الدول العربية, التقارير

محلل ليبي: معركة حفتر منتهية ولن نراه في الصورة نهاية 2020 (مقابلة)

مقابلة مع الأناضول عبر الهاتف اجرتها مع محمد بويصير وهو محلل استراتيجي ليبي مقيم في الولايات المتحدة

20.05.2020 - محدث : 20.05.2020
محلل ليبي: معركة حفتر منتهية ولن نراه في الصورة نهاية 2020 (مقابلة)

Istanbul

إسطنبول/ مصطفى دالع/ الأناضول

محمد بويصير محلل سياسي ليبي مقيم بالولايات المتحدة للأناضول: 
واشنطن أصبحت تدرك أن حفتر الذي جاء بالروس يهدد مصالحها الاستراتيجية
الأمريكيون باتوا يرون في الجهد التركي بليبيا تماهيًا مع رؤيتهم الاستراتيجية
من مهام "الناتو" صد التوسع الروسي لذلك أبلغ ستولتنبرغ السراج باستعداد الحلف لتطوير القوات الليبية العسكرية والأمنية
طرد الروس من ليبيا يعني انهيار حفتر وضغط أمريكي كبير على الإمارات لدفعها للتخلي عنه
ماكرون يستخدم عملية "إيريني" كغطاء أوروبي لتدخله في ليبيا.. "إيريني تحتضر" ولا يمكن لها إزعاج الأسطول التركي 
قبائل الشرق بدأت تتمرد على حفتر فالناس يريدون اقتسام الغنائم السياسية لكنهم يبتعدون عن المهزوم 
شباب برقة يتخوفون من وقوع عمليات ثأر في الإقليم بعد انهيار حفتر وعلى وزارة الداخلية الاستعداد لهذه المرحلة

قال محمد بويصير، وهو محلل استراتيجي ليبي مقيم في الولايات المتحدة، إن الجنرال الانقلابي، خليفة حفتر، هُزم، ومعركته منتهية، ولن يكون فى الصورة نهاية 2020، وربما قبل هذا التاريخ.

وتطرق بويصير، في مقابلة مع الأناضول عبر الهاتف، إلى تصريح السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، بأن وجود نحو 2000 من مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية الخاصة، لا يدل على احترام سيادة ليبيا.

واعتبر بويصير أن هذا التصريح "مؤشر على تطور في الموقف الاستراتيجي الأمريكي، فمنذ 2011 (سقوط نظام معمر القذافي 1969: 2011)، تعتمد واشنطن على أوروبا الغربية في إدارة الملف الليبي".

وأشار إلى أنه قبل نحو 10 أيام من إطلاق حفتر هجومه على العاصمة طرابلس (غرب)، في 4 أبريل/نيسان 2019، زار الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، واشنطن، ورتب اتصالًا هاتفيًا بين حفتر وجون بولتن، مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك.

ورأى بويصير أن صمود شباب ليبيا، وفشل حفتر في استغلال الدعم الفرنسي والروسي والإماراتي والمصري والسعودي، لدخول طرابلس، ساهم في تغير الموقف الأمريكي.

ولفت إلى أنه خلال لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بواشنطن في 25 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، طرح عليه أردوغان رؤيته حول الوضع والاستقرار في ليبيا، ووجد هذا الكلام استجابة لدى الأجهزة الأمنية الأمريكية، خصوصًا وأنهم يعتبرون أردوغان حليفًا مهمًا.

واستطرد: "ومع ازدياد التواجد الروسي في ليبيا، لاحظنا أن الولايات المتحدة أصبحت ترى أن حفتر، الذي جاء بالروس، يهدد مصالحها الاستراتيجية".

ولفت بويصير إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا رحبتا باستقلال ليبيا في 1951؛ لأنه يقطع الطريق على تواجد عسكري سوفيتي فيها، فهذا تهديد لجنوب أوروبا، وبالأخص اليونان وإيطاليا وفرنسا، وهو أمر غير مقبول لدى الأمريكيين.

وتابع أن قصف حفتر للمقرات الدبلوماسية بطرابلس والأحياء المدنية وقتل مدنيين، هو أمر غير مألوف لدى الأمريكيين، مما يجعل حفتر يبدو في نظرهم مجرم حرب.

وقال المحلل الليبي إن الأمريكيين أصبحوا يجدون في الجهد التركي بليبيا (الداعم للحكومة المعترف بها دوليًا) تماهيًا مع رؤيتهم الاستراتيجية في المنطقة.

موقف "الناتو"

كما تطرق بويصير إلى تصريح للأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أعرب فيه عن استعداد الحلف لدعم الحكومة الليبية الشرعية.

وأشار بويصير إلى اختراق طائرتين فرنسيتين المجال الجوي الليبي فوق مدينتي مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) والزاوية (50 كلم غرب طرابلس)، أواخر أبريل/ نيسان الماضي.

وأردف أن "الطائرتين استعملتا إشارات وذبذبات الناتو من دون تكليف من الحلف، وأبلغت تركيا الحلف، واهتمت الولايات المتحدة بالأمر".

وشدد على أن "الناتو" مؤسسة أنشأتها ومولتها الولايات المتحدة، والمساهمة التركية في الحلف رئيسية، ولا يمكن أن يكون لدولة عضو، كاليونان مثلًا، الوزن والتأثير نفسه داخل الحلف.

ولفت إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، قال إن "تركيا هي الحليف الأهم داخل الناتو".

وتحدث بويصير عن انزعاج أمريكي من مساعٍ فرنسية لإنشاء قوة أوروبية مستقلة عن "الناتو"، فالأمريكيين هم من يحفظون أمن واستقرار أوروبا.

وبخصوص ليبيا، قال إنها جزء من ساحة عمليات "الناتو"، مشيرًا إلى أن الماريشال البريطاني، برنارد مونتغمري، بعد نجاحه في دخول ليبيا وتونس (خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1945) عبر بعد شهر إلى إيطاليا.

واستطرد: "فالناتو من مهامه صد التوسع الروسي، لذلك أبلغ أمين العام الحلف، فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية، بأنهم مستعدون لتطوير قواتهم العسكرية والشرطة (الليبية)".

ضغوط على الإمارات

مضى بويصير قائلًا: سنرى مرحلة جديدة قريبًا، فطرد الروس يعني انهيار حفتر.


وبشأن الدعم الإماراتي الكبير لحفتر، كشف بويصير أن لديه معلومات عن ضغط أمريكي كبير على الإمارات لدفعها للتخلي عن حفتر، مثلما هناك ضغوط على السعودية في الملف اليمني.

وبالنسبة لعملية "إيريني" الأوروبية لمراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، لعام 2011، بحظر تصدير السلاح لليبيا، اعتبر أنها مدفوعة من باريس، فالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لا يمكنه الذهاب إلى البرلمان لطلب موافقته؛ لأن المشاركة في إيريني ليست مشروعًا وطنيًا، ولن يقبلها لا البرلمان ولا الشعب، لذلك يحاول أن يذهب عبر غطاء أوروبي وأممي.

وشدد على أنه لا يمكن لباخرة ولا طائرة إزعاج الأسطول التركي (..)، لذلك يمكن القول إن "إيريني تحتضر".

وفيما يتعلق بالموقف الإيطالي المرتبك من الوضع في ليبيا، قال بويصير إن خلفه أسباب عديدة، أهمها هو الأنبوب الغازي "غرين ستريم" (المسار الأخضر)، في منطقة مليتة (80 كلم غرب طرابلس)، الذي ينقل 11 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي الليبي إلى جنوبي إيطاليا.

وأشار إلى أن مليشيا حفتر كانت في صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) قرب مليتة، وكان يبتز الإيطاليين، فسيطرته على المنطقة تعني التحكم في التدفئة بكامل جنوبي إيطاليا، كما أن أقرب أرض أوروبية للساحل الليبي هي جزيرة لومبيدوزا الإيطالية، وروما لا تريد أن يحكم ليبيا ديكتاتور سيخلق مشاكل وحروبًا مع تونس والجزائر.

تمرد قبائل الشرق

بخصوص الصراع بين حفتر ورئيس مجلس نواب طبرق (شرق)، عقيلة صالح، قال بويصري إن حفتر دخل في مشاكل ليس فقط مع قبيلة العبيدات (كبرى قبائل الشرق)، بل أيضًا مع قبيلتي الحاسة والمغاربة.

وتابع أن قبائل الشرق الليبي بعد أن اتضح لها أن طريق حفتر مسدود، بدأت تتخلى عنه، لذلك ذهبت قبائل العواقير، التي أنتمي إليها وهي ثاني أكبر قبيلة في الشرق، إلى عقيلة صالح، بما يعني أن هناك بداية تمرد على حفتر، فالناس يريدون اقتسام الغنائم السياسية، لكنهم يبتعدون عن المهزوم.

وأضاف أن عشرات الشباب في برقة اتصلوا به، وتحدثوا عن خشيتهم من وقوع عمليات ثأر في الإقليم بعد انهيار حفتر، لذلك دعا وزير الداخلية، فتحي باشاغا، إلى الإعداد لمرحلة ما بعد حفتر في برقة.

واعتبر بويصري أن مبادرة صالح (الحل السلمي للأزمة) جيدة، لكن لا يعني هذا أنه يمثل إقليم برقة، فهناك أكثر من بديل.

وأشار إلى أن السفير الأمريكي لدى طرابلس، وهو يعتبر من الحمائم، قال إن حفتر "عُرضة لخطر فقدان كلّ شرعية سياسية، ما لم يسمح للشرق بالتفاوض".

وختم بويصري بتأكيد أن معركة حفتر منتهية، وأنه هُزم، ولن يكون في الصورة نهاية هذا العام، وربما قبل ذلك.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın