجرى تطوير مراقبة الفلك وإضفاء طابع مؤسسي على هذا الحقل العلمي خلال عهد أسرة هان (206 ق.م إلى 220 م).

ومع انتشار البوذية في الصين، بدأ تبني مفاهيم علم الفلك الهندي منذ عهد أسرة هان الشرقية (25-220 ميلادية)، ووصل هذا التبني مرحلة الذروة خلال عهد أسرة تانغ (618-907).

كما وصلت مفاهيم وخلاصات علم الفلك الإسلامي إلى أراضي الصين في القرنين التاسع والثاني عشر الميلاديين. واستقطبت الصين خلال عهد أسرة يوان المنغولية (1271-1368) ثلة من علماء الفلك المسلمين.

إضافة إلى ما سبق، ساهم المبشرون المسيحيون اليسوعيون الذين بدأوا بدخول الصين منذ نهاية القرن السادس عشر، في نقل المفاهيم والأدوات الغربية لعلم الفلك إلى الصين. كما ساهم اليسوعيون في تطوير المجالات العلمية والتقنية في هذا البلد مثل الرياضيات وعلم الفلك ورسم الخرائط والجغرافيا.

واليوم، تعد الصين التي تستضيف مراصد عالية التقنية، وتدير برنامجًا فضائيًا خاصًا بها، واحدة من أكثر الدول تقدمًا في مجال علم الفلك الحديث.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın