الدول العربية, التقارير, العراق

خبير: المستقلون والأحزاب الفتية في اختبار صعب ببرلمانيات العراق (تقرير)

** الخبير بالشأن الانتخابي سربست مصطفى: - النظام الانتخابي المعروف بصيغة سانت ليغو المعدلة صمم لمصلحة الأحزاب الكبيرة

Laith Al-jnaidi  | 30.09.2025 - محدث : 30.09.2025
خبير: المستقلون والأحزاب الفتية في اختبار صعب ببرلمانيات العراق (تقرير) @Parliament_iq

Iraq

ليث الجنيدي/ الأناضول

** الخبير بالشأن الانتخابي سربست مصطفى:
- النظام الانتخابي المعروف بصيغة سانت ليغو المعدلة صمم لمصلحة الأحزاب الكبيرة
- نظرا لأن التيار الصدري يقاطع العملية الانتخابية فإن نتائج أية عملية انتخابية لا تعكس الواقع السياسي
** ناخبون عراقيون:
- العملية الانتخابية قد لا تفضي إلى تغيير حقيقي
- التحدي الحقيقي للمرشحين الجدد ه قدرتهم على تنفيذ حلول واقعية يتم طرحها ضمن بيئة سياسية معقدة

تستعد الأحزاب والقوى السياسية في العراق لانتخابات برلمانية من المقرر إجراؤها في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إذ تتجه الأنظار نحو طبيعة التنافس الذي يتوقع مراقبون أن يواجه خلاله المرشحون المستقلون، صعوبات في مواجهة الأحزاب التقليدية.

وفي ظل ترقب واسع النطاق، تطرح تساؤلات حول قدرة الاستحقاق الانتخابي على إحداث تغيير في المشهد السياسي، مع ترجيح متابعين بأن المسار الحالي يعزز من مواقع الأحزاب الكبرى.

وعزا عدة خبراء هذا الترجيح إلى طبيعة النظام الانتخابي الذي أعيد العمل به، وتحديداً صيغة "سانت ليغو" المعدلة، التي تهدف لجعل عملية توزيع المقاعد أكثر عدلاً.

إذ ينظر مختصون إلى أن هذا النظام يرجح كفة القوائم الكبرى، ما يضعف من قدرة القوى السياسية الناشئة والمرشحين المستقلين على تحقيق تمثيل برلماني مؤثر.

مراقبون يرون أن تجاوز حضور وأدوار الأحزاب التقليدية يظل صعبا، وسط توقعات بأن نتائج الانتخابات قد لا تُفضي إلى فائز بأغلبية واضحة.

تلك الفرضية تعني أن تشكيل الحكومة المقبلة سيعتمد مرة أخرى على "التوافق" بين الكتل الرئيسية، في مسعى للحفاظ على الاستقرار السياسي وتسيير أمور الدولة.

** تحليل انتخابي وواقع سياسي​​​​​​​

سربست مصطفى، ناشط مدني وخبير انتخابي عراقي شغل سابقاً منصب رئيس مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالعراق قال للأناضول، إن "الأساس القانوني لهذه الانتخابات هو القانون رقم 12 لسنة 2018، وتم تعديله بموجب القانون رقم 4 لسنة 2023".

وأضاف: "وفق هذا القانون تم الرجوع لتطبيق نظام التمثيل النسبي وفق صيغة سانت ليغو المعدلة، واعتبار كل محافظة دائرة انتخابية واحدة".

وأردف: "لذلك فإن هذا النظام الانتخابي، صمم لمصلحة الأحزاب الكبيرة المسيطرة على مقاليد الحكم في العراق، وليس في مصلحة الأحزاب الصغيرة والفتية والمستقلين".

ورأى مصطفى، أنه "لا يمكن أن تتكرر نتائج انتخابات مجلس النواب في 2021؛ لأن النظام الانتخابي الذي طبق حينئذ كان نظام الصوت الواحد غير المتحول الذي كان مساعدا في فوز عدد من المرشحين المستقلين أو غير المتحزبين".

والقانون الانتخابي الذي طبق في انتخابات 2021 كان قانون كان نظام الصوت الواحد غير المتحول وهو مختلف تماما عن قانون سانت ليغو المعدل الذي طبق في الانتخابات السابقة (2014 و 2018) وتم العودة إليه في انتخابات 2023.

ويشارك في الانتخابات المرتقبة في نوفمبر المقبل 31 تحالفا و38 حزبا سياسيا و88 مرشحا ضمن ما يسمى القائمة المنفردة والتي يكون فيها التنافس على المقاعد العامة، وقد صدّق عليهم مجلس المفوضين (للانتخابات) وأجريت لهم قرعة الأرقام الانتخابية.

وبسؤاله عن إمكانية اللجوء إلى "التوافق" بين التحالفات، بين مصطفى أنه "نظرا لأن التيار الصدري يقاطع العملية الانتخابية والذي يمتلك جمهورا كبيرا وملتزما إلى حد كبير بتوجيهات الصدر، فإن نتائج أية عملية انتخابية لا تعكس الواقع السياسي في العراق بشكل صحيح مما يؤثر حتما على طبيعة الحكومات المشكلة".

وأضاف: "لا أعتقد أن الحكومة العراقية القادمة ستختلف عن سابقاتها، لكن حجم الكتل النيابية خاصة الشيعية قد يطرأ عليها تغيير ببروز قوى من رحم الإطار التنسيقي نفسه".

وتأسس الإطار التنسيقي بعد الانتخابات التشريعية عام 2021 بهدف مواجهة محاولات التيار الصدري، لتشكيل حكومة "أغلبية وطنية".

وفيما يتعلق بادعاءات احتمال التدخل الخارجي بسير العملية الانتخابية، قال مصطفى: "القانون الانتخابي يمنع تمويل الحملات الانتخابية من قبل مصادر أجنبية سواء كانت أفرادًا أو هيئات"

واستدرك: "لكن في ظل عدم وجود رقابة على مصادر تمويل الأحزاب السياسية وعدم تقديم ديوان الرقابة المالية تقارير سنوية عن الوضع المالي وحركة الأموال للأحزاب السياسية استنادا إلى قانون الأحزاب السياسية فإن كل شيء جائز".

لكنه لفت إلى أن النظام الانتخابي يتوقع أن يساهم في زيادة المشاركة لأنه يقلل من "الأصوات المهدورة"، إضافة إلى قوة التنافس التي قد تحفز الناخبين على المشاركة.

وعن توقعات انخفاض نسبة المشاركة، أرجع مصطفى ذلك إلى عدة أسباب، وهي "عدم الاهتمام السياسي، وأولوية المعيشة، والاحتجاج على الواقع".

وللتمكن من استعادة ثقة الناخبين وتحقيق الإصلاح في العراق، دعا مصطفى الحكومة القادمة إلى "اتخاذ مجموعة من الخطوات، وهي: إنهاء هيمنة الأحزاب، ومكافحة الفساد، وتطبيق القوانين، والاعتماد على الكفاءة والاختصاص في التعيينات ، والالتزام بالدستور".

**آراء ناخبين

يشكل الرأي العام العراقي حول الانتخابات مزيجاً من الترقب والتشكيك، حيث يرى العديد من الناخبين أن العملية الانتخابية قد لا تفضي إلى تغيير حقيقي.

ويعزو سيف صلاح مهدي وهو طالب جامعي (38 عامًا)، هذا التحدي إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها "ترسّخ الطبقة السياسية الحالية وصعوبة تحقيق المرشحين الجدد نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى ممارسات الفساد والتلاعب التي تؤثر على نزاهة النتائج، وضعف المشاركة الشعبية التي تقلل من شرعية العملية الانتخابية".

وفي حديثهم عن أبرز القضايا التي يجب أن يعالجها المرشحون، يجمع الناخبون على أهمية محاربة الفساد وتحسين الخدمات العامة.

فبالنسبة لسيف وسارة علي (25 عامًا)، يعد "تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة من أهم الأولويات، إلى جانب وضع آليات عملية للشفافية ومحاسبة المسؤولين".

ويشيرون إلى أن التحدي الحقيقي للمرشحين الجدد "لا يكمن فقط في طرح حلول واقعية، بل في قدرتهم على تنفيذها ضمن بيئة سياسية معقدة".

وفي 9 أبريل/ نيسان الماضي، صوت مجلس الوزراء على تحديد 11 نوفمبر المقبل موعدا لإجراء الانتخابات البرلمانية.

ومنتصف الشهر ذاته، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عزمه الترشح للانتخابات.

وبدأت دورة مجلس النواب الحالية في 9 يناير/ كانون الثاني 2022، وتستمر 4 سنوات تنتهي في 8 يناير 2026.

وبحسب القانون العراقي، يجب إجراء الانتخابات التشريعية قبل 45 يوما من انتهاء الدورة البرلمانية.

وجرت آخر انتخابات تشريعية بالعراق في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وذلك بعد عامين على المظاهرات الشعبية التي أجبرت رئيس الحكومة الأسبق عادل عبد المهدي على تقديم استقالته، وجاء خلفا له مصطفى الكاظمي ليشرف على إجراء الانتخابات.

وشكلت الانتخابات المبكرة في حينه نقطة تحول مفصلية في العراق، وكانت الخامسة منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003، والأولى التي تجرى وفق نظام الدوائر الانتخابية في المحافظات.

ويضم البرلمان العراقي الحالي 329 نائبا، وتملك أحزاب وتيارات شيعية الغالبية فيه.

وتتقاسم السلطات الثلاث مكونات مختلفة، حيث تعود رئاسة الجمهورية تقليدا إلى الأكراد، ورئاسة الوزراء إلى الشيعة، فيما يتولى السنة رئاسة البرلمان.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.