تركيا, التقارير

لتقديم مردود كبير.. عشاق رياضة "جيريت" التركية يعتنون بخيولهم (تقرير)

"فن الحرب على ظهر الخيول"، هكذا توصف رياضة "جيريت" التي تحظى بانتشار واسع شرقي تركيا، مع بدء تساقط الثلوج التي تمارس عليها هذه اللعبة

27.09.2019 - محدث : 28.09.2019
لتقديم مردود كبير.. عشاق رياضة "جيريت" التركية يعتنون بخيولهم (تقرير)

Kars

قارص / الأناضول

"فن الحرب على ظهر الخيول"، هكذا توصف رياضة "جيريت" التي تحظى بانتشار واسع شرقي تركيا، مع بدء تساقط الثلوج التي تمارس عليها هذه اللعبة.

و"جيريت"، رياضة ورثها الأتراك عن أجدادهم الذين قدموا إلى الأناضول من آسيا الوسطى (تركستان) في القرن الحادي عشر الميلادي، وباتت هوسا لا يمكن التخلي عنه لدى الشباب وكبار السن في قرى وأقضية ولاية قارص، الواقعة أقصى شمال شرقي البلاد، بمحاذاة الحدود مع أرمينيا.

وتمارس هذه الرياضة شتاء مع بدء تساقط الثلوج، في قرى قضاء "سليم" التابع للولاية، وأحيانا صيفا على العشب، لتتحول "جيريت" إلى وسيلة متعة وتسلية للسكان المحليين، وموضع جذب للسياح والزوار الأجانب ممن يقصدون القضاء، بغية متابعة الرياضة الممارسة هناك منذ قرون.

سكان هذه القرى الذين يهدفون إلى نقل تلك الرياضة إلى الأجيال القادمة من خلال تأسيس أندية للفروسية في قراهم، يمارسون في العطلات الأسبوعية على وجه الخصوص، هذه اللعبة في القرى التي حددت مسبقا مكانا للمنافسة.

لكن "جيريت" تلقى رواجا أكبر في فصل الشتاء، وإن كانت تلعب بعض الوقت صيفا، الذي إن دخل واشتدت درجات حرارته، تتأثر الخيول المستخدمة في تلك الرياضة بشكل كبير، حيث تبقى حبيسة الحظائر فترات طويلة.

غير أن أصحاب الخيول يقومون خلال الأيام التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، بإخراجها من الحظائر، وإنزالها إلى جداول مياه باردة، لتخفيف وطأة الحر عنها.

وبعد خفض حرارتها وتنظيفها، يجعل المفتونون بهذه الرياضة خيولهم تسير وتركض مسافات قصيرة في المياه، وكذلك في المراعي، لتبقى جاهزة للمنافسات المزمع تنظيمها شتاء.

عشاق هذه الرياضة في قرية "كيكتش" التابعة لقضاء "سليم"، يصطحبون خيولهم كل يوم إلى جدول الماء القريب من القرية، في أجواء راوحت الحرارة فيها بين 30 و35 درجة مئوية.

وأصحاب هذه الخيول، لا يستخدمونها إلا لممارسة "جيريت"، ولا يحملون عليها أي شيء خشية التأثير على أدائها، ويعتنون بها طوال هذه الفترة تهيئا لقدوم الشتاء الذي تكثر فيه منافسات هذا النوع من الرياضة.

وفي حديث للأناضول، قال رئيس نادي "قارص قفقاص" للفروسية سلجوق باش قايا، إنهم قبل موسم الشتاء يدربون الخيول في المياه للحصول على أعلى قدر من الثبات لديها.

وشدد باش قايا، على أهمية العناية بخيول الـ "جيريت"، "لأن درجات الحرارة المرتفعة تشعرها بضيق في التنفس وإعياء، لذلك نصطحبها إلى الجداول من أجل التخفيف عنها، وإجراء بعض التدريبات اللازمة في الماء".

- نقوم بإعداد الخيول للشتاء

في السياق ذاته، قال باش قايا، إنهم ينظمون في فصل الشتاء تحديدا، مباريات "جيريت" من أجل السياح الأجانب والمحليين الذين يتوافدون على المنطقة في ذلك الفصل.

وأضاف: "نمارس هذا النوع من الرياضة في الشتاء عادة، ولذلك تبقى خيولنا باستمرار في حظائرها خلال فصل الصيف، ولأننا نقترب من قدوم الشتاء، نقوم بإعداد الخيول، ونعتني بها وكأنها أطفالنا".

أحد الرياضيين ويدعى كنعان تبه، تحدث هو الآخر للأناضول، وقال إنهم يمارسون "جيريت" شتاء من خلال ركوب الخيول، مضيفا "لكن في الصيف تظل معظم الوقت داخل الحظائر، وهذا أمر صعب بالنسبة إلى الحيوان والإنسان على حد سواء".

وأضاف "لذلك نصطحبها كل يوم إلى جداول المياه لتنظيفها، وإجراء بعض التدريبات لها حتى تقدم أداء متميزا في موسم الشتاء خلال المباريات".

ومن الصباح الباكر، يستعد ممارسو هذه الرياضة التقليدية عبر تحضير الخيول وتقديم الطعام لها، ومن ثم التوجه إلى قرية محددة مسبقا للمشاركة في المنافسة التي يحضرها الصغار والكبار.

ورغم أنها لعبة حرب ومنافسة، إلا أن روح الرياضة لا تغيب عن ممارسي "جيريت" من القرويين، لتتحول إلى وسيلة للتسلية والترفيه.

أما طريقة ممارستها، فينقسم اللاعبون إلى فريقين، يدخلان الساحة على وقع الطبول، ويصطفان في رتلين متقابلين.

يتقدم أحد فرسان الفريق الأول، ويصيح على نظير له من الفريق الثاني، ليخرج المعني بعد أداء حركات الفروسية التي لا تنقصها الخيلاء.

يلقي فارس الفريق الثاني رمحا يسمى "جيريت" باتجاه منافسه، الذي يسارع بدوره إلى الجري بعيدا لتفادي الرمح، فيتبعه الرامي، وبعدها يلحقهما فرسان الفريقين بهدف إخراج أحدهما الآخر، عن طريق إصابته بضربة رمح.

ورغم انخفاض الحرارة إلى ما دون 12 درجة مئوية تحت الصفر، إلا أن محبي "جيريت" يتجمعون لمتابعة المنافسات.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın