القاهرة / الأناضول

على بعد أمتار من فنار تاريخي في منطقة "أبو الكيزان" بالبحر الأحمر شرق مصر، يبدأ هواة ومحترفو الغوص رحلات متميزة مع الطبيعة أسفل مياه البحر بجوار شعاب ديدالوس النادرة، التي يعدها معنيون "متحفا مفتوحا تحت الماء للإبهار".

الأناضول صاحبت إحدى تلك الرحلات، بينما مياه الأمواج الهادئة والصافية تستقبل قاربا يضم عدد من محبي الغوص بين طبيعة خلابة بتلك المنطقة التي تحتضن شعاب ديدالوس المرجانية وأنواع عديدة من الأسماك زاهية الألوان ومختلفة الأشكال.

في كل مكان ينتقل فيه قارب محبي الغوص بتلك المنطقة يرسم الجمال لوحة جديدة تشع بألوان زاهية تبدو مستمدة من شعاب تثير الإبهار ومئات الأنواع من الأسماك البحرية التي تتدفق بجوار الغواصين وكأنهم أصدقاء.

وحسب معلومات نقلها إعلام مصري، فإن شعاب ديدالوس المعروفة أيضًا باسم جزيرة "أبو الكيزان"، هي شعاب مرجانية يبلغ طولها 400 متر وعرضها 100 متر في أعماق البحر الأحمر.

تلك الشعب تقع على بعد حوالي 90 كم من مدينة مرسى علم شرق البلاد، وتعد مكانًا شهيرًا لرؤية الأسماك البحرية، مثل القرش و"سمك المهرج".

** متحف مفتوح

مدرب الغوص في محافظة البحر الأحمر، حسام عون، يقول في حديثه للأناضول إن تلك المحافظة إحدى أفضل الأماكن الجاذبة لسياحة الغوص من مختلف أنحاء العالم.

وتبدو الحياة الطبيعة بأعماق البحر التي تزينها الشعاب المرجانية عالما آخرا من الإبهار سواء ما يبدو بتلك الشعاب على شكل الأشجار، وأخرى كالجبال، وفق عون.

وليست مبالغة، بحسب عون، "عندما توصف تلك الأماكن وما تضم من جمال تحت سطح البحر بأنها جنة أو متحف مفتوح"، مضيفا: "عندما نغطس نستشعر أننا خرجنا من كوكب الأرض لعالم مليء بالإبهار والجمال والحياة الطبيعة الجاذبة".

سبب آخر للانبهار الذي تتركه تلك الشعاب المرجانية، أن شواطئ البحر الأحمر دافئة لا تقل عن 18 أو 19 درجة مئوية بالشتاء، وفي الصيف فوق 30 درجة مئوية، وهي درجات مناسبة للغوص طوال العام، فضلا عن قرب المسافة للسياح حيث تصل الطائرة من أوروبا للبحر الأحمر في نحو 3 أو 4 ساعات، وفق ما أوضح عون.

ولفت مدرب الغوص إلى أن جميع شواطئ البحر الأحمر مناسبة لكافة أنواع الغوص سواء الترفيهي للمبتدئين والهواة (12 مترا تحت سطح البحر) والمحترفين (40 مترا).

كما أن الحياة المائية تحت سطح البحر، وفق المتحدث، بمثابة عالم آخر من الجمال، مع وجود نحو 1200 نوع من أنواع الأسماك المختلفة منها 15 بالمئة لا توجد بمكان آخر.

وأضاف أن تلك الشواطئ والمواقع بالبحر الأحمر تضم 80 بالمئة من الدلافين بخلاف أنواع متعددة من السلاحف، ما يضفي جمالا للشعاب المرجانية والأسماك.

** جمال يفوق الوصف

جمال البحر الأحمر وما في باطنه، تحدث عنه رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية الأسبق بمصر، عماري عبد العظيم، مبينا أنه بمثابة جنة سياحية كجنات أخرى تشمل مختلف أنحاء مصر.

وفي حديث للأناضول لفت عبد العظيم إلى أن محافظة البحر الأحمر السياحية تشتهر بسياحة الغوص وجمال الشعاب المرجانية والأسماك تحت سطح البحر وكل من زارها ينبهر بما يراه.

وبشيء من التفاصيل، قال أستاذ البيئة البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار، محمود عبد الراضي دار، إن منطقة أبو الكيزان إحدى المناطق التي تضم شعاب مرجانية مشهورة.

وأوضح أنه "في البحر الأحمر هناك 250 نوعا من الشعاب المرجانية الصلبة وحوالي 180 نوعا من الشعاب الرخوة، وهذه الشعاب حيوانات لا فقارية تنمو في مكانها بقاع البحر لا تتحرك ولها قدرة على عملية البناء الضوئي، وينمو داخلها طحالب لها قدرة على ذلك البناء الضوئي وتعيش حياة تكافلية مع الشعاب".

كما تضم مختلف مناطق البحر الأحمر "بيئة سمكية غنية وأسماك تنقسم لـ 3 أنواع، الأول لها دورات هجرة وتكاثر وهذه غير مرتبطة بمنظومة الشعاب، والثاني والثالث أسماك مرتبطة بالشعاب، ومنها أسماك المهرج وبعض أسماك القرش".

ومضى "دار" في وصفه للحالة التي تتركها شعاب ديدالوس قائلا: "بالطبع وأنت تزور أبو الكيزان وأي منطقة بالبحر الأحمر أنت أمام متحف مفتوح للإبهار، وهذا حقيقي".

وأكد أن "هذه الأماكن أكثر من رائعة وأكثر مما يتخيل والشعاب المرجانية بها مبهرة وتشع جمالا ربانيا، وأكبر من أن توصف لاسيما في أنواعها وأشكالها وتدرجها اللوني وتغيرها مع طبيعة الضوء والتلون حسب البيئة المحيطة".

وختم دار حديثه قائلا: "البحر الأحمر مكان يستحق الزيارة والسياحة والحفاظ عليها كمنظومة بيئة عالمية لاسيما في شعابه المرجانية التي ذات كثافة هي الأغنى بالعالم".