الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

مخلفات إسرائيلية بغزة.."لعبة" مُفخخة تحول رحلة بحث عن طعام لمأساة (تقرير)

الطفلان الشقيقان من عائلة بكر أصيبا بجراح مختلفة أحدهما بتر في اليد جراء انفجار "لعبة" مفخخة من المخلفات العسكرية الإسرائيلية عثرا عليها في منطقة مفتوحة خلال بحثهما عن الطعام في مخيم الشاطئ..

Nour Mahd Ali Abuaisha  | 14.05.2025 - محدث : 14.05.2025
مخلفات إسرائيلية بغزة.."لعبة" مُفخخة تحول رحلة بحث عن طعام لمأساة (تقرير)

Gazze

غزة/ الأناضول

الطفلان الشقيقان من عائلة بكر أصيبا بجراح مختلفة أحدهما بتر في اليد جراء انفجار "لعبة" مفخخة من المخلفات العسكرية الإسرائيلية عثرا عليها في منطقة مفتوحة خلال بحثهما عن الطعام في مخيم الشاطئ..
**والدة الشقيقان بكر تهاني العرايشي للأناضول: خرجا للبحث عن الطعام بعدما فتك بهما الجوع
-ما زلت في حالة صدمة جراء انفجار هذه اللعبة في يد طفلاي
-أناشد لتوفير يد صناعية لطفلي وطعام لأطفال غزة
**حسن الشاعر المدير الطبي في مجمع الشفاء بمدينة غزة"
-نتعامل مع الكثير من الإصابات نتيجة انفجار المخلفات العسكرية الإسرائيلية معظمهم من الأطفال
- الكثير من المخلفات التي انفجرت كانت على أشكال معلبات لحمة أو سردين (سمك صغير)، أو على أشكال ألعاب للأطفال
-الجيش الإسرائيلي يتعمد وضع تلك المخلفات في مناطق يعود إليها نازحين لإيقاع إصابات مباشرة في صفوفهم
 

قبل أيام قليلة في مدينة غزة، خرج الطفل الفلسطيني محمد بكر برفقة شقيقه الأصغر بحثا عن رغيف خبز يسد رمق جوعهما، لكن رحلتهما القصيرة تحولت إلى مأساة حين عثرا في طريقهما على جسم "مُفخخ" على شكل لعبة كان من المخلفات العسكرية الإسرائيلية.

اعتقد الطفلان أن هذه اللعبة قادرة على تشتيت جوعهما وخلق أجواء من المرح في ظل اشتداد المجاعة ووسط أصوات الانفجارات التي لا تتوقف في مناطق مختلفة من القطاع.

بفرحة عارمة اصطحبا هذه اللعبة إلى الخيمة التي تؤويهم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وبدأوا باللعب فيها، حيث قال محمد لوالدته آنذاك، إنه "سيضيء لها الخيمة بهذه اللعبة".

وقعت هذه الكلمات كالصاعقة على مسامع والدته حينما شاهدت اللعبة التي يقصدها طفلها وكانت على شكل "صاروخ"، لتدرك أنها ستنفجر قريبا.

لم تنجح الوالدة في إزالة هذا الخطر القاتل، حيث انفجرت هذه "اللعبة" بعد ثوانٍ معدودة ما أسفر عن إصابتها وطفليها بجراح مختلفة.

تسبب هذا الانفجار ببتر في يد الطفل محمد وإصابات مختلفة في جسد شقيقه الأصغر وإصابة في وجه والدته.

وبين الفينة والأخرى، يشهد قطاع غزة انفجار مخلفات عسكرية إسرائيلية بمدنيين معظمهم من الأطفال أثناء اللعب بها.

وبحسب مسؤول طبي، فإن هذه المخلفات تكون عادة على شكل ألعاب للأطفال أو معلبات غذائية، حيث تصل للمستشفيات إصابات مختلفة جراء انفجارها معظمها من الأطفال.

وفي مارس/ آذار الماضي، قال محمد الزرقة المتحدث باسم الشرطة بغزة، إن التقديرات تشير لوجود أكثر من 30 ألف جسم متفجر من مخلفات الحرب منتشرة في القطاع.

وتقول تقارير حقوقية إن هذه المخلفات تشكل خطرا حقيقيا على حياة المدنيين بغزة خاصة الأطفال، محذرة من العبث فيها.

**حدوث المأساة

وعن واقعة الانفجار هذه، قال الطفل بكر بصوت مرتجف وهو على يرقد على سريره بمجمع الشفاء الطبي، إنه وشقيقه الأصغر وجدا لعبة خلال رحلة بحثهما عن الخبز قبل أيام.

وتابع، إن هذه اللعبة التي اصطحبها للخيمة التي تؤوي عائلته "انفجرت بهم" ما تسبب ببتر في يده وإصابات في جسد شقيقه ووجه والدته.

بدورها، قالت والدته تهاني العرايشي خلال حديثها للأناضول، إن طفلها الأصغر استيقظ في ذلك اليوم الذي انفجرت بهم اللعبة، يبكي من شدة الجوع.

وتابعت: "لم أعرف من أين أجلب الطعام والخبز، فأرسلت الأطفال لطلب رغيف من الجيران".

وأوضحت أن عائلتها تعيش في فقر شديد حيث انقطع عمل زوجها منذ بدء الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث باتوا يعتمدون منذ ذلك الوقت على المساعدات والتكايا.

وبسبب إغلاق إسرائيل للمعابر ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من شهرين، يعيش أطفال بكر في حالة جوع شديد حيث غاب عنهم رغيف الخبز منذ أسبوع، وفق قول الوالدة.

وتوضح أن رحلة البحث عن الخبز التي قطعاها الشقيقان في ذلك اليوم فشلت، وتحولت إلى مأساة حينما عادا بمخلفات عسكرية إسرائيلية انفجرت بهم.

وتقول وهي تبكي: "ابني ايده بترت، والثاني قدمه بحاجة لعملية جراحية وأصيب في ظهره".

وتشير إلى أن طفليها اعتقدا هذه المخلفات العسكرية الإسرائيلية "لعبة"، حيث قال لها محمد آنذاك إنه "سيضيء لها الخيمة" بهذه اللعبة قبل انفجارها بلحظات.

وناشدت الدول العربية بالعمل لوقف حرب الإبادة الجماعية والمجاعة التي تمارسها إسرائيل بحقهم، كما طالبت بتوفير يد اصطناعية لطفلها وطعام لكل أطفال غزة.

وعن حالة الجوع، تقول إنها تسمع أصوات الأطفال وهم يبكون من شدة الجوع في وقت تشعر فيه الأمهات بحالة من العجز جراء نفاد الطعام لديها.

وخلال حديثها، قالت العرايشي إنها تتمنى "الموت" بسبب عجزها عن توفير الطعام والخبز لأطفالها بينما تشاهدهم جائعين ومنهكين.

وأشارت إلى أنها ما زالت في حالة صدمة إزاء انفجار هذه "اللعبة" بين يدي طفليها.

ومنذ 2 مارس/آذار ترتكب إسرائيل أكبر جريمة تجويع بعدما أغلقت معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.

وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90 بالمئة من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون في ملاجئ مكتظة أو في العراء دون مأوى، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.

**حالات كثيرة

بدوره، قال حسن الشاعر المدير الطبي في مجمع الشفاء بمدينة غزة، إنهم يتعاملون مع الكثير من الإصابات نتيجة انفجار المخلفات العسكرية الإسرائيلية.

وأوضح أن هذه الإصابات ازدادت مع عودة النازحين لمدينتي غزة والشمال منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي حينما بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والذي تنصلت منه إسرائيل في 18 مارس/ آذار الماضي حيث استأنفت حرب الإبادة آنذاك.

وذكر أن الكثير من المخلفات التي انفجرت بمصابين كانت على أشكال معلبات لحمة أو سردين (سمك صغير)، أو على أشكال ألعاب للأطفال.

وأكد أن غالبية الإصابات الواصلة للمستشفى جراء انفجار هذه المخلفات هي من فئة الأطفال، لافتا إلى أن بعض الإصابات تكون صعبة بسبب قربها المباشر من الأشخاص أثناء الانفجار.

وحذر الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم لعدم العبث في أي مخلفات إسرائيلية أو ألعاب تكون في مناطق مفتوحة أو الشوارع.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يتعمد وضع تلك المخلفات في مناطق يعود إليها نازحون وذلك لإيقاع إصابات مباشرة في صفوف المدنيين خاصة الأطفال.

وتواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطيني قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.