
Korea, Republic of
سيول/ الأناضول
- في مدرسة "غوسونغ" ببلدة هونغ شون تم تسجيل طفل واحد بالمدرسة خلال العام الدراسي الحالي- في مقاطعة غان ون دو هناك 20 مدرسة ابتدائية في المقاطعة بدون طلاب
- عدد طلاب المدارس الابتدائية آخذ في التناقص بسبب انخفاض معدل المواليد
- أغلقت الدولة منذ عام 1982 أكثر من 1200 مدرسة ابتدائية بسبب عدم وجود طلاب
- في فبراير الماضي انخفض معدل الخصوبة في كوريا الجنوبية الذي يعد الأدنى في العالم
- تم إنفاق أكثر من 200 مليار دولار أمريكي في محاولة لزيادة عدد السكان على مدى السنوات الـ 16 الماضية
أجرى مسؤول في وزارة التعليم بكوريا الجنوبية قبل شهرين، زيارة إلى إحدى مدارس بلدة هونغ شون جان بمقاطعة غان ون دو ليتفاجأ بأن طفلا واحدا تم تسجيله في المدرسة خلال العام الدراسي الحالي.
وتجرى العادة في كوريا الجنوبية أن تقام حفلات استقبال للطلاب الجدد في المدارس بحضور المسؤولين، احتفالا بالعام الدراسي الجديد.
وبالفعل أقامت مدرسة "غوسونغ" الابتدائية احتفالية ترحيب بالطالب الوحيد الذي انضم لها هذا العام، ويدعى بارك جي هوان (7 سنوات)، حسبما نقل موقع "نات" المحلي.
وأظهرت هذه الواقعة معضلة انخفاض معدلات المواليد في كوريا الجنوبية، لاسيما في البلدات الصغيرة والريفية التي يغادر سكانها بحثا عن مستوى معيشي مرتفع في المدن الحضرية.
ولم يشهد العام الحالي وضعا غريبا بالنسبة لمسؤولي مدرسة "غوسونغ" الابتدائية، كان العام السابق أيضا "بلا طلاب" تقريبا.
واستقبلت المدرسة خلال العام الدراسي 2022، 3 طلاب فقط سيشاركهم هوان الفصل الدراسي نفسه.
ووفقا لقواعد مقاطعة غان ون دو، إذا كان هناك أقل من 4 طلاب في المستوى الدراسي الواحد، يتم دمج الفصول الدراسية في فصل واحد يضم المستويين.
وبخلاف مدرسة "غوسونغ"، كشفت تقارير إعلامية محلية أن هناك بعض المدارس "لم تستقبل هذا العام أي طلاب جدد للمرحلة الابتدائية".
مداارس بلا طلاب
ووفقا لمكتب التعليم في غان ون دو، هناك 20 مدرسة ابتدائية في المقاطعة بدون طلاب هذا العام، بينما هناك 20 مدرسة استقبلت طالب واحد جديد، مثل مدرسة "غوسونغ".
وبشكل عام، تشهد مقاطعة غان ون دو انخفاضا مستمرا في عدد طلاب المرحلة الابتدائية، حيث سجلت هذا العام 69 ألف و523 مقارنة بـ71 ألف و530 طالبا خلال العام 2022، ما يمثل انخفاضا بمقدار 2007 طلاب خلال عام واحد، حسب المصدر ذاته.
وتستقبل المدارس الابتدائية في كوريا الجنوبية الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و13 عاما.
انخفاض حاد في معدل المواليد
بدورها، أبرزت شبكة "جي تي بي سي" التليفزيونية المحلية في أحد تقاريرها التداعيات الخطيرة للانخفاض الملحوظ في عدد المواليد في كوريا الجنوبية.
ونقلت عن مسؤول بمكتب التعليم الإقليمي في غان ون دو - لم تسمه - قوله إن عدد طلاب المدارس الابتدائية آخذ في التناقص "بسبب انخفاض معدل المواليد، حيث بات لا يوجد أطفال في المناطق الريفية".
وأشار المسؤول إلى حقيقة أن بعض الأشخاص "يفضلون توفير المال والذهاب إلى مدينة راقية في نهاية حياتهم، بدلا من إنفاق تلك الأموال على تربية الأطفال".
واعتبر أن أحد أفضل وأسرع السبل لمعالجة مشكلة تراجع أعداد المواليد في البلاد هي "توفير امتيازات للأبوين"، لاسيما تلك التي تتعلق بالمزايا الضريبية.
مخاطر سياسات التصنيع
وبدأ تراجع عدد المدارس الريفية في كوريا الجنوبية وطلابها بالتزامن مع انطلاق سياسات التصنيع السريعة للبلاد في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما شهدت قرى الزراعة وصيد الأسماك نزوحا جماعيا للعمال الشباب إلى العاصمة سيول وغيرها من المدن الكبرى.
ويغادر الشباب البلدات الريفية بشكل منتظم، بحثا عن وظائف وفرص تعليمية أفضل، علاوة على الرغبة في الاستفادة من الخدمات مثل الرعاية الطبية والنقل العام.
ووفقا للبيانات الرسمية، أغلقت الدولة منذ عام 1982 أكثر من 1200 مدرسة ابتدائية بسبب عدم وجود طلاب، وعليه انخفض عدد المدارس الابتدائية في كوريا الجنوبية من 5200 إلى 4000 فقط.
أدنى معدل خصوبة في العالم
في فبراير/شباط الماضي، انخفض معدل الخصوبة في كوريا الجنوبية الذي يعد بالفعل الأدنى في العالم، مرة أخرى في أحدث نكسة لجهود الدولة لزيادة عدد سكانها المتناقص.
وذكرت هيئة الإحصاء الوطنية، آنذاك، أن معدل الخصوبة أو متوسط عدد الأطفال المتوقع لكل امرأة، انخفض في عام 2022 إلى 0.78، انخفاضا من 0.81 في العام السابق.
ونوهت الهيئة (حكومية) إلى أن البلاد بشكل عام "تحتاج إلى معدل خصوبة يبلغ 2.1 للحفاظ على استقرار السكان، و في ظل غياب موجات الهجرة".
ومنذ عام 2005، تسجل كوريا الجنوبية انخفاضا منتظما في معدل المواليد.
وفي عام 2020، سجلت البلاد لأول مرة عدد وفيات أكثر من المواليد لأول، وهو الاتجاه المستمرة منذ ذلك الحين.
في عام 2022 ، سجلت البلاد حوالي 249 ألف حالة ولادة مقابل 372 ألف و800 حالة وفاة، ليصل إجمالي عدد سكان البلاد في 2023 إلى 51 مليون و394 ألف و612 شخصا، وفق إحصاءات غير رسمية.
سياسات حكومية
كان رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، اعترف في سبتمبر/أيلول الماضي، بأنه تم إنفاق أكثر من 200 مليار دولار أمريكي في محاولة لزيادة عدد السكان على مدى السنوات الـ 16 الماضية.
وقدمت حكومة كوريا الجنوبية مبادرات مختلفة مثل تمديد إجازة الأبوة المدفوعة، وتقديم "قسائم أطفال" نقدية للآباء الجدد، إضافة إلى تنظيم الحملات الاجتماعية التي تشجع الرجال على المساهمة في رعاية الأطفال والأعمال المنزلية.
بيد أن الخبراء والمقيمين يقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم طوال حياة الطفل، من أجل معالجة الأزمة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.