دولي, التقارير

في موسم حصاده.. عدسة "الأناضول" تجوب حقول الزعفران الإيراني (تقرير)

انطلق في إيران موسم حصاد الزعفران الذي يُطلق عليه "الذهب الأحمر" ويستخدم في الكثير من القطاعات لفوائده المتعددة.

14.11.2019 - محدث : 15.11.2019
في موسم حصاده.. عدسة "الأناضول" تجوب حقول الزعفران الإيراني (تقرير)

Iran

رضوي خراسان/ محمد قورشون/ الأناضول

انطلق في إيران موسم حصاد الزعفران الذي يُطلق عليه "الذهب الأحمر" ويستخدم في الكثير من القطاعات لفوائده المتعددة.
- فريق الأناضول رصد مراحل إنتاج الزعفران في إيران التي تنتج 95 بالمئة منه عالميا.
- قائمقام مدينة "تربت حيديرية" علي رستمي: إيران أول منتج للزعفران في العالم ولكن مع الأسف لا نمتلك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج مشتقاته.
- حسين مهرامز صاحب حقل: الصعوبة في إنتاج الزعفران تكمن في جمعه واستخراجه لأنه يجب القيام بكل ذلك يدويا.
- المزارع محمد أميني: الارتفاع الكبير في تكلفة زراعة الزعفران، يحول دون جني المزراعين ربحا كبيرا.
- مسؤول شركة لبيع الزعفران: التصدير أصبح أصعب كثيرًا مقارنة بالماضي جراء العقوبات الأمريكية على إيران.
- صاحب شركة إنتاج: الزعفران الإيراني يُصدر عن طريق أفغانستان بسبب عقوبات واشنطن.

انطلق في إيران موسم حصاد الزعفران أو "الذهب الأحمر" المعروف بارتفاع ثمنه، نظرا للعمل الشاق الذي يتطلبه منذ زراعته مرورا بقطفه ثم تنقيته وتجفيفه.

والزعفران الإيراني هو من أغلى التوابل في العالم، ويدخل في العديد من الصناعات الأخرى كالمشروبات والأدوية والعطور والنسيج.

وتنتج إيران وحدها نحو 95 بالمئة من الإنتاج العالمي من الزعفران، الذي يعود تقليد زراعته إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام.

عدسة الأناضول كانت حاضرة في حقول الزغفران والأماكن المخصصة لجمعه بمدينة تربت حيدرية التابعة لمحافظة خراسان رضوى شمال شرقي إيران التي تعد أهم مورد للذهب الأحمر في العالم.

**الهكتار ينتج 4 كيلوغرامات فقط

يتم تصدير الزعفران الإيراني وهو الأجود عالميا إلى 60 دولة، وتُزرع بصيلاته في فصل الصيف وتبدأ البراعم في التفتح بحلول الخريف وقبل الشتاء تبدأ عملية الإزهار.

وتبدأ بصيلة الزعفران في الإنتاج بعد سنتين من الزراعة، ويمكن استخدامها لفترة تتراوح بين 6 أو 7 سنوات متتالية، يجب بعدها تغيير مكان الزراعة، فيما تنتج مساحة هكتار كامل (الهكتار 10 آلاف متر مربع) 4 كيلوغرامات فقط من الزعفران.

وتنتج بصيلات الزعفران المزروعة خمس بصيلات أخرى بعد فترة ويتم نزعها وزراعتها في أماكن أخرى.

**مراحل الحصاد

والزعفران يتم استخراجه من زهرة صغيرة بنفسجية اللون، في وسطها توجد ثلاثة خيوط على الأقل ذات لون برتقالي مائل للحمرة، يتم استخراجها من قبل أشخاص مدربين وتجفيفها.

ويخرج من الكيلوغرام الواحد من الزهور البنفسجية المقطوفة من الحقول 10 غرامات فقط من الزعفران أي أن واحد بالمئة من الزهور يباع في شكل زعفران.

ويشير المزارعون والمسؤولون بالدولة إلى أن الأساليب التكنولوجية لم تتطور بعد في إيران ولذلك لا يتم إجراء أبحاث كافية حول طرق الاستفادة من أوراق وأسدية زهور الزعفران.

**85 من الإنتاج يتم تصديره

وتبعد مدينة "تربت حيدرية" 145 كم عن مدينة مشهد وتبلغ مساحتها 3 آلاف و700 كم مربع، ويعيش بها 230 ألف نسمة، وتنتج أفضل أنواع الزعفران عالميا بسبب الظروف المناخية التي تتمتع بها.

ويقول علي رستمي قائمقام "تربت حيدرية" إن المساحة المزروعة بالزعفران في المدينة التي تضم 132 قرية تبلغ 50 ألف هكتار ويبلغ إنتاجها السنوي 120 طنا من الزعفران المجفف.

وأوضح أن بلاده تصدر 85 بالمئة من إنتاجها من الزعفران، لافتا إلى تأثر القطاع بطريقة غير مباشرة بالعقوبات الأمريكية بسبب القيود المفروضة على المعاملات البنكية مع إيران.

وصدرت إيران خلال العام الجاري 281 طنا من الزعفران بحسب رستمي الذي أشار إلى أن أي معوقات تحدث خلال عملية البيع تنعكس على السعر، مشددا على ضرورة جمع وتجفيف الزعفران بسرعة.

ولفت المسؤول الإيراني إلى أن الدولة تفضل أن يتم تسويق وبيع الزعفران بواسطة القطاع الخاص، مؤكدا أن بلاده ليست جيدة بالشكل الكافي في موضوع إنتاج المنتجات المشتقة من الزعفران.

وفي هذا الصدد يقول رسمتي إن الدول التي تستورد الزعفران من إيران تقوم بإعادة تصديره مرة أخرى بعد وضع علامتها التجارية الخاصة عليه مثل الهند التي تقوم بتصدير الزعفران الإيراني تحت ماركة "تاج محل".

وأضاف أنه يجب الاهتمام باستخدام الزعفران في صناعات كثيرة مثل الأدوية ومستحضرات التجميل وعدم الاكتفاء بتصديره بالشكل الخام التقليدي.

وتابع "إيران تنتج 95% من إنتاج الزعفران العالمي، ولكن للأسف لا نملك البنية التحتية التكنولوجية لإنتاج مشتقاته."

وتصدر إيران الزعفران إلى الولايات المتحدة والصين والهند وكوريا الجنوبية والدول العربية والأوروبية، وتسعى لتحقيق مزيد من الاستفادة من هذا السوق الذي تبلغ عائداته 15مليار دولار.

**إنتاج يدوي

تتم زراعة الذهب الأحمر والعناية به بطريقة عضوية، دون استخدام أي أدوية كيميائية، بحسب حسين مهرامز، صاحب أحد حقول الزعفران بقرية غلسرا في "تربت حيدرية".

ويقول مهرامز للأناضول إن صعوبة العمل في الزعفران تكمن في حصاده واستخراجه من الزهور، لأن عملية الحصاد لا تتم بالماكينات وينبغى القيام بكافة المراحل يدويا.

ويشير إلى أن نحو مائة عامل يشتغلون يوميا في حقل مساحته 8 هكتارات، حيث يجمعون زهور الزعفران، فيما يتولى ما بين خمسة إلى ستة عمال آخرين الري بشكل مستمر.

**تكلفة كبيرة

أما المزارع الإيراني محمد أميني فقال للأناضول إن المنتج يُباع في السوق على ثلاثة أشكال مختلفة وهي الزهرة والجذور الحمراء والبيضاء.

وأشار أميني إلى الارتفاع الكبير في تكلفة زراعة الزعفران، ما يحول دون جني المزراعين ربحا كثيرا منه.

وقال إن تكلفة زراعة حقل مساحته 1 هكتار تصل إلى نحو 50 مليون تومان (نحو 1170 دولار)، كما أن قلة العمال في هذه الفترة من العام يجعل أجورهم مرتفعة، معربا عن أمله في الحصول على دعم من الحكومة في هذا الصدد.

وأوضح أميني أن أفضل أنواع الزعفران المسمى بـ"نيغين" تُباع بعشرة ملايين و500 ألف تومان (نحو 246 دولارا) للكيلو غرام الواحد، وأن زعفران "النيغين" الدرجة الثانية يباع بعشرة ملايين (234 دولارا) ويباع زعفران "بوشال" بتسعة ملايين (حوالي 211 دولارا) بينما تباع الجذور التي يُطلق عليها "دسته" والموجودة أسفل مياسم الزعفران بحوالي 6 ملايين تومان (نحو 140 دولارا).

ولفت إلى أن الإيرانيين يستخدمون الزعفران في الأطعمة والمشروبات والحلويات والعديد من المأكولات الأخرى.

وقال إنهم يستخدمون روث الحيوانات التي يقومون بتربيتها كسماد في حقول الزعفران، كما يستأجرون عمالا لجمع الأعشاب الضارة بدلا من استخدام الأدوية الكيمياوية التي تضعف من زهور الزعفران.

**تأثير العقوبات الأمريكية

أما مصطفى فقيهي مسؤول شركة تبيع الزعفران تحت اسم "ماركات رَون وصباغيان"، فقال إن التصدير أصبح أصعب كثيرًا مقارنة بالماضي بسبب العقوبات الأمريكية على إيران.

وأضاف فقيهي للأناضول أن العقوبات التي دخلت حيز التنفيذ قد جعلت من تصدير الزعفران إلى أوروبا والدول الأخرى أمرًا صعبًا للغاية، كما أن تداول نقود البضائع المباعة والتحويلات البنكية قد تعقّد بشدة.

وتابع "كنا فيما مضى نصدر البضائع المحملة بشكل سريع، ولكن بعد مغادرة شركات الطيران أصبحنا ننتظر الدور لعدة أيام، وننرسل بضاعتنا بصعوبة بعد خوض مغامرات طويلة، وهذه الوتيرة الطويلة تضر بنا وبالمنتجين ضررًا كبيرًا."

**الزعفران الإيراني والقهوة التركية

أما علي شريعتي مقدمي وهو صاحب شركة "نوفين زعفران" لإنتاج وتعبئة الزعفران بمدينة مشهد، فقال إن هناك أوجه تشابه بين القهوة التركية والزعفران الإيراني الذي تنتج بلاده 500 طن منه سنويا.

وأضاف للأناضول أن الأتراك قديما كانوا يتناولون القهوة لزيادة قدرتهم على التحمل ورفع كفاءتهم أثناء الحروب، بينما كان الجنود في الإمبراطورية الأخمينية (550-330 قبل الميلاد)، يتناولون الزعفران لرفع حالتهم المعنوية.

ولفت مقدمي إلى أن الزعفران الإيراني لا يُستخدم بالشكل الكافي في الطعام التركي مشيرا إلى أهمية إفساح مجال أكبر له في المطبخ التركي.

وأوضح أن الزعفران يحفز إفراز هرمون السعادة، كما يفيد في علاج الزهايمر وغيره من الأمراض ولذلك تزداد أهميته يوما بعد يوم على مستوى العالم.

وتستخدم نيوزيلندا وأستراليا وإيطاليا الزعفران في إنتاج أدوية العين، وقد استخدمه ابن سينا أيضا في عمل الأدوية.

ولفت "مقدمي" إلى أن الزعفران الإيراني يُصدر عن طريق أفغانستان بسبب العقوبات المفروضة على بلاده، مشيرا أن الزعفران غير مشمول في قائمة العقوبات إلا أن الصعوبات والقيود المفروضة على التعاملات البنكية تؤثر على القطاع وتسبب عزوف المشترين.

فيما قال جليل جلاليان أحد بائعي الزعفران في "تربت حيدرية" للأناضول إن حصاد الزعفران جيد بالمدينة إلا أن مكاسب المزارعين متدنية وغير عادلة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın