شح بحفاظات الأطفال بغزة.. كيف يتجاوز الفلسطينيون الأزمة؟ (تقرير)
فلسطيني يملك مصنعا للخياطة بمدينة رفح بدأ بصناعة حفاضات بديلة من القماش والقطن لتجاوز أزمة النقص وارتفاع الأسعار...

Gazze
غزة / حسني نديم / الأناضول
تعاني العائلات الفلسطينية بقطاع غزة من عدم توفر حفاضات الأطفال بشكل كافٍ في الأسواق، وعدم قدرتها على شراء كميات منها بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعارها لأكثر من 20 ضعفا.
الفلسطيني سهيل عبد الغني، صاحب مصنع بسيط للخياطة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وجد في صناعة الحفاضات البديلة من قطع القماش والقطن سبيلاً لتجاوز الأزمة والتخفيف من معاناة العائلات.
ويفتتح عبد الغني أبواب مصنعه في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لصناعة وتجهيز حفاضات محلية الصنع بأيادي سيدات نازحات.
وبينما يتابع أعمال السيدات داخل المصنع، يقول لمراسل الأناضول: "أصبحت أسعار الحفاضات باهظة جدًا، ويقدر سعر الباكو الواحد 200 شيكل (نحو 40 دولارًا أمريكيًا)".
ويتجاوز هذا المبلغ قدرة العائلات الفلسطينية على توفير كميات كافية من الحفاضات لأطفالها، في ظل ظروف صعبة يعيشها سكان قطاع غزة، بفعل دخول الحرب الإسرائيلية المدمرة شهرها الخامس.
ويضيف عبد الغني: "حاولنا مساعدة الناس والتخفيف عنهم بتصنيع بديل مناسب من مواد بديلة وهي القماش والقطن وبأسعار منافسة".
وبحسب صاحب المصنع، فإن سعر قطعة الحفاضات المصنعة محليًا شيكل واحد فقط (الدولار يعادل 3.6 شيكل)، مقابل أربعة شواكل للقطعة المستوردة.
ويشكل هذا المصنع البسيط، مصدر رزق للعديد من السيدات النازحات اللواتي يعانين من ظروف الحرب القاهرة.
ويبين عبد الغني أن المصنع يشغل النازحين ويخفف من معاناتهم وخاصة السيدات إما بخياطة وصناعة الحفاضات مقابل أجر يومي وإما ببيع قطع الحفاضات.
السيدة أم المعتصم النازحة من مدينة غزة باتجاه مدينة رفح، تجلس خلف إحدى ماكينات الخياطة للعمل على تجهيز الحفاضات وتوفير قوت عائلتها.
وتقول لمراسل الأناضول: "نأتي كل صباح إلى المصنع بعدما فُتح لنا باب رزق لنعتاش من خلاله، ولنخفف من معاناة الناس في توفير حفاضات الأطفال بأسعار مناسبة".
ويعاني الفلسطينيون من عدم قدرتهم على توفير وشراء الحفاضات بثمن مرتفع، لكن هذا المصنع أوجد بديلاً مناسبًا بأسعار مقبولة لكل فئات المجتمع، وفق ام معتصم.
وتضيف: "أعمل أنا في تصنيع الحفاضات وبيعها، وتساعدني زوجة أبني في أعمال المنزل، هكذا نساعد بعضنا البعض ونوفر قوت يومنا".
ولا يختلف حال أم صهيب ياسين النازحة من مدينة غزة عن سابقتها، فقد نزحت باتجاه خانيونس قبل الانتقال الى رفح بفعل الحرب المدمرة.
وتقول ياسين: "جئت إلى المنطقة فوجدت هذا المصنع الذي يقوم بتشغيل النساء في خياطة الحفاضات، فعملت معهم والحمد لله ربنا رزقني وأصبحت قادرة على مساعدة وإطعام أبنائي".
وتعيش النازحة ياسين أوضاعًا صعبة للغاية، فهي أرملة مصابة بمرض السرطان، ونزحت من غزة إلى خانيونس وبعد ذلك نزحت إلى رفح.
وتأمل ياسين التي تعيش حاليًا في بيت مدمر منذ بداية الحرب الإسرائيلية وغير قابل للسكن، أن تجد من يساعدها في العلاج وتوفير المسكن المناسب.
وتضيف: "نحاول توفير الحفاضات بجودة وأسعار مناسبة للعائلات في هذه الأوقات العصيبة، وعلى صعيد العائلة احاول قدر الإمكان أن أوفق بين العمل وتربية الأولاد".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.