الدول العربية, التقارير, ليبيا

"سرت" الليبية.. مدينة تنزف وجعًا على وقع الدمار وتجاهل الحكومة (تقرير)

"الأناضول" رصدت حالة الدمار التي مست مناحي الحياة في سرت، وأوجاع سكانها الذين باتوا يعانون أوضاعا إنسانية ومعيشية شديدة السوء

17.12.2021 - محدث : 18.12.2021
"سرت" الليبية.. مدينة تنزف وجعًا على وقع الدمار وتجاهل الحكومة (تقرير)

Istanbul

محمد ارتيمة / الأناضول

"الوضع الإنساني مؤلم" بهذه العبارة وصفت المستشارة الأممية الخاصة في ليبيا ستيفاني وليامز، الأوضاع التي آلت إليها مدينة سرت الليبية.

وتعاني سرت (غرب) أوضاعا إنسانية صعبة، جراء سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي منتصف عام 2015، ومن بعده سيطرة مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر على مدى سنوات.

ورصدت "الأناضول" حالة الدمار الهائلة التي مست جميع مناحي الحياة في سرت، وأوجاع سكانها الذين باتوا يعانون أوضاعا إنسانية ومعيشية شديدة السوء.

وقال إبراهيم ناجي خليل، أحد سكان منطقة الجيزة البحرية في سرت: "المعاناة كبيرة جدا ولا يوجد تجاوب من الجهات المسؤولة داخل المدينة، وأجرينا مقابلة مع رئيس البلدية لكن دون جدوى".

وأضاف: "تضررت هذه المنطقة بشكل هائل منذ عام 2011، وحاول السكان ترميمها حتى سيطر عليها تنظيم داعش، ومن بعده الاشتباكات بين مليشيات حفتر وقوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا آنذاك".

وتابع: "المنطقة باتت مهجورة وغير صالحة للحياة، بسبب انقطاع خدمات الكهرباء والمياه، وسكانها أصبحوا مشردين إذ تتراوح أجورهم بين 600 و700 دينار (130-150 دولارا) فيما تصل إيجارات المنازل إلى 700 دينار (150 دولار) بسبب تضرر معظم أحياء المدينة".

وأوضح: "شكلنا لجنة تواصل وحاولنا لقاء رئيس صندوق إعمار سرت بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، كما حاولنا لقاء رئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة في العاصمة طرابلس، وقدمنا ملفا في مكتب الشكاوي التابع للحكومة، لكننا لم نجد أي استجابة حتى الآن".

وانتقد خليل قرارات الحكومة بتأسيس صندوق دعم الزواج بميزانية تقدر نحو ملياري دينار، وصندوق إعمار سرت بميزانية مليار دينار، وذلك دون التطرق أو الاهتمام بإعمار وتنمية المدينة التي سيطر عليها الدمار".

ومنطقة "الجيزة البحرية" تضم جميع قبائل مدينة سرت، ويعد معظم سكانها من أبناء الطبقة المتوسطة، وشهدت نزوحا شبه جماعيا إلى العاصمة طرابلس واجدابيا (شرق) وسبها (جنوب) ودرنة (شرق) على وقع الدمار.

ولا تختلف الأوضاع الإنسانية والمعيشية المتردية في منطقة "الجيزة بحرية" عن سائر المناطق في مدينة سرت الليبية، والتي تنزف ألما ووجعا على وقع حالة الدمار والتجاهل الحكومي للتنمية والإعمار.

والخميس، قالت المستشارة الأممية الخاصة بليبيا ستيفاني وليامز، في سلسلة تغريدات عبر تويتر، إنها تابعت بألم للأوضاع الإنسانية لأهالي مدينة سرت.

وأوضحت وليامز عقب لقائها أعضاء مجلس البلدية وممثلي المجتمع المدني بسرت: "استمعتُ إلى الوضع الإنساني في المدينة، وتدهور خدمات القطاع الصحي والبنية التحتية، إضافة إلى وضع النازحين والمحتجزين".

وتعهدت وليامز بـ"مواصلة الأمم المتحدة دعم مدينة سرت وسكانها (..) رغم الوضع الصعب فقد أعرب الجميع عن أملهم في مستقبل أفضل مصرّين على إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية تضع حدًا للمرحلة الانتقالية الممتدة لسنوات".

وفي يناير/ كانون ثان 2020، أعلنت مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر سيطرتها على سرت، ومنذ لك الحين يعاني أهالي المدينة من أزمات معيشية وتمركزات لمجموعة شركة "فاغنر" الروسية في قاعدة القرضابية العسكرية.

وتتمتع سرت بأهمية استراتيجية، إذ تضم قاعدة جوية عسكرية في الجنوب، وتعتبر بوابة لمنطقة "الهلال النفطي"، التي تستحوذ على القسم الأكبر من ثروات ليبيا النفطية.

وتتوسط سرت أكبر مدينتين في ليبيا، وهما طرابلس عاصمة البلاد، وبنغازي عاصمة إقليم برقة في الشرق.

ويأمل الليبيون أن تساهم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في إنهاء صراع مسلح عانى منه بلدهم الغني بالنفط، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة أجانب، قاتلت مليشيا خليفة حفتر لسنوات حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا. -

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın