تركيا, التقارير

خبراء أوروبيون: تركيا أفضل وسيط لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا (تقرير)

الخبيرة البولندية كارولينا فاندا أولزوسكا قالت للأناضول: أعتقد أن أنقرة قادرة على المساعدة في إنهاء الحرب، ليس بأي ثمن، ولكن بشروط تحفظ سيادة أوكرانيا واستقلالها. هذه النتيجة وحدها كفيلة بتوفير الأمن الدائم لتركيا وبولندا وأوروبا بأسرها..

Selen Valente Rasquinho, Melike Pala, Muhammed Kılıç  | 14.05.2025 - محدث : 15.05.2025
خبراء أوروبيون: تركيا أفضل وسيط لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا (تقرير)

Brussels Hoofdstedelijk Gewest

بروكسل-أنقرة/ الأناضول

قال خبراء أوروبيون إن تركيا هي أفضل وسيط لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا، وإن إسطنبول هي المكان الأفضل لاجتماع الطرفين مرة أخرى في مفاوضات مباشرة بعد 3 سنوات.

الأناضول التقت بخبراء أوروبيين واستطلعت آراءهم بشأن المفاوضات التي ستُعقد في إسطنبول، غدا الخميس.

وخلال مؤتمر صحفي، السبت الماضي، اقترح الرئيس فلاديمير بوتين، استئناف المحادثات المباشرة مع أوكرانيا "دون شروط مسبقة"، في إسطنبول، بعد توقفها عام 2022.

وذكرت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية عبر بيان، الأحد، أن الرئيس رجب طيب أردوغان أعرب لنظيره الروسي، عن استعداد تركيا لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا.

تركيا أفضل مكان لمفاوضات السلام

كارولينا فاندا أولزوسكا الرئيسة المؤسسة لمعهد الدراسات التركية في كراكوف ببولندا، قالت للأناضول إن التغيير الأساسي الذي حدث منذ المحادثات التي عقدت في إسطنبول عام 2022 هو الضغوط المتزايدة من مختلف الجهات الفاعلة، لا سيما الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وأضاف أولزوسكا بأن روسيا باتت ضعيفة بصورة كبيرة عسكريا واقتصاديا بسبب العقوبات الاقتصادية والحرب المستمرة وخسائر الأرواح.

وأشارت إلى أن تركيا حافظت على علاقات متوازنة مع أوكرانيا وأوروبا وروسيا منذ بداية الحرب.

وأردفت: "من وجهة نظر أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، ليس هناك شك في أن تركيا هي الوسيط الأكثر ملاءمة وموثوقية في هذه المرحلة".

وأوضحت أن تركيا باعتبارها أحد ركائز الأمن الأوروبي تدرك جيدا المخاطر التي تشكلها الهيمنة الروسية، وأن أنقرة عارضت النفوذ الروسي في سوريا وليبيا وأجزاء من أفريقيا ومنطقة البحر الأسود.

وذكرت أن تركيا ظلت تذكِّر المجتمع الدولي مرارا بأن شبه جزيرة القرم جزء من أوكرانيا وستظل كذلك.

وتابعت: "لذلك أرى أن تركيا هي المكان الأمثل لمفاوضات السلام. أعتقد أن أنقرة قادرة على المساعدة في إنهاء الحرب، ليس بأي ثمن، ولكن بشروط تحفظ سيادة أوكرانيا واستقلالها. هذه النتيجة وحدها كفيلة بتوفير الأمن الدائم لتركيا وبولندا وأوروبا بأسرها".

وأعربت عن أملها في أن تنتهي المحادثات بوقف إطلاق النار، مضيفة: "آمل أن تكون هذه (مفاوضات إسطنبول) بمثابة بداية لسلسلة من المفاوضات التي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى سلام دائم".

شكوك بالموقف الروسي

من جانبه، قال أوندريج ديتريش، المحلل البارز في شؤون روسيا في معهد الدراسات الأمنية التابع للاتحاد الأوروبي: "أتفق بلا ريب على أن إسطنبول مكان يمكن أن تجري فيها المفاوضات".

وأشار ديتريش إلى أنه لا يعتقد أن هناك تغييرا في موقف روسيا، وأن روسيا ربما تهدف إلى إظهار أنها الجانب الذي يريد السلام للإدارة الأميركية.

وأضاف: "قد يكون عرض التفاوض أحد تلك الخطوات التكتيكية التي قد تؤدي إلى تغيير طفيف ومؤقت في موقف روسيا. ولكن دون ضغوط حقيقية، أشك في أنها ستتراجع عن موقفها المتطرف تجاه الصراع في أوكرانيا".

إسطنبول عنوان اللقاءات مجددا بعد 3 سنوات

أما أماندا باول، الخبيرة في شؤون تركيا وأوكرانيا في مركز السياسة الأوروبية في بروكسل، فقالت إنه منذ الأيام الأولى للحرب، بذل الرئيس أردوغان جهودا للعب دور في إطار جميع الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل عادل ومستدام لأوكرانيا، وأن المحادثات الجادة الأولى عقدت في إسطنبول.

ولفتت باول إلى أن تركيا حريصة على استضافة المفاوضات اليوم، كما فعلت عام 2022، مذكِّرة بأن بوتين وصف أيضا المفاوضات عام 2022 بأنها "نقطة البداية" أو "مثال للنهاية التي يبحث عنها".

غير أن الخبيرة باول لم تخفِ شكها في موقف روسيا، مؤكدة على أنها تعتقد أن المسؤولين الروس أظهروا في خطابهم الأخير أنهم يريدون الاستيلاء على أراضي أوكرانيا كلها، وبالتالي فهم غير مهتمين بوقف إطلاق النار.

يشار إلى أنه في مارس/ آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.

ووقع البلدان اتفاقية بإسطنبول في يوليو/ تموز 2022، بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلق موسكو العمل بها في 17 يوليو/ تموز 2023.

ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.