لبنان.. تضامن وطني مع أهل الجنوب ودعوات لانسحاب إسرائيل (محصلة)
إثر مقتل وإصابة مواطنين لبنانيين خلال محاولتهم العودة إلى قراهم بعد انتهاء مهلة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب..

Lebanon
بيروت / ستيفاني راضي
مشهد وطني مؤثر لتضامن اللبنانيين، على المستوى السياسي والشعبي، في وجه الجيش الإسرائيلي الرافض مغادرة القرى الحدودية في الجنوب رغم انتهاء مهلة انسحابه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين تل أبيب و"حزب الله".
ومنذ ساعات الفجر الأولى اليوم ونهاية المهلة المحددة بـ60 يوما للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، شهدت مداخل القرى الحدودية تجمعات لمئات الأهالي الذين واجهتهم قوات الجيش الإسرائيلي بالرصاص أثناء محاولتهم العودة إلى قراهم، ما أسفر عن مقتل 11 مواطنا وإصابة 83 آخرين.
في غضون ذلك، عملت وحدات الجيش اللبناني على رعاية الوافدين وتحذيرهم من الخطر المحدق بحياتهم.
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
وبحسب الاتفاق، تنسحب إسرائيل تدريجيا خلال مهلة مدتها 60 يوما من المناطق التي احتلتها في لبنان أثناء تلك الحرب، على أن تنتشر قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وخلال محاولة دخولهم قراهم، تعرض الأهالي لإطلاق نار من الجانب الإسرائيلي ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى.
**الثقة بالجيش
وتوالت ردود الفعل المتضامنة مع أهل الجنوب مع دعوات المجتمع الدولي لإلزام الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من جنوب لبنان.
ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم أهالي جنوب البلاد إلى "ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة".
وأضاف: "هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية"، في إشارة إلى انتهاء مهلة انسحاب الجيش الإسرائيلي الذي لا يزال موجودا بالمنطقة.
وشدد الرئيس عون على أن "الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم ومعاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان".
أما رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نواف سلام، فأعرب عن الثقة الكاملة بدور الجيش اللبناني في حماية سيادة لبنان وتأمين العودة الآمنة لسكان الجنوب الى قراهم ومنازلهم.
**دعوات للمجتمع الدولي
بدوره، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إن "دماء اللبنانيين الجنوبيين العزل وجراحاتهم هي دعوة صريحة وعاجلة للمجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف النار للتحرك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية".
الدعوة نفسها أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إلى الدول التي رعت تفاهم وقف إطلاق النار من أجل تحمّل مسؤولياتها في إجبار الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من الأراضي اللبنانية.
وقال رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري عبر منصة "إكس": "أنحني أمام الشهداء والجرحى من أهلنا المدنيين العزل في الجنوب وأمام إرادتهم الصافية في وجه احتلال يخرق اتفاق وقف إطلاق النار".
ووجه الحريري "التحية لجيشنا الوطني الذي آمل ان يلتزم أهلنا بتوجيهاته لحمايتهم".
وشدد على أن "المجتمع الدولي مدعو فورا لتحمل مسؤوليته تجاه احتلال خارج على قانونه وعلى اتفاق ضمنته ورعته دول عظمى والتزم به لبنان التزاما كاملا".
بدوره، استنكر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، في بيان، العدوان الإسرائيلي ودعا رعاة الاتفاق إلى إلزام إسرائيل التقيد بالتفاهم لتنفيذ القرار1701.
وفي عام 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
من جانبه، قال رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية عبر منصة "إكس": "أهل الجنوب اليوم كما في كل يوم يثبتون أنهم أبناء الأرض وبعودتهم اليوم متّحدين ومتّصدين إلى قراهم وبلداتهم بمواجهة عدو لا يلتزم لا باتفاق ولا بقرار، هم الرسالة الأقوى للمجتمع الدولي ليضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية".
**صمت "حزب الله"
ولم يصدر لغاية الساعة أي بيان عن "حزب الله" حول ما يحصل جنوب لبنان، إلا أن عضو عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" (تابعة لـ"حزب الله") النائب علي فياض، قال في تصريح تلفزيوني إنّ ما حصل في الجنوب "هو مبادرة شعبية ولا علاقة لحزب الله فيها والاسرائيلي اتخذ موقفا غادرا وانقلابيا".
**بيان أممي
من جهة أخرى، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، في بيان مشترك إن "الظروف ليست مهيأة لعودة آمنة لقرى الخط الأزرق وهناك حاجة ماسة لتجديد التزام لبنان وإسرائيل تفاهم وقف اطلاق النار".
ووفق البيان، "امتثال الطرفين بالتزاماتهما بموجب تفاهم وقف النار والتنفيذ الكامل للقرار 1701 هو السبيل الوحيد لإغلاق الفصل المظلم الأخير من النزاع وفتح فصل جديد يبشر بالأمن والاستقرار والازدهار على جانبي الخط الأزرق".
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و80 قتيلا و16 ألفا و753 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.