دولي, الدول العربية, التقارير, قطاع غزة

فقد 30 من عائلته بالقصف.. فلسطيني يروي الفاجعة بغزة (مقابلة)

** الإعلامي المقيم في إسطنبول طارق مصطفى، في حديث للأناضول: - المنزل استهدف بثلاثة صواريخ إسرائيلية تسببت بهدمه واستشهاد جميع أفراد العائلة باستثناء شقيقتي

Muhammed Yusuf  | 08.12.2023 - محدث : 08.12.2023
فقد 30 من عائلته بالقصف.. فلسطيني يروي الفاجعة بغزة (مقابلة) فقد 30 من عائلته بالقصف.. فلسطيني يروي الفاجعة بغزة

İstanbul

إسطنبول / محمد شيخ يوسف / الأناضول

** الإعلامي المقيم في إسطنبول طارق مصطفى، في حديث للأناضول:
- المنزل استهدف بثلاثة صواريخ إسرائيلية تسببت بهدمه واستشهاد جميع أفراد العائلة باستثناء شقيقتي
- شقيقتي حالياً محاصرة شمال قطاع غزة، ولا تستطيع النزوح إلى المناطق التي يزعم الاحتلال أنها آمنة
- الوالدان كانا يشعران بقرب المنية وأوصياني بالاعتناء ببقية أفراد العائلة

"استُشهدت العائلة بأكملها ولم يبق حجر على حاله في البيت"، هكذا يلخص الإعلامي الفلسطيني طارق مصطفى المأساة التي حلت بعائلته بعدما فقد 30 من أفرادها جراء قصف إسرائيلي استهدف المنزل في قطاع غزة.

الأناضول التقت مصطفى الذي يقيم في مدينة إسطنبول منذ العام 2018، حيث جاء إلى المدينة قادما من شمال قطاع غزة.

فقد والديه ومعظم إخوته وأقاربه الذين نزحوا إليهم، ولم يتبقَ له سوى أخته آلاء التي أصيبت بحروق في هجوم، وبجروح في هجوم ثان، بعد استهداف منزل العائلة في مبنى مكون من 6 طوابق شمال القطاع.

كيف تم الهجوم؟

يقول مصطفى إن "المنزل يتكون من ستة طوابق، وكان فيه أكثر من ثلاثين شخصا عندما استُهدف بثلاثة صواريخ لم تُبق حجرا على حاله، استُشهد جميع مَن في البيت، الوالد والوالدة والعم والأخ والأخت، وكذلك زوجة وعمي وأبناؤها وأحفادها الذين نزحوا إلى المنزل".

وأوضح: "بيت العائلة موجود شمال قطاع غزة، قرب محيط مسجد الخلفاء الراشدين (مخيم جباليا)، وهذه المنطقة مكتظة بالسكان، وبعد قصف المنزل لم يتبق من أفراد العائلة غير شقيقتي آلاء التي أصيبت بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، وهي لا تقوى على الحركة الآن".

وتابع مصطفى: "شقيقتي حاليا محاصرة شمال قطاع غزة، لا تستطيع النزوح إلى الجنوب كما طلب الاحتلال الإسرائيلي الذي يقول إن المنطقة آمنة".

الاتصال الأخير

يروي مصطفى تفاصيل حول تواصله الأخير مع العائلة، بقوله: "في 31 أكتوبر (تشرين الأول) كان لدي اتصال وهو الأخير بالعائلة، حيث كان هناك استهداف كبير لشمال القطاع خلف أكثر من 300 شهيد، كنت أطمئن على أفراد العائلة، وكانوا بمعنويات عالية جداً ويتحدثون بلغة الصمود والكبرياء والوقوف بوجه الاحتلال".

وأردف: "كانت العائلة قد تلقت اتصالا بإخلاء البيت، لكنهم لم يستجيبوا لطلبات الاحتلال الإسرائيلي ولم يغادروا البيت".

واستدرك: "لكن خلال اتصالي الأخير، كان هناك رسائل وداع من الوالد والوالدة وكأنهم يشعرون بأنهم يعيشون ساعاتهم الأخيرة قبل ارتقائهم إلى السماء. كما أوصياني برعاية من سيتبقى من العائلة".

وتابع مصطفى: "صبيحة الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) لم أتمكن من الاتصال بهم، ولكن خلال متابعاتي للأخبار، علمت أن هناك استهداف لبيت عائلة مصطفى، وأدركت بأن الأمر يتعلق بمنزل العائلة".

الوصية الأخيرة

يتذكر الإعلامي الفلسطيني الوصية الأخيرة لوالده، بقوله: "الوالد في الاتصال الأخير قال لي: انتبه على من سيتبقى من العائلة. أنا أوصيك بهذا الأمر يا طارق وأدرك تماماً أنك ستعمل بالوصية وأكثر".

وتابع: "الوالدة كان دائماً لسانها يلهج بالدعاء، وهي تقول: الله يرضى عليك ويوفقك وييسر أمرك. أما إخوتي فكانوا يرغبون بلقائي ولكنهم يشعرون بأن اللقاء لن يكون في دنيا فانية وإنما في جنة باقية".

ولم يتمكن مصطفى من الاتصال بشقيقته آلاء على مدى عشرين يوما من قصف المنزل، لكن "بعد ذلك عاد الاتصال بشقيقتي، ومنذ سبعة أيام انقطع الاتصال مجددا عقب قصف الجيش الإسرائيلي لبيت آخر بجوار البيت الذي تتواجد فيه، وبلغني أنها أصيبت مرة أخرى، وأن الاحتلال حاصر المنطقة التي تتواجد فيها".

وأضاف: "خلال اتصالي بشقيقتي، قالت لي: كنا جالسين وكنت أحضر حلويات بيتية ونريد أن نأكلها مع بعض، لكن الغريب أني حلمت بأن أختي أحلام شهيدة وأنا أزفها وبالفعل أحلام استشهدت هي وخطيبها كانوا جالسين عندنا في البيت".

وتابع مصطفى: "قالت لي إن الجميع كان يوصيها وكأنهم يدركون بأنها ستكون الناجية الوحيدة من القصف".

كيفية إنقاذ المصابين

وعن طريقة إنقاذ المصابين في الهجمات الإسرائيلي، قال: "الاحتلال يزعم بأن هناك مناطق آمنة جنوب قطاع غزة، وهو الآن يقسم القطاع إلى عدة أقسام، وارتكب عدة مجازر بمدينة رفح، التي قال إنها منطقة آمنة، كما اعتقل كل من يتنقل من شمال القطاع إلى جنوبه".

وأضاف: "الوضع في قطاع غزة كارثي، حتى المصابين يتم نقلهم على عربات الحمير، وصلنا إلى وضع صعب جدا، فإذا ما أراد الشخص التنقل من مكان إلى آخر عليه السير على قدميه".

وتابع مصطفى: "ما نريده هو وقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم وإخراج المصابين - ومنهم شقيقتي آلاء - خارج قطاع غزة لتلقي العلاج، لأن المنظومة الصحية متهالكة تماما شمال قطاع غزة، فالمستشفيات على غرار كمال عدوان والإندونيسي خرجت عن الخدمة، وهناك انقطاع تام للتيار الكهربائي وعدم توفر الأدوية للعلاج، وفقدان الطاقم الطبي وطواقم الإسعاف".

وختم بالقول: "أناشد جميع الدول العربية أن تتدخل لوقف هذا العدوان، وكوني متواجد في تركيا، أناشد الرئيس رجب طيب أردوغان لأن يكون لديه بصمة في تحريك ملف قطاع غزة لوقف هذا العدوان وإخراج المصابين لتلقي العلاج في الخارج، وإلا سنفقد العديد من الجرحى داخل قطاع غزة".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الخميس 17 ألفا و177 شهيدا و46 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا بالبنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.