حفتر صوب طرابلس.. ورقة ضغط بالمؤتمر الجامع؟ (تقرير)
التحرك جاء في الوقت الذي كانت الأنظار في الداخل والخارج تترقب ما سيسفر عنه "المؤتمر الوطني الجامع" منتصف أبريل الجاري، وبالتزامن مع زيارة يجريها غوتيريش للبلاد

Libyan
طرابلس / جهاد نصر / الأناضول
في الوقت الذي كانت الأنظار في الداخل والخارج تترقب ما سيسفر عنه "المؤتمر الوطني الجامع" منتصف أبريل / نيسان الجاري بليبيا، فاجأ خليفة حفتر، قائد قوات الشرق الليبي، الجميع، بتحرك قواته نحو الغرب، وإطلاقه عملية عسكرية لما وصفه بـ"تحرير طرابلس".
تحركٌ، تزامن أيضا مع زيارة يجريها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى ليبيا.
توقيت الخطوة عده محلل سياسي ليبي، بأنه يهدف إلى "الحصول على ورقة جديدة يفاوض بها خلال مجريات المؤتمر، ولن يجد أفضل من دخول طرابلس أو على الأقل محاصرتها من الخارج لتحقيق ذلك الهدف".
فيما رجح محلل آخر ودبلوماسي من الغرب، وجود "مؤامرة" بين حفتر وقوى دولية، وراء تلك الخطوة، وعلل ذلك بأن الأخير لا يجرؤ على مثل تلك الخطوة إلا إذا كانت بضوء أخضر دولي.
وقبل نحو أسبوعين، أعلنت بعثة الأمم المتحدة، تنظيم مؤتمر للحوار في مدينة غدامس الليبية (جنوب غرب)، بين 14 و16 أبريل / نيسان الجاري، ضمن خارطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.
لكن قبل نحو 10 أيام من انطلاق المؤتمر، كانت خطوة حفتر، التي قابلها فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بتكليف رئاسة أركان القوات الجوية، بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين، في إشارة إلى قوات حفتر.
كما أعلنت قيادات وثوار من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) استعدادهم الفوري لوقف تحركات قوات حفتر في المنطقة الغربية، فيما رفعت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، حالة الطوارئ الى الدرجة القصوى، فيما أعربت واشنطن ولندن والاتحاد الاوروبي عن قلقها للخطوة.
ورغم أن الجميع يعلم تمامًا أن حفتر لم يغض طرفه عن العاصمة منذ سنوات، وكان له شخصيا تصريحات تفيد بذلك، إلا أن المفاجئ في الأمر هو توقيت التحرك، الذي جاء في وقت توقع كثيرون الوصول لتفاهم خلال المؤتمر الجامع يقضي بتشكيل حكومة موحدة في ليبيا.
**ورقة ضغط بالمؤتمر الجامع
الكاتب السياسي الليبي علي الزليتني، في حديثه للأناضول، فسر ما يجري بأن "حفتر ينوي بالتقدم لطرابلس أمر واحد وهو الحصول على ورقة جديدة يفاوض بها خلال مجريات الملتقى، ولن يجد أفضل من دخول طرابلس أو على الأقل محاصرتها من الخارج لتحقيق ذلك الهدف".
لكن في الوقت ذاته، تحدث الزليتني، عن طرح آخر، مشيرا إلى أن "هناك تسريبات كانت متداوله بجدية الأيام الماضية، تفيد بتفاهم حفتر مع السراج، حول تقدم الجيش، وتخليص الأول من سطوة الكتائب المسلحة لكي يسهل الحل خلال الملتقى الجامع دون اعتراض تلك الكتائب".
وأضاف "السراج، نفسه والمجتمع الدولي يعلمون أن الكتائب المسلحة التي تحكم طرابلس، ستكون عائقا أمام أي حل للأزمة، خاصة وأن أي حل سيكون في مقدمته حلُّ تلك الكتائب، وجمع السلاح منها، وهو أمر مرفوض بالنسبة لها".
ولم يتسن للأناضول، على الفور الحصول على تعقيب فوري من السراج، أو مكتبه، فيما يتعلق بحديث الزليتني.
وفي سيناريو آخر، رأى عادل البيجاوي، المحلل السياسي الليبي، أن "الخميس والجمعة، سيكونان مفصليان في تاريخ ليبيا، فإما أن يصمت المجتمع الدولي على تقدم حفتر، ويكون بذلك على علم مسبق بما ينويه حفتر".
أما الأمر الآخر، وفق حديث البيجاوي، للأناضول، فيتمثل في أن "يعتبر المجتمع الدولي، حفتر، متمردا على حل الأزمة الليبية، وبالتالي سيتخذ ضده إجراءات رادعة".
وعن تلك الإجراءات أوضح أنه لن يكون هناك عمل عسكري دولي ضد حفتر، لأن المتجمع الدولي نادم على تدخله في ليبيا عسكريا في 2011، ضد معمر القذافي".
واستدرك "بالتالي لن يكرر المجتمع الدولي نفس الخطأ ولن يتدخل ضد حفتر.. وربما لأن حفتر يعلم ذلك، كما لذلك أقدم على التحرك نحو غربي البلاد".
**ضوء أخضر دولي
دبلوماسي ليبي من الغرب تحدث هو الآخر عن نظرية المؤامرة بين حفتر والغرب، قائلا إن "حفتر يحكم شرق وجنوب البلاد، ولا يمكنه المغامرة والمجازفة والتقدم نحو غرب ليبيا في هذا التوقيت إلا إذا كان حصل على الضوء الأخضر من الدول المؤثرة في المجتمع الدولي.. هذا أمر مسلم به".
وتابع الدبلوماسي، الذي طلب من الأناضول عدم ذكر اسمه، أن "حفتر ليس غبي لكي يغامر بمكاسبه بدون ضمانات دولية له.. هناك مؤامرة تحدث".
ووصف بيانات التنديد الدولية، الصادرة الخميس، بـ"مجرد وسيلة لدفع الحرج عن المجتمع الدولي".
وفصل الدبلوماسي حديثه قائلا إن "الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تنوي سحب البساط من تحت روسيا التي تدعم حفتر، والغرب يعلن أنه إن لم يتفق مع حفتر الآن، سوف تحصد موسكو جميع المكاسب في الساحة الليبية".
وتابع "كل الأسلحة التي قاتل بها حفتر في جنوب البلاد خلال حلمته الأخيرة كانت روسية، والعالم يعلم ذلك لذلك واشنطن تفكر في قطع الطريق أمام الانفراد بحفتر، الذي تراه رجل قوي سيحقق مكاسب لها في ليبيا على عكس السراج الذي فشل في ذلك".
وسخر الدبلوماسي الليبي، من حديث أحمد المسماري، المتحدث باسم حفتر، في مؤتمره الصحفي، الخميس، والذي قال فيه إنهم "يدعمون المؤتمر الجامع الذي تنظمة الأمم المتحدة منتصف الشهر الجاري".
وقال "كيف يؤيد حفتر الملتقى الجامع، ويشن حملة عسكرية في ذات الوقت تهدف إلي إقصاء طرف سياسي، متمثل في تيار الإسلام السياسي، والحكومة المعترف بها دوليا، ومدينة مصراتة الحليفة".
ورأى أنه "لو سيطر حفتر عبر السلاح على العاصمة، مركز الحكم، وأقصى خصومه، فما الحاجة لحوار يهدف لتوحيد الحكومة.. هو سيشكل حكومة وينتهي الأمر دون الحاجة للملتقى الجامع".
ومنذ 2011، تعاني ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس (غرب)، وحفتر.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.