فلسطين.. تحديات جدّية تواجه التعليم مع استمرار "كورونا" (تقرير)
في جنوب الخليل أكثر من سبعة آلاف فلسطيني لا يستطيعون الاستفادة من التعليم عن بعد بسبب منع إسرائيل توصيل شبكات الهاتف لمناطقهم
Palestinian Territory
يعيش أكثر من سبعة آلاف فلسطيني، جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية دون خطوط اتصالات أو هواتف أرضية، مما يزيد معاناة أبنائهم في ظل الاعتماد على "التعليم عن بُعد"، بسبب جائحة كورونا.
وتقع 16 قرية جنوبي الخليل ضمن منطقة مصنفة "ج"، ولا يُسمح لشركة الاتصالات الفلسطينية بإيصال شبكة الهاتف لتلك المناطق.
وتخضع مناطق "ج" لسيطرة إسرائيلية أمنية وإدارية كاملة وفق اتفاق "أوسلو" الموقع عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
ومع استئناف العام الدراسي 2020/2021 يواجه الفلسطينيون تحديات جدية، نظرا لاستمرار حالة الطوارئ، وبعض القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وقرر مجلس الوزراء الفلسطيني، الإثنين، استئناف العام الدراسي الجديد لمراحل التعليم الأساسي في الضفة الغربية تدريجيا اعتبارا من اليوم الأحد.
إبراهيم عيد الهذالين، من قرية "أم الخير" في المنطقة "ج" جنوب الخليل، واحد من مئات الآباء الذين وجدوا أنفسهم بلا حول أو قوة، لعدم تمكّن أبنائهم من مواكبة دروسهم عن بُعد، نظرا لانعدام شبكة الإنترنت، وعدم وجود أجهزة حاسوب كافية.
واعتمدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، نتائج الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الماضي في منح الشهادات للمدرسية لطلبة، بعد تعذر التحاق الطلبة بمدارسهم في النصف الثاني.
ويُقدر عدد طلبة المدارس في فلسطين، بأكثر من مليون وربع طالب وطالبة.
وللهذالين الذي يرأس المجلس المحلي لقرية "أم الخير"، ثمانية أبناء في المدارس، وليس لديه سوى جهاز حاسوب واحد في منزله.
ويحاول الهذالين للتغلب على المشكلة الاستعانة بشبكة اتصالات لاسلكية للحصول على الإنترنت، لكن يشوبها البُطء، والتقطيع المستمر.
ويقول للأناضول، إن "كل المحاولات لتوفير شبكة اتصالات أرضية للقرى الفلسطينية جنوب الخليل باءت بالفشل".
ويشير الهذالين، إلى أن "ذات المشكلة تواجه طلبة الجامعات الذين يضطرون لمتابعة دراستهم، وواجباتهم في بيوت زملاء لهم في مناطق أخرى رغم التوصية بالتباعد في ظل كورونا".
** ثلثا الأسر لا تمتلك أجهزة حاسوب
وسبق أن انتظمت الدراسة لطلبة الثانوية العامة في الضفة الغربية في التاسع من أغسطس/ آب الماضي، وسبقهم بيوم طلبة مدارس قطاع غزة (أساسي وثانوي) وسط إجراءات وقائية لمكافحة فيروس كورونا.
ولاحقا، توقف طلاب قطاع غزة، عن الدوام، يوم 24 أغسطس/آب الماضي، بعد اكتشاف حالات إصابة بالفيروس، داخل المجتمع.
وإضافة لقلة الإمكانيات لدى ذوي الطلبة، تُواجه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية مشكلة في قلة الخبرة لدى المعلمين في برامج الحاسوب.
وتُشير أحدث معطيات جهاز الإحصاء الفلسطيني ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى وجود حوالي 363 ألف مشترك في خدمات الإنترنت فائقة السرعة (ADSL) نهاية 2019 من أصل حوالي مليون أسرة.
ومما يزيد العبء والقلق معا، عدم امتلاك ثلثي الأسر الفلسطينية جهاز حاسوب، أي أن حوالي 33 في المئة فقط من الأسر في فلسطين لديها جهاز حاسوب (حاسوب مكتبي أو محمول أو لوحي).
وتُبين النتائج المنشورة في مايو الماضي، أن الأسر التي لديها أطفال (10- 17 عاما) وملتحقون حاليا في التعليم، ولديها جهاز حاسوب بلغت 44 في المئة، بينما كانت النسبة أفضل قليلا بالنسبة للأسر التي لديها أفراد (18-24 عاما) سنة وملتحقين حاليا في التعليم ويتوفر لديها جهاز حاسوب بنسبة 60 في المئة.
أما نسبة الأفراد (10 سنوات فأكثر) الذين استخدموا الإنترنت بواسطة الحاسوب لا تتجاوز حوالي 22 في المئة.
** تعليم دون الحاجة للإنترنت
وسبق أن أعلن وزير التربية والتعليم الفلسطيني مروان عورتاني، أن التعليم سيكون وجاهيا بالقدر الممكن، مع اعتماد نموذج التعليم المدمج بشكل مرن طبقاً للحالة الوبائية.
وللتغلب على مشكلة الإنترنت، قال عورتاني، إن وزارته وضعت مجموعة بدائل منها تشعيب الصفوف (أكثر من شعبة للصف الواحد لتقليل الاكتظاظ)، وإتاحة التعليم عن بعد دون الحاجة للإنترنت، واستخدام قنوات تلفزيونية موجودة لبث حصص متلفزة.
ورغم ذلك إلا أن المشكلة لن تتغير في المناطق التي لا تصلها خطوط الاتصالات سواء الثابتة أو المحمولة.
وفي فلسطين 50 جامعة وكلية جامعية وكلية مجتمع متوسطة، بالإضافة إلى جامعتين للتعليم المفتوح، وحوالي 3 آلاف مدرسة وفق معطيات جهاز الإحصاء في العام الدراسي 2018- 2019.
أما عدد الطلبة في المدارس لنفس العام فيبلغ حوالي مليون و282 ألف طالباً وطالبة، في حين بلغ عدد المعلمين في المدارس قرابة 57 ألفا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
