رغم كبر سنه.. لبناني يرفض الترجل عن دراجته الهوائية (تقرير)
طارق أبو الذهب بطل سابق للبنان حائز على جوائز عالمية بسباق الدراجات الهوائية: لاحظ موهبتي رئيس نادي "القلب الأقدس" الرياضي بينما كنت أقود دراجة بين بيروت وصيدا عام 1955

Lebanon
بيروت / وسيم سيف الدين / الأناضول
** طارق أبو الذهب بطل سابق للبنان حائز على جوائز عالمية بسباق الدراجات الهوائية:- لاحظ موهبتي رئيس نادي "القلب الأقدس" الرياضي بينما كنت أقود دراجة بين بيروت وصيدا عام 1955
- حصدت ميداليات بين عامي 1956 و1973 داخل لبنان وخارجه
- ما زلت أمارس هوايتي مع أصدقائي على الخط الساحلي لبيروت نهاية كل أسبوع لمسافة 50 كلم
طارق أبو الذهب، ثمانيني لبناني يرفض الترجّل عن دراجته الهوائية، وما زال يمارس تلك الرياضة أسبوعيا كهواية مفضلة في شوارع بيروت، رغم تقدّمه في السن.
أبو ذهب (84 عاما) حائز على جوائز عالمية في سباق الدراجات الهوائية من خلال مشاركته في مباريات خارج البلاد، وهو بطل سابق للبنان في الرياضة نفسها.
يقضي الرجل معظم وقته في متجر الدراجات الذي افتتحه عام 1966 في حي الظريف بالعاصمة بيروت، ويديره الآن مع ابنه.
جدران المحل حيث يبيع ويصلح الدراجات، تمتلئ بالميداليات التي فاز بها في شبابه بمختلف بلدان العالم خلال مشاركته بمباريات، وخاصة في أوروبا بين عامي 1957 و1975، ومقتطفات من أخبار وردت عنه في الإعلام الغربي.
عشق منذ الصغر
البطل السابق بدأ ممارسة هوايته صغيرا، عندما ركب دراجة أخته إلى المدرسة قبل أن يلتحق أخوه الأكبر بنادي "القلب الأقدس" الرياضي، غير أنه كان هو من استحوذ على انتباه رئيس النادي حينها جوزيف غلام، فضمّه إلى النادي ليصبح من بعدها عرّابه، لإيمانه بموهبته.
وعن هذه المرحلة، عبّر أبو الذهب في حديث للأناضول عن شغفه بركوب الدراجات الذي بدأه منذ طفولته، ومسيرته التي أوصلته للمشاركة بمباريات في أوروبا في سن الـ18.
وقال: "وُلدت في بيروت عام 1939، وعندما كان عمري 8 سنوات اشترى أبي دراجة هوائية لأختي لتذهب إلى المدرسة في بيروت".
وأضاف: "عندما سافرت أختي إلى أوروبا لإكمال تعليمها، أخذت دراجتها أنا وأخي الذي دخل نادي القلب الاقدس الرياضي، وهو أول نادٍ لركوب الدراجات في بيروت (مغلق الآن)"، وقال إنه لم يستطع التسجيل في النادي بسبب صغر سنّه.
وذكر أبو الذهب أنه في أحد الأيام، بينما كان يقود دراجة على الطريق السريع بين بيروت ومدينة صيدا جنوب لبنان، لاحظ موهبته رئيس النادي جوزيف غلام في عام 1955 وسجّل اسمه في النادي.
سباقات محلية ودولية
وبعد سباق بيروت - صيدا الشهير توالت بعدها الألقاب، ففي عام 1959 سافر إلى فرنسا حيث شارك مع فريق "Paris 12 eme" للدرّاجات وحقق معه نتائج بارزة"، وفق أبو الذهب.
وأضاف: "دعيت في هذه الفترة الى سباقات دولية عدة للهواة، أبرزها في برلين وبودابست، فلفتُ الأنظار وسرقتُ الأضواء عن غيري من الدرّاجين".
ويذكر أبو الذهب إنه لا يزال يحتفظ بالدراجة الممنوحة له في متجره بسبب الدرجة التي حصل عليها في البطولة التي شارك فيها في باريس عام 1961.
وشرح أنه شارك في "سباق السلام" الذي أقيم في العاصمة الألمانية برلين بين عامي 1962 و1965، إلى جانب فرنسا، وعبّر عن ذلك بالقول: "كانت أفضل أوقات حياتي واللحظات التي ما زلت أتذكرها جيدًا هي سباق السلام".
العودة إلى لبنان
وبعد عودته لوطنه منتصف الستينات أحرز بطولة لبنان للدراجات 5 مرات آخرها عام 1972 الذي أقيم تحت اسم (سباق بيروت – إهمج) لمسافة 51.6 كيلومترا، وفاز بالمركز الأول، قاطعاً المسافة في ساعتين و7 دقائق.
وعن تلك الفترة قال: "عدت إلى لبنان في العام 1966 حيث عملت على فتح محل لبيع وإصلاح الدراجات الهوائية".
لكن لم يكن أبو الذهب بعيدًا عن التأثر بالحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان بين عامي 1975 و1990.
ولدى سؤاله عما فعله خلال الحرب الأهلية، أجاب: "جلست في المنزل فقط، ولم أستطع ركوب الدراجة".
50 كم أسبوعيا
تحدث أبو الذهب أيضا عن أنه لم يتوانَ عن ركوب الدراجة الهوائية على الرغم من تقدمه في السن وعدم وجود بنية تحتية قوية لركوب الدراجات في لبنان.
وقال إنه ما زال يمارس هوايته مع أصدقائه على الخط الساحلي لمدينة بيروت في نهاية كل أسبوع لمسافة 50 كيلومترًا".
واشتكى أبو الذهب من الازدحام المروري بسبب زيادة عدد المركبات وعدم احترام السائقين للرياضيين.
وشدد على أن راكبي الدراجات بشكل خاص يعانون من مشاكل مرورية كثيرة.
وأضاف قائلا: "الطرق خطرة، ولا يمكنني استخدام الطرق السريعة أثناء ركوب الدراجة في لبنان".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.